عندما نتحدث عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" فنحــــن نتحدث عن فلسطين ... ولا يوجد إمكانية للحديث عن فلسطين بدون التأكيد على عروبة فلسطين.. فعروبة فلسطين ضاربة في التاريخ، وبحكم التربية الوطنية والفتحاوية فإن كل فتحـــاوي هو حتما" فلسطيني وكل فلسطيني حتما" هو عربي.

دوائر الإنتماء الطبيعية لأي فلسطيني هي فلسطين الوطن والامة العربية وبالطبع لاحقا" لذلك الديانة المرتبطة بالإنسان وثقافته وقناعاته في علاقته مع الخالق عز وجـــل .

أما غير الطبيعي  وكما أرى هو أن يكون الإنتماء الأول لـــ "مصري" أو "عراقي" أو "لبناني" أو (أردني" لذلك يكون هناك تداخل في الإنتماء بين الوطن وفلسطين .

إنتماء العربي لمنظمات فلسطينية ليس من السهـــل ولكي يحصل فإن الحاضنة الطبيعية لإنتماء أي عربي سيكون من خلال منظمات قومية أو يسارية فالمنظمات القومية لا تعترف بالجنسية والمنظمات اليسارية لا تؤمن بالجنسيات كذلك.. ولكن وكما هو معتاد في قضية فلسطين وفي مسار ثورة فلسطين فلقد  شكلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" النموذج المتقدم لكل المنظمات  وبالتالي ومع فلسطينية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" استطاعت هذه الحركة ان تكون حاضنة مثالية للعديد من المناضلين العرب.

لماذا حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" شكلت حاضنة لمناضلين عرب مع وجود الحركات القومية واليسارية!!!! سؤال هــــام كان جزءا من حوار شاهدته بين الاعلامي زياد طملية وبين الأخ المناضل الفلسطيني المصري العربي محمد حمزة "سمير غطاس" وعبر قناة عودة الفضائية  وإجابة الدكتور محمد حمزة كانت عن كون فتح الأكثر فاعلية في النضال والأكثر قرباً من الجمهور والأكثر تواصلاً مع حركات التحرر العالمية وبالطبع كانت إجابة الدكتور محمد مرتبطة كذلك بتأثره بقائد مناضل متواضع ومخلص  والحديث هنا عن القائد الشهيد أبو جهاد وقد عزز ما قاله الدكتور محمد حمزة  لاحقاً لذلك المناضل "اللبناني العربي" السيد هاني فحص  الذي قال بانه في فتح لم يجد من يسأله عن سر "العمامة" فحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لا تؤمن بالطائفية المقيتة.. فلا يوجد أبدا في فتح  ما يسمى الان بسني وشيعي ولهذا فإن عروبة السيد هاني فحص رحمه الله  كافية ليكون فتحاوياً عربياً لبنانياً فلقد كانت عروبته  أكبر من طائفته  فكان الفتحاوي المخلص لفلسطين واللبناني المخلص لعروبته والشيعي السيد ورجل الدين المؤمن بالتعايش بين الطوائف والديانات والمؤمن بعروبة لبنان وفلسطين.. وبالطