السفير:  بري على خط الاتصالات بين «فتح» و«حماس»

عرض روسي باستضافة لقاء المصالحة الفلسطينية

عمار نعمة

هل هي عقدة المكان التي تعرقل المصالحة الفلسطينية؟

يبدو الأمر أكبر من ذلك، وإن كان ثمة اكثر من مخرج لتلك العقدة.. في حال صحَّت.

المصالحة الفلسطينية ليست على ما يرام اليوم. وبعد اكثر من عام على التوصل إلى «اتفاق الشاطئ»، بين حركتي «فتح» و «حماس»، الذي وُقع في 23 نيسان من العام الماضي، في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، في غزة، ثمة تبادل للاتهامات بين الحركتين بشأن تعطيل تنفيذ بنوده.

هذا الاتفاق كانت انبثقت عنه حكومة جامعة سميت «حكومة الوفاق الفلسطينية» التي أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، في حزيران الماضي، لكن «فتح» تتهم «حماس» بعدم تسليمها مهام الحكومة في غزة «حيث تريد إقامة دويلتها رافضة إنهاء الانقسام الفلسطيني».

اما «حماس»، فترى ان «عباس يراوغ، وهو يتذرع بعدم وجود راع يستضيف لقاء القيادات الفلسطينية في سبيل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه».

من هنا، يشير البعض الى ان التوصل الى اتفاق حول مكان عقد لقاء القيادات الفلسطينية لتنفيذ بنود المصالحة، يشكل نزعاً للذرائع، ان لم يكن تذليلا لإحدى عقد المصالحة، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة الإسرائيلية إنها لا ترى شريكاً فلسطينياً للمفاوضات، ولا تزال تعتبر أن التهديد لها يأتي من قطاع غزة ولا تفرق بين «حماس» والتنظيمات السلفية البارزة اليوم.

وعُلم على هذا الصعيد أن «حماس» وافقت على الالتقاء بـ «فتح» في العاصمة المصرية القاهرة، لكن الفيتو المصري على حضور رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل عطل هذا الاقتراع كون «حماس» اصرت على شرط حضور مشعل لأي لقاء من هذا النوع.

في هذه الأثناء، قام الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر بمسعى لعقد اللقاء في السعودية. وحصل على موافقة مشعل الذي التقاه في العاصمة القطرية الدوحة حيث أمل مشعل موافقة القيادة السعودية على هذا الامر. وبالفعل، ابلغ كارتر القيادة السعودية بمسعاه، ووافقت الرياض، وتلقى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالا من مشعل وكان ترحيب سعودي بالمبادرة. لكن اوساطاً متابعة اشارت الى ان «فتح» ترددت بقبول عقد اللقاء خشية ردة الفعل المصرية، إذ إن القاهرة لا تزال تعتبر نفسها مرجعية المصالحة الفلسطينية والمكان حيث يجب ان تعقد اللقاءات.

في هذه الأثناء، برز لبنان كاحتمال لعقد اللقاء الفلسطيني. وعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على جمع القيادي الفتحاوي عزام الأحمد، وهو عضو للجنة المركزية للحركة والمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان ومسؤول ملف المصالحة الداخلية، مع نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» موسى أبو مرزوق.

وعمل بري على محاولة تذليل العقد الفلسطينية المتمثلة في: عقد الإطار القيادي لـ «منظّمة التحرير الفلسطينية»، تفعيل دور حكومة الوفاق الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وتولي لجنة قضائية متابعة قضية دفع رواتب موظفي قطاع غزة الذي تقول «حماس» إن السلطة الفلسطينية لم تدفعها، بينما تقول الأخيرة إنه يجب إعادة النظر بالتضخم الحاصل في عددهم.

كما اخذ الوضع الفلسطيني في لبنان حيزاً من البحث، مع تشديد الجميع على ضرورة العمل الفلسطيني المشترك لحماية المخيمات وتحييدها عن اية صراعات تريد توريط الفلسطينيين في صراعات بعيدة عن قضيتهم، والحفاظ على السلم الأهلي في لبنان.

