أسيل الأخرس

وكأن قدر الفلسطيني أن يعيش كابوس الخيام، هذا ما قالته منال كيّالي (51 عاما) أم لستة أبناء، من لاجئي مخيم النيرب في سوريا والنازحة الى مدينة كلس جنوب تركيا التي ضربها الزلزال.

وتتابع كيالي: في البداية كان مصيرنا التهجير من بلدنا فلسطين الى المخيم، ثم هُدم بيتي هناك وخرجنا من تحت الركام، ونزحنا منذ عشر سنوات الى تركيا، وبعد الزلزال الذي ضربها عدنا الى الخيام مجددا في مركز الايواء.

وعن الزلزال تقول: فجر يوم الاثنين 6 شباط/ فبراير، شاءت الاقدار أن يُهدم سقف المنزل على عائلتي، وبحمد الله خرجت عائلتي بخير، الا أننا عدنا الى المجهول، وبلا مأوى.

وتصف، "حالنا صعب جدا، وهناك في مركز الايواء مرضى ومصابون وكبار سن وأطفال، جميعهم يفترشون الأرض في ظل الجو البارد والذي يفاقم معاناتهم"، قائلة: "نعيش رعبا من حدوث أي هزة أرضية جديدة في أي وقت".

وعن المساعدات، قالت كيالي: "كلّنا فخر بشعبنا وعلى يقين من وقوفه إلى جانبنا في هذه الكارثة"، آملة أن تتواصل الجهود والمساعدات لسد حاجة العدد الكبير من المتواجدين في مركز الايواء سواء بتأمين الطعام والمستلزمات أو بتوفير سكن بديل.

من جهته، قال أمين سر حركة فتح في مدينة كلس التركية طارق عمايري: إن مركز الايواء الذي افتتحه الحركة لاستقبال أبناء شعبنا المتضررين جراء الزلزال في مدينة كلس وفي المناطق المجاورة لها، يضم 140 عائلة فلسطينية، أي ما يقارب على 700 شخص، موزعين في الملاعب والحدائق والخيام.

وأضاف، أن غالبية المتضررين من الزلزال هم من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات اليرموك، والنيرب، وحندرات، ودرعا في سوريا جراء الحرب، لافتا إلى أنهم يعانون من ظروف اقتصادية صعبة خاصة أن "الاونروا" لم تقدم لهم أي دعم منذ مغادرتهم المخيمات في سوريا.

ودعا عمايري إلى توفير الدعم المادي للمتضررين، خاصة في ظل صعوبة وصول المواد الغذائية للمدن التي تضررت بالزلزال، وضرورة وضع خطة طوارئ لمساعدة العائلات المتضررة من الزلزال والتي باتت بلا مأوى. 

من جانبه، أكد أمين سر حركة فتح في تركيا مراد الجيوسي، أن الحركة افتتحت 4 مراكز إيواء في 4 مدينة كلس والعثمانية ومارسين وأورفا، تأوي 400 عائلة من المتضررين من الزلزال تضم فلسطينيين وسوريين، وأبوابنا مفتوحة لاستقبال أي متضرر.

وأضاف: منذ اليوم الأول، على الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، باشرنا العمل وشكلنا خلية أزمة بالتعاون بين سفارة دولة فلسطين لدى تركيا، وحركة "فتح"، والاتحاد العام لطلبة فلسطين في تركيا، لتوفير المساعدات العينية والميدانية لمتضرري الزلزال.

وبين الجيوسي، أن أبناء فلسطين يتواجدون في 81 ولاية، وأبناء "فتح" في الميدان، وأرسلنا أكثر من طاقم إلى مدينتي انطاكيا وهاتاي الأكثر تضررا، وتوجهت طواقم إلى مدينة أضنة وإلى عديد المدن الأقل تضررا.

وأكد أن جميع الاتحادات والمؤسسات الفلسطينية في تركيا بادرت إلى جمع التبرعات والمواد العينية لمساعدة المتضررين جراء الزلزال، وتضمنت المساعدات مستلزمات وحليب أطفال، وأغطية ووسائل تدفئة مقدمة من جمعية فلسطين الخيرية والتي تضم مؤسسات ونقابات فلسطينية في تركيا، كان لها دور كبير في التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال.

وأشار الجيوسي إلى أن أبناء شعبنا على اختلاف مواقعهم ساهموا بشكل شخصي أو بالتبرعات المادية والعينية، للتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، لافتا إلى أنه تم تسيير قافلة مساعدات بدعم من جمعية فلسطين الخيرية، والتي توجهت إلى مدينة مارسين ثم إلى أضنة والعثمانية، وسنتوجه إلى مدينة كهرمان ماراش الأكثر تضررا، وسنقوم بتسليم مؤسسة AFAD  وهي منظمة إنسانية تُعنى بإيصال المساعدات الإغاثية الى مدينة غازي عينتاب وملاطية بسبب صعوبة الوصول اليها.

وثمّن  الجيوسي جهود مفوض الأقاليم الخارجية لحركة فتح سمير رفاعي لدوره في متابعة قضية متضرري الزلزال وجهوده في التخفيف من معاناتهم.

وأكد أن جهود فلسطين عبر فريق التدخل والاستجابة العاجلة في إطار دعم جهود الإغاثة المحلية والدولية، أو من خلال خلية الأزمة لاقت إشادات واسعة من أبناء شعبنا وفي أوساط الشعب التركي الشقيق خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها تركيا