لا زالت الإعتصامات والمسيرات في مخيمات بيروت تتوالى نصرة للمسجد الأقصى، ودعماً لصمود المقدسيين في مواجهة إجراءات جيش الإحتلال الصهيوني. فعقب صلاة الجمعة 28/7/2017 وبدعوة من الفصائل والقوى الاسلامية والفلسطينية، إنطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد الفرقان في مخيم برج البراجنة، شارك فيها ممثلو الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وثلة من رجال الدين وأئمة المساجد، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيم. وتوحدت جميع الفصائل تحت العلم الفلسطيني، حيث استأثر العلم الفلسطيني سماء المخيم، دون غيره من الرايات. وألقى فضيلة الشيخ محمد عبد الحليم كلمة جاء فيها: "نقف اليوم تضامناً مع الحدث الذي حصل للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني مسجد على سطح الأرض وثالث الحرمين، منتهى الإسراء وبوابة المِعراج في السماء تنتهك حرمتهُ وتُدّنس مقدساتهِ على عيون الناس ومسمعهم ولا يهّبوا ولا يلبّوا، إلاّ الشرفاء والأبطال والأحرار وأهل فلسطين وأهل المقدس وأهل الحرية في الشعوب العربية".

وتابع: "إنَّ ما حصل من انتصار محدود لشعبنا في فلسطين يؤكد لنا أنَّ في القدس أبطالٌ صامدون، يضحوا بدمائهم ويدافعون عن شرف المقدسات ودين الله، فنحن نفتخر ونعتّز بِمقاومتهم ومواجهاتهم التي ستهزم الإحتلال الصهيوني المجرد من الانسانية، الذي لا يبالي لتعاليم السماء وعهود ومواثيق الأرض، فالمسجد الأقصى له حرمتهُ وقدسيتهُ في الرسالات السماوية والقوانين الأرضية الوضعية".

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها مسؤول منطقة بيروت في الجبهة الديمقراطية أحمد مصطفى جاء فيها: "ما أجملها من لحظة انتصار القدس الأبية والمسجد الأقصى، وما أروع رفرفة العلم الفلسطيني فوق رؤوسنا، فمن هنا من مقبرة المخيم الطاهرة حيث يرقد شهدائنا وصنّاع مجدنا، نؤكد أن العلم الفلسطيني والوحدة الوطنية هي السلاح الوحيد والأقوى لمواجهة العدو الصهيوني، ووحدة القوى والفصائل والمؤسسات والجمعيات ووحدة الشعب هي التي ستصنعُ الإنتصار، كما جرى في القدس بوحدة الشعب وصمودهم شبكت أياديهم بمواجهة العدو الصهيوني حققوا انتصاراً تفتخر فيه الأمة العربية والإسلامية.

وطالب مصطفى، بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام البغيض والعودة إلى اتحاد الشعب والاتفاق على استراتيجية فلسطينية عِمادُها المقاومة والانتفاضة لتحقيق النصر والتحرير.

كلمة قوى التحالف الفلسطيني ألقاها أبو عبد الله فارس جاء فيها: "أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يصرخ وينادي ويتعرض لهجمة وحشية من قبل الإحتلال الصهيوني، المسجد الأقصى يستصرخ ضمائر الأمة الإسلامية وشرفائها، بأن يهبوا للدفاع عن مسرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. كل هذه الاستباحة للمسجد الأقصى أمام أعين العالم أجمع، ولكن لم يُحرِك هذا العالم ساكناً للتّصعيد لهذه الهجمة الوحشية بحق مقدسات هذه الأمة".

 وأضاف: "هذا الصمت الدولي والعربي والإسلامي، ألا يستحق المسجد الأقصى أكثر من الإدانة والاستنكار، ألا يستحق بأن نرفع أصواتنا عالياً نطالب بوقف هذه الأعمال الإجرامية التعسفية؟.

وختم بتّحية إجلال وإكبار للمرابطين على أعتاب وأبواب المسجد الأقصى المبارك، والمدافعين عن كرامة هذه الأمة.

وفي مخيم شاتيلا إنطلقت أيضاً مسيرة عقب صلاة الجمعة جابت شوارع وأزقة المخيم رافعين أطول علم فلسطين، وهتف المتظاهرون للمسجد الأقصى ولفلسطين وللمجاهدين في أكناف بيت المقدس. هذا ورافقت المسيرة قوات الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم لتأمين الحماية، ولقطع الطريق على المتصيدين والمتربصين شراً بالمخيم وأهله.