المصدر:هآرتس- عاموس هرئيل:8/7

 

شبهة حقيقية في حالة واحدة لجريمة حرب قام بها جندي من الجيش الاسرائيلي، وشبهة حالة اخرى لجريمة حرب ما تزال تحقق وعدد من الاحداث شذ فيها ضباط وجنود، على غير عمد، عن أوامر اطلاق النار. هذا هو تلخيص مرحلي للرد  الاسرائيلي المحدث، الرابع في عدده، على الدعاوى الشديدة التي وجهت على سلوك الجيش الاسرائيلي في عملية "الرصاص المصبوب" ولا سيما في تقرير غولدستون.

عرض المدعي العسكري الرئيس، اللواء افيحاي مندلبلت أمس ملخص التحقيقات حتى الان. تم الكشف عن الحالة البارزة بينها، لمحارب غفعاتي س، قبل عدة اسابيع. اجمع مندلبلت على محاكمته عن القتل لانه اطلق النار على مدنية فلسطينية فأرداها قتيلة (وربما اثنتين)، مخالفا أمرا صريحا من قادته. وفي مقابلة ذلك بدء تحقيق من الشرطة العسكرية السرية لسؤال لماذا لم "يرتفع" التقرير عن القضية الخطيرة فوق مستوى الكتيبة واللواء. وكما في عدة حالات اخرى، عرف المدعي العسكري الرئيس عنها على أثر شكاوى قدمها مدنيون فلسطينيون بواسطة منظمات حقوق الانسان.

بين التحقيقات الاخرى التي لخصها المدعي العسكري الرئيس أمس، تحذير قائد الوحدة الممتازة اغوز، بسبب استعمال اجراء الجار ومعاقبة ضابط برتبة نقيب، قائد "خلية هجوم" في منطقة الجنوب، على قضية مسجد ابراهيم مقادمة، الذي قتل فيه 15 فلسطينيا باطلاق الجيش الاسرائيلي صاروخا. يبين التحقيق العسكري صورة تختلف تماما عن التي عرضها غولدستون. لم يكن هنا مس متعمد بالمسجد الجديد نسبيا الذي لا توجد مئذنة فوقه، والذي لم يعرف البتة في خرائط الجيش الاسرائيلي. أطلق الصاروخ على مخربين جلسا خارج المسجد، لكن شظاياه دخلت من الباب وسببت قتلا جماعيا لمصلين داخل المبنى. والخلل الشديد هو أنه قبل الموافقة على الهجوم بثلاث دقائق حذر ضابط استخبارات من أن المبنى المجاور هو مسجد. تجاهل النقيب التحذير ولم يطلب موافقة جديدة على الهجوم من ضابط رفيع المستوى ولهذا تم توبيخه.

في مقابلة ذلك، اختار المدعي العسكري الرئيس اغلاق ملف على قائد قسم الدبابات الذي قتل خطأ قاعدين في خيمة عزاء، زمن اصابة خلية اطلاق صواريخ كانت في الجوار. ويرفض مندلبلت البتة ايضا تهم غولدستون المتعلقة بسلسلة حالات وقع فيها مس متعمد ببنى تحتية مدنية – مصانع أغذية، وآبار ماء وطاحون قمح. تبين له، فيها جميعا ان الهجمات وجهت الى أهداف مشروعة للمس بمقاتلي حماس الذين كانوا في الجوار.

يتبين كما في الماضي، ان المدعي العسكري الرئيس اعتمد بقدر كبير على شهادات بلغته بواسطة منظمات مثل "بتسيلم" أو "نكسر الصمت". التهم العامة التي وجهت الى المحاربين الذين شهدوا تبين انها داحضة. تمت مصالبة عدد من الحوادث بتحقيقات المدعي العسكري الرئيس والشرطة العسكرية السرية – وليست المشكلة المركزية الشهادات بل استعمال غولدستون وآخرون المزيف لها. توجد لمندلبلت نفسه استنتاجات من القضية كلها، ومن الحاجة الى تعزيز المحاضرات القانونية في دورات استكمال الضباط الكبار حتى توسيع فرع القانون الدولي في النيابة العامة. لكن لا يوجد لاحد جواب كاف عن الصعوبة المركزية. في جولات القتال القادمة ايضا، في غزة او في لبنان، ستواجه اسرائيل واقعا مشابها وهو منظمات ارهاب بنت نظاما قتاليا على عمد في وسط سكان مدنيين.

أحدثت عملية "الرصاص المصبوب" وتقرير غولدستون على أثرها واقعا يقرب من عدم وجود تفهم دولي للظروف غير  الممكنة االتي سيضطر الجيش الاسرائيلي الى أن يحارب فيها حربه.