كتب الكاتب الياباني كوباياشي أكيرا  تحت عنوان (الموت بشرف، فلسفة الانتحار اليابانية بين الأسطورة والحقيقة) مايلي: "يقال إن أولئك الذين هُزموا في المعركة أو المشتبه في ارتكابهم الخيانة كانوا يرغبون في محو عارهم، في عرض جلي لإخلاص قلوبهم. ولهذا السبب كان يُنظر إلى سيبّوكو على أنها طريقة موت تناسب الساموراي".
نذكر رؤوس فرع الإخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى (حماس) بما سبق ، وبما يجب أن يفعلوه، إذا قرروا إنهاء مسلسل العار الذي جلبوه لأنفسهم، أو انعكاس عملي لتأنيب ضمير – رغم معرفتنا أنه غائب أبداً عن مصائب وكوارث حلت بالشعب الفلسطيني كانوا المتسببين بها، وأفظعها النكبة الكبرى (الانقلاب الدموي سنة 2007) و(النكبة الأكبر) في تاريخ الشعب الفلسطيني، فدماء شعبنا مازالت تقطر من أسنان عجلات آلة حرب منظومة الاحتلال  والاستعمار الصهيونية العنصرية الدائرة منذ 163 يومًا، حيث تعمل بأعلى طاقتها على سحق قوانين وقواعد ومظاهر الحياة في قطاع غزة، الجزء الأصيل من ارض وشعب وطننا المقدس فلسطين. 


يظن رؤوس حماس أن تاريخ الشعب الفلسطيني يبدأ من تاريخ استحواذهم على ترخيص المجمع الاسلامي من الشاباك الاسرائيلي سنة 1973 أثناء الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة، وأنهم صانعوا  حاضره – رغم أنهم لم يبرعوا إلا بتعميم صور الظلم، واستمراء الدمار والموت، واسترخاص أرواحه وأرزاقه ومقدراته – والكارثة في ظنهم أن مستقبل الشعب الفلسطيني، مرهون بأمنهم الشخصي، وبحصر المكاسب لجماعتهم!  
ثبت المناضل المرحوم ( صالح القلاب ) شهادة تاريخية متلفزة في لقاء مع فضائية عربية، فذكر انه قال للقائد أبو عمار – رحمه الله – بعد خروجهما من جولة مفاوضات مع جماعة حماس في السودان قبل انشاء  السلطة  الوطنية الفلسطينية: "كيف تعرض عليهم 50% من مقاعد المجلس الوطني" فرد القائد  أبو عمار: "والله لو أعطيتهم كل مقاعد المجلس الوطني، لما أتوا إلى المنظمة ، فهؤلاء ليس لهم علاقة بالوطنية الفلسطينية".. أما عبارات "التوافق الوطني" و"قضيتنا الوطنية" فقد أفرغوها من مضمونها، لكثرة مارددوها، لكنهم لم يوفروا حيلة شيطانية إلا واستخدموها لنسف التوافق، وحشرالقضية الوطنية، في ثوب جماعة "إخوانهم المسلمين" الذين من بعد انتهاء صلاحيتهم – وفق الدمغة  الأميركية - ، أودعوا " قضيتهم "  تحت عباءة أسيادهم الفرس في طهران.


يتحدثون عن مبدأ التشاور بعد اختيار الرئيس أبو مازن للدكتور محمد مصطفى رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بتشكيل (الحكومة) وكأن الشعب الفلسطيني قد نسي أنهم قد خططوا ونفذوا انقلابهم الدموي عندما كان اسماعيل هنية رئيسًا لمجلس الوزراء بعد تكليفه رسميًا من الرئيس أبو مازن ،وفق القانون الأساس! فذاكرة الشعب لا تطمسها أكاذيبهم وحبائل مؤامراتهم، أما للأشقاء العرب في السعودية والجزائر ومصر، وكذلك الأصدقاء في موسكو، فإننا على ثقة أن شهادتهم التاريخية ستصدق على حسن نوايا الرئيس ابو مازن، وحركة التحرير الوطني  الفلسطيني فتح في كل جولات الحوار، وتشهد على صواب رؤيته الوطنية العميقة والبعيدة المدى، ومصداقيته في  الالتزام ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي، كما ورد في وثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وبالمقابل ستطعن في مصداقية تصريحات رؤوس حماس عن "الوحدة الوطنية"  ولا تستثن من حط جعبته وعقله وعقاله في رحالهم !! .
ينعتون الصلاحيات الممنوحة للرئيس – وفق القانون الاساس المعدل لسنة 2003 -  باختيار رئيس وزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة "بالقرارات  الفردية" ويعتبرون تشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها في البند ألأول من رسالة التكليف انقاذ الشعب الفلسطيني وإيقاف حملة الابادة الدموية الصهيونية في قطاع غزة، بأنها: "خطوات سطحية وفارغة" لذلك نذكرهم بفلسفة الانتحار، بعد حذف عبارة الموت "بشرف"  فما بين المزدوجين ليس متوفرًا عندهم ولن يتوفر!  فهؤلاء قد اغتصبوا صفة التفرد من ابليس، وتفوقوا عليه في حبك المكائد، من حبال الكذب والدجل، واسقطوا في شراكها من في نفوسهم مرض ولا يعقلون.

فقد تفاخر هؤلاء بالقرار الفردي لفعلة جماعتهم في 7 أكتوبر، حتى الذين نفذوها ميدانيًا قد زجوا وهم لا يعلمون أهدافها وأبعادها، وتداعياتها،  أما بياناتهم عن الانتصارات، فقد دفعت البعض للظن أن الدول العظمى في الشرق والغرب، قد طلبت منهم خبراء "التخطيط الاستراتيجي" ليرسموا لهم خطط الحرب العالمية الثالثة !! لكنهم لم يدركوا بأي فخ قد وقعوا، إلا بعد أن طحنت آلة حرب منظومة الصهيونية الدينية لحم ودماء وعظام أكثر من 110 آلاف مواطن فلسطيني في غزة مع ركام بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم ومساجدهم وكنائسهم  ومصانعهم ومراكزهم الثقافية. أما (صناع النكبة الأكبر) فما زالوا يطمئنون أتباعهم أنهم بخير، فهل من عار يستوجب الانتحار أفظع من هذا ؟!!.