يامن نوباني

يصادف اليوم الرابع عشر من شباط، ذكرى مرور 35 عاماً على استشهاد القادة الثلاثة حمدي سلطان، وأبو حسن قاسم، ومروان كيالي، في ليماسول في جزيرة قبرص.

في شباط من عام 1988، كانت جزيرة قبرص تشهد حدثاً فلسطينياً عالمياً، عندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية إعادة مئة مبعد عن الأرض المحتلة بوساطة السفينة "سول فرين"، وأُطلق عليها اسم "سفينة العودة"، كما استأجرت منظمة التحرير طائرتين من نوع "جامبو" لنقل مئات المشاركين في هذا الحدث، واشتملت الوفود المشاركة على ثلاث مئة صحفي، ومئتي ضيف، ومئة مبعد، وعشرات الأعضاء والكوادر والمسؤولين في منظمة التحرير.

وفي ظل الإعداد لرحيل السفينة نحو حيفا، والتهديدات الإسرائيلية بإحباط هذا العمل، كان أبو حسن قاسم وحمدي سلطان يغادران إلى قبرص، حيث كان في انتظارهما مروان كيالي، في زيارة خاطفة للتحول بعدها إلى تونس أو بغداد، لكن بعض عملاء "الموساد" الإسرائيلي وصلوا إلى سيارة مروان، وفخخوها، وعندما استقلها القادة الثلاثة، أبو حسن وسلطان وكيالي، انفجرت وتحولت خلال ثوان إلى حطام، واستُشهد القادة الثلاثة على الفور.

أبو حسن القاسم

وُلد محمد حسن بحيص المعروف بــ"أبو حسن القاسم" في يطّا في محافظة الخليل عام 1944، وهو متزوج وله أربعة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدينة يطا، والثانوية في مدينة الخليل، ونال درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1967، وعمل موظفًا في البنك العربي.

انضم بحيص لحركة فتح عام 1967، وأنهى دورة أمنيّة وعسكريّة في مصر عام 1968، والتحق بـ"جهاز الأرض المحتلة" عام 1971، إذ أسند إليه قائده كمال عدوان مهمّة تأسيس قسم المعلومات في الجهاز، كما عمل مع رفيقه حمدي التميمي على تأسيس لجنة تنظيم 77، وهي إحدى أذرع الجهاز، وشارك في تلك المرحلة في إرسال عدد من المجموعات الفدائية إلى فلسطين، فيما بات يُعرف بـ"دوريات الأرض المحتلة".

عمل في التنظيم الطلابي التابع لحركة فتح في لبنان، وكان من مؤسسي الكتيبة الطلابية التي عُرفت فيما بعد بـ "كتيبة الجرمق".

مروان كيالي

وُلد مروان إبراهيم كيالي في بيروت عام 1951، لأب فلسطيني من مدينة يافا المحتلة وأم لبنانية، وهو متزوج وله ابنة. نال درجة البكالوريوس في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

التحق بصفوف حركة فتح عام 1971، وأصبح أحد مسؤولي القطاع الطلابي الفتحاوي في لبنان، ومسؤول تنظيم فتح داخل الجامعة اللبنانية، ونشط في استقطاب الطلبة الفلسطينيين والعرب، للانضمام إلى الثورة الفلسطينية، وتمكّن من حَشْدِ مئات الطلبة لإعادة إعمار بلدة كفر شوبا في جنوب لبنان، بعد أن دمّرها الطيران الصهيوني عام 1974. انخرط في العمل العسكري، وساهم في تأسيس السرية الطلابية، وهي ذراع عسكري طلابي تابع لفتح، وأصبح نائبًا لقائدها، وبقي في هذا المنصب بعد أن أصبحت كتيبة الجرمق.

حمدي سلطان

وُلد محمد باسم مصطفى سلطان التميمي المعروف بـ “حمدي” في مدينة الخليل في الرابع عشر من شباط/ فبراير عام 1951، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في الخليل.

انخرط في العمل الوطنيّ خلال المرحلة الثانوية، ثم انتمى إلى حركة فتح، وأصبح من أشهر مقاتليها، وشارك في أنشطتها الوطنية، وقدّم دعمًا لوجستيًا لدوريّات الفدائيين العابرة من نهر الأردن نحو فلسطين، ورغم مغادرته فلسطين وانخراطه في العمل المقاوم خارجها، إلا أنَّه ظل مسكونًا بفكرة العمل المقاوم داخلها، ما دفعه إلى الالتحاق بقيادة القطاع الغربي، وهي إحدى أذرع فتح التي قادت العمل المقاوم في الأرض المحتلة، وإلى أن يكون جزءًا من قيادة لجنة التنظيم 77