وفي الوقت الذي تمكن فيه بري من تقريب وجهات النظر، شدد على ان لبنان ليس بديلا عن مصر كمرجعية للمصالحة الفلسطينية، لكن يبدو ان عقدة المكان لجمع زعيمي «فتح» و «حماس»، عباس ومشعل، لا تزال من دون حل.

الجديد في الامر، ان روسيا دخلت على خط المساعي، وكان عرض روسي نقله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي يشغل أيضا منصب المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، باستضافة لقاء القيادات الفلسطينية.

وعُلم على هذا الصعيد ان «حماس» وافقت على حضور اللقاء، بينما لم تعط «فتح» رأيها في الموضوع، علماً أن موسكو تريد طلباً رسمياً فلسطينياً يوجهه عباس إليها في سبيل استضافة مثل هذا اللقاء الذي يجمع فصائل أخرى غير «فتح» و «حماس».

وتشير مصادر فلسطينية الى ان القبول بالعرض الروسي من شأنه حل عقدة مكان المفاوضات، في الوقت الذي تلفت فيه مصادر أخرى النظر الى ان الأمر يبدو اكثر تعقيداً من التوصل الى مكان عقد لقاء القيادات الفلسطينية.

 

البلد:

القوة الامنية الفلسطينية تنتشر في حي "حطين" اليوم

علمت "صدى البلد"، ان القوة الامنية الفلسطينية المشتركة سوف تتموضع صباح اليوم في حي "حطين" عند الطرف الجنوبي لمخيم عين الحلوة، بعد استحداث نقطة جديدة لها في اطار الخطة الامنية لاستكمال انتشارها في مختلف ارجاء المخيم، وذلك بعد انتشارها في منطقتي "الطوارىء - التعمير" وعند المدخل الشمالي للمخيم قرب محطة جلول قبل اسابيع قليلة.

اكدت مصادر فلسطينية، ان عناصر القوة الامنية ستتموضع في مجمع "منصور عزام" في حي "حطين" في اعقاب اجتماع مصغر جمع رئيس لجنة "حطين"، رئيس لجنة السلم الاهلي في مخيمات لبنان منصور عزام، ونائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في لبنان احمد عبد الهادي وقائد القوة الامنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح وقائد القوة الامنية المشتركة في عين الحلوة العميد خالد الشايب بتكليف وتوجيه من "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" في لبنان وقائدها اللواء صبحي ابو عرب، حيث جرى بحث التفاصيل وابدى عزام استعداده لتخصيص مركز للقوة المشتركة في المجمع.

وابلغت المصادر، ان هذه الخطوة لم تلق اي عائق او ممانعة على اعتبارها تساهم في تحصين الوضع الامني في المخيم، في هذه المرحلة الصعبة وفي ظل الشائعات المغرضة بين الحين والآخر، وهي ستستكمل في باقي انحاء المخيم وخاصة في منطقة "النبعة" وحي "الصحون" حيث تجري الترتيبات اللازمة لذلك بعيدا من الاعلام.

سياسيا، حذر امين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، من مخطط مشبوه لتدمير مخيم عين الحلوة، قائلا "كما في اليرموك وسابقا في نهر البارد هناك من يريد تدمير عين الحلوة، لذلك نؤكد اهمية تعزيز القوة الامنية الموحدة ميدانيا، وليس وهميا هي الضمان لاستقرار مخيمنا والجوار" .

بينما اكد مسؤول "الجبهة الشعبية" في لبنان مروان عبد العال، ان الشعب الفلسطيني ليس معروضا للبيع وهوصاحب قضية سياسية ولن يتراجع عنها"، واعتبر خلال احتفال نظمته منظمة المعلمين الفلسطينيين في منطقة صيدا تكريما للمعلمين المتقاعدين في صيدا ان قضية اللاجئين لم توجد إلا لتحل، ونحن لا نريد أن نكون لاجئين للأبد، ولا نريد أن نخلّد مشكلة اللاجئين، ولا يمكن أن تحل قضية الأونروا إلا بحل قضية اللاجئين، ولا حل لقضية اللاجئين إلا بالعودة لفلسطين.

اعتصام الاسرى

شعبيا، نظمت "حركة الجهاد الاسلامي" في فلسطين، اعتصاما عند المدخل التحتاني لمخيم عين الحلوةـ، تضامنا مع الاسير خضر عدنان المضرب عن الطعام ومع الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني، حيث رفع المشاركون يافطات تطالب باطلاق سراحهم فورا وتدعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته.

وتحدث في الاعتصام كل من: شبايطة باسم فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، وممثل حركة "حماس" في مدينة صيدا ايمن شناعة باسم "تحالف القوى الفلسطيني" ومسؤول حركة "الجهاد الاسلامي" في منطقة صيدا الشيخ طارق رشيد، فدعت الكلمات الى اوسع تحرك سياسي وشعبي تضامنا مع الاسرى في وجه الموت البطيء.

المستقبل والجماعة

صيداويا، اعتبرت قيادتا تيار "المستقبل" و"الجماعة الاسلامية" في الجنوب ان الاستقرار السياسي هو المدخل للإستقرار الأمني وان الأمن هو مسؤولية القوى الشرعية من جيش لبناني وقوى امن داخلي مؤكدين على حصرية السلاح في يد الدولة واجهزتها الرسمية.

ورأت قيادتا "المستقبل" و"الجماعة" خلال اجتماعهما الدوري في مجدليون، ان تجنيب الساحة اللبنانية ويلات ما يحصل في سورية هو بالخروج من الأوحال السورية وعدم اعطاء مبررات غير منطقية لهذا التدخل في سورية، وشددتا على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة الى المؤسسات الدستورية، والحرص على امن واستقرار صيدا تحت العناوين والثوابت الوطنية وتجنيب المدينة اية تبعات لأية خطابات متشنجة او يمكن ان تأخذ بعدا طائفيا ومذهبيا.

وقد شارك في الاجتماع عن المستقبل النائب بهية الحريري، عضو المكتب السياسي للتيار يوسف النقيب ومنسق الجنوب ناصر حمود والمسؤول التنظيمي محيي الدين الجويدي، وعن الجماعة المسؤول التنظيمي في الجنوب احمد جردلي والمسؤول السياسي بسام حمود والمسؤول الاجتماعي حسن أبو زيد، في حضور رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف وعدنان الزيباوي.

وقال حمود بإسم المجتمعين :"نحن حريصون على تجنيب مدينة صيدا اية تبعات لأية خطابات متشنجة واية خطابات تأخذ بعدا طائفيا ومذهبيا في ظل ما يحصل في سورية وتدخل بعض الأطراف اللبنانية في الأزمة السورية".

 

البلد: وقفة تضامنية لجبهة التحرير واللجان الشعبية

نظمت "جبهة التحرير الفلسطينية" وتجمع اللجان والروابط الشعبية، لمناسبة ذكرى سعيد اليوسف، وقفة تضامنية في مارون الراس، بمشاركة منسق عام التجمع معن بشور، عضو قيادة "فتح" في لبنان ابو احمد زيداني، عضو المكتب السياسي للجبهة عباس الجمعة، مسؤول ملف المخيمات في "حزب الله" ابو وائل، عضو قيادة إقليم جبل عامل في "أمل" صدرالدين داود وممثلي الفصائل والقوى.

بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين ولبنان وعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني، أكد رئيس "جمعية التواصل اللبناني - الفلسطيني" عبد فقيه في كلمة "الوقوف اليوم لتذكر قادة ومناضلين استبسلوا في مقاومة العدو الصهيوني".

ونوه أمين عام الهيئة الشعبية لنصرة فلسطين في السودان نقيب أطباء السودان الدكتور أحمد عبدالله الشيخ "بصمود الشعب الفلسطيني ونضاله"، وحيا "المقاومة الوطنية اللبنانية التي احرزت انتصارات".

وألقى بشور كلمة قال فيها: "في هذا اليوم، يوم المفقودين نقول لاسرانا اننا نناضل من اجلكم، ويجب ان نحرر انفسنا وارادتنا بعدها نحرر الارض، وسنبقى نناضل من اجل الكشف عن مصيركم وعن كرامة باتت مفقودة وعزة باتت مهدورة".

وعاهد "الشهداء والاسرى على النضال من اجل كشف مصيرهم.

أما زيداني فأكد ان "منظمة التحرير ستبقى وفية لكل الثوابت والتاريخ والشهداء والأسرى"، وحيا "القائد المناضل سعيد اليوسف الذي فقد اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 وهو يخوض معركة التصدي والمواجهة الى جانب اخوانه المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين".

وأكد داود "التضامن مع القضية بوجه سياسة الارهاب التي تمارسها حكومة العدو الصهيوني". وقال: "ان حركة امل وحزب الله سيبقون سندا للشعب الفلسطيني وداعما اساسيا لقضيته العادلة".

وكانت كلمة للجمعة حيا فيها "ذكرى صمود بيروت، الصمود الفلسطيني اللبناني السوري بمواجهة الغزو الصهيوني"، وقال: "من مارون الراس لن ننسى وقوف الشعب اللبناني الى جانب الثورة اثناء الاجتياح".

وأكد "الوقوف امام التحديات الشرسة والمؤامرات الخطرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بهدف فرض العدو شروط الاستسلام. هذه الهجمة التي تكسرت على صخرة البطولة والشجاعة والفداء والتضحية، المؤامرة الخطرة لابادة المقاومة وتفتيت الشعوب".

ونوه "بقرارات المؤتمر القومي العربي في هذه اللحظات المصيرية"، وحيا "ابو وائل زلزلي مسؤول ملف المخيمات والاخوة في حزب الله وحركة امل الذين لم يبخلوا في العطاء من اجل فلسطين".

وناشد امين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى يحيي المعلم "أحرار العالم ضرورة التدخل السريع من اجل الافراج عن الاسرى والعمل على كشف مصير المفقودين من لبنانيين وفلسطينيين وعرب على يد الاحتلال الصهيوني"، مشددا على "اهمية ان يقوم الصليب الاحمر الدولي بواجبه لفضح الكيان الغاصب الذي يتصرف كدولة فوق القانون".

 

اللواء: مؤتمر صحفي غداً للجنة فك الحصار عن غزّة

في إطار التحضيرات لكسر الحصار عن غزّة وفتح المعبر المائي تعقد «لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار والجدار والفصل العنصري» مؤتمراً صحفياً لقياديين أساسيين في قيادة التنسيق الدولية، يشارك فيه البروفيسور باسياس فانغيلاس والدكتور ميكيليس توكتوبولاس للإعلان عن الخطوات الأخيرة قبيل الإبحار، وذلك عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم غد الثلاثاء في دار الندوة بيروت.

 

الأخبار: على الحاجز: وفلسطيني كمان؟

عبدالرحمن جاسم

مرة وأنا ماشي حَدْ المخيم، طلعلي حاجز. هلق إنو يطلعلك حاجز، هادا أمر طبيعي. ويا معلم: الحاجز بالنسبة للفلسطيني شي كتير مزعج، مش لإنو الفلسطيني التعامل معه غير؛ بس لإنو ذكريات الفلسطيني مع الحواجز مربوطة بكل الخوف اللي بالدنيا. يعني بتتذكر كلام امك وستك وكل الناس الختايرة بالمخيم اللي وقفوا على حاجز متل "البربارة" بالزمانات اللي كانت عاملتو "ميليشيات القوات اللبنانية الفاشية اليمينية، وكتار غيرهم.

هلق يا معلم وقفني المخلوق على الحاجز. هو بصراحة ما وقفني، اللي صار حرفياً، إنه أنا كنت ماشي، وفجأة هبط علي، رغم اني كنت ماشي عادي حد الحاجز، يعني لا راكض، ولا هربان. بعدين لإنه شكلي مع شعري الأبيض بيخلي المنطق يقول، إنه أكيد إذا نادالي (من دون ما ينط ويقفز ليمسكني) أكيد ما رح أهرب. بس هو ما فهم هادا الشي. وسألني كأنه "كمش" أهم مجرم بالكوكب: وين هويتي. أنا بلحظتها ما قدرت أمنع نفسي وأحكي بلهجة حدة كتير: "إنه معلم شو مالك؟ شو في؟ ليش هيك نطيت؟ شو صابك؟". هون يا معلم تغيرت الأشياء، وزي ما بيقول عادل إمام بمسرحية الواد سيد الشغال: "النسر اللي على جبينه طار"، وهادا اللي صار يا معلم: توحش العسكري، وصار ينط من محل لمحل حواليي، أنا بلحظتها، ولحظتها بس فهمت اللي رح يصير، أي رفع ايد، أي تحرك غير مناسب من قبلي، رح تعقبه بارودة ملزقة بوجهي، فضلاً عن زيارة غير محببة لدكتور الاسنان اللي أنا بكرهه وبخاف منه كتير.

باختصار أنا فهمت إنه بلحظتها رح أصير ضحية لبطولة غير مناسبة بليلة غير مناسبة. قلتله بكل لطف الكوكب: "أنا نسيت هويتي بالبيت"، (طبعاً بقصد الملحفة الزرقا ذات الحجم العملاق)، اللي أصلاً هو لطف كذاب، لانه أنا اصلا لا حابه ولا بدي أكون لطيف معه، وهو عارف هادا الشي، ومبسوط فيه أصلاً، إنه "خوفني" يا معلم! هلق كله كوم ولما عرف إني فلسطيني كوم تاني.

بصراحة وانا عم بكتب المقال ما قدرت ما أضحك أد الكوكب، إنه أول ما خبرته إني فلسطيني (وناسي هويتي بالبيت أكيد). قللي: "وفلسطيني كمان!". فأنا ولإني عنجد ما بعرف أكون غير أنا، ما سمعت حالي غير عم بقول: "ليش صاروا عم يلقطونهن للفلسطينية؟". طبعاً كان لازم أسكت وأمنع نفسي عن الكلام. بس شو بدك الفلسطيني كائن معقد وصعب بنفس الوقت. من الآخر، شدني للحاجز ووقفني هونيك ليعمل اتصالاته الدولية والمكوكية والكوكبية (الزهرة وعطارد بعتقد) ليخبرهم إنه قبض على المجرم الخطير.

طبعاً شو بدي أخبركم عن الوقفة على الحاجز، يعني شي ولا أروع: السيارات عم يمرقوا، والناس عم يتطلعوا، وانت واقف بهادا العمر زي اليتيم لإنه الشب "الأمّور" أخد تليفونك عشان ما تتصل بحدا مهم وتخليه يضربلك "تحية" سلام. أحلى شي في بنت صغيرة كانت بسيارة أهلها ضحكتلي وأنا "منقوع" هونيك على الحاجز. فأنا بطبيعة الأحوال إنه ما بحطها واطية، وإنه ما فارقة معي حتى على الحاجز، ابتسمتلها حتى إنه طلعت من جيبتي قطعة شوكولا وأعطيتها ياها. العسكري لما شافني عم بعمل هيك صار مرة تانية رح ينجن، طبعاً هو صرخ بهاي اللحظة وقال شي ما عرفت شو هو، بس استنتاجاً بعتقد إنه لازم اوقف عن اللي عم بعمله. أنا هاي المرة حسيت إنه ضاق خلقي، وقلت شو بده يصير يا معلم، كفين وبنمرق، بس لازم احلها للقصة.

قلتله ريس بدي تليفوني وخليني أحكي حدا من أهلي يجبلي هالزفتة الهوية. قالي بس ليك ها، ما تلفن لحدا غير أهلك، أنا لو جبت "الله" ما رح أمشيك من دون هويتك. طبعاً هاي الجمل اللافتة هي جزء من حياة الناس هون، باختصار وبسرعة عشان تخلص الليلة بس تلفنت لحدا "واصل" عادي قالي دقيقتين بيكون عندك "فلان" (وفلان يعني أحد الأصدقاء النافذين من إحدى العشائر البعلبكية).

مرقوا الدقيقتين، نزل "فلان" من سيارته، قاله معك "فلان" ابتسم العسكري، ما سأله عني، ما سأله عن شي، أخدني من إيدي وقالي: استاذ طيب ليش ما تلفنتلي؟ ما انت معك رقمي. حرام تفيق "فلان الفلاني" (اللي هو واسطتي) بآخر هالليل، كنت حكيني بجي عراسي".

خلصت القصة ورجعت على البيت، مش عارف افرح ولا أزعل. بس اللي تعلمته إنه بلاها الطلعة الزفت بلا الهوية الزفت.