تقرير: أسيل الأخرس

صيام الأطفال في شهر رمضان، يثير تساؤلات كثيرة لدى المجتمع، خاصة الأهالي، الذين يعتقد بعضهم ضرورة إلزام أطفالهم بالصيام ليعتادوا على ذلك منذ الصغر، ومنهم يرى ضرورة تأجيل ذلك حتى يصل الطفل إلى سن تسمح له بذلك، دون التأثير على صحته.

مدير معهد اعداد الدعاة في وزارة الأوقاف ماجد صقر، أكد أنه يجب عدم إلزام الأطفال غير البالغين بالصيام، انطلاقا من قوله تعالى: "لا يكلف الله نفسا الا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"، لذا الأولى أن نُحبب الطفل في الصيام، وألا نجبره عليه، حتى لا يكره الصيام.

وشدد على أن صحة الانسان مقدمة على الدين، فإذا كان الصيام يؤثر سلبا على صحة الانسان، والأطباء أصحاب الاختصاص يحددون ذلك، فالأصل أن يفطر الانسان، فأي تعارض بين الدين وصحة الانسان تقدم صحة الانسان.

وأضاف، في الوقت ذاته، يجب على الأهالي التحدث الى أطفالهم حول الصيام وأهميته وترغيبهم فيه وتحفيزهم على الصيام، لا إلزامهم فيه، فلا يوجد حكم عام لصيام الأطفال، وأن الفتوى تقدر حسب الانسان والزمان، لأن ساعات الصيام ودرجات الحرارة والقدرة الجسدية وغيرها من العوامل التي تؤثر في الصيام متغيرة.

وحول الجدل الذي يثار بين الأهالي حول قضية صيام الأطفال، أكد صقر أنه يجب تغيير ثقافة المجتمع في هذا الجانب واحترام الخصوصيات، لأن الصيام علاقة بين الإنسان وربه.

أخصائية التغذية والصحة العامة هناء الربضي أبو الزلف، قالت إن قرار صيام الأطفال يجب ان يعتمد على عمر الطفل وقدرته على الصيام، ومن الأفضل أن يعتاد على الصيام بشكل تدريجي.

وأكدت ضرورة أن يقوم الأهل بتقييم حالة طفلهم خلال ساعات الصيام، والانتباه لأي مؤشرات غير صحية كفقدان التوازن أو الجفاف أو فقدان التركيز، وفترات النوم الطويلة، والاصفرار.

وتابعت: شهر رمضان مدة زمنية تتطلب من الصائمين، خاصة ذوي الأطفال، مراعاة ما يتناولونه من طعام وشراب، وأن تغطي وجبتا السحور والإفطار احتياجاتهم الضرورية.

وأوضحت أبو الزلف أنه من الأفضل التركيز على تناول مشتقات الحليب والألبان والبيض والفواكه والخضراوات في وجبة السحور، والخضار والبروتين والنشويات في وجبة الإفطار، إضافة إلى المياه والعصائر الطبيعية، محذرة من تناول الحلويات في الساعات المتأخرة.

وبيّنت أن هناك حالات من المرض تستدعي توفير نظام غذائي مناسب، وأخرى يحدد فيها الطبيب اذا كان الطفل قادرا على الصيام أو غير قادر، مشددة على ضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء، تجنبا لحدوث أي مضاعفات يمكن أن تعرض حياة أطفالنا للخطر.

والدة الطفلين خليل (12 عاما)، ومحمد (10 اعوام)، قالت إن ولديها ملتزمان بالصيام منذ أكثر من عامين، وانه بالنسبة لهما تحد كبير وشيق.

وأضافت: لم اجبرهما على الصيام، لكنهما يصومان من تلقاء نفسيهما، ويحاولان مجاراة زملائهما في المدرسة، مشيرة إلى خصوصية الصيام هذا العام، كون الامتحانات النهائية تزامنت مع شهر رمضان المبارك، ما شكل ضغطا إضافيا على الطلبة الصائمين.

والد الطفلة إيمان البالغة من العمر (9 أعوام)، قال إنه يعلّم ابنته على الصيام بالتدريج، فيشجعها على الصيام لعدة ساعات خلال نهار رمضان.

وأضافت: اعتقد ان سنها ما زال صغيرا على صوم نهار رمضان كاملا، فساعات الصيام طويلة وتصل إلى 16 ساعة تقريبا، وهذا وقت طويل لا تتحمله طفلتي.

صيام الاطفال وما هو العمر المناسب لذلك، سؤال يبقى برسم الإجابة وسط عشرات الاجتهادات المتضاربة، لكن في النهاية الأهل هم من يحدد كونهم من يعلم قدرة أطفالهم على تحمل ذلك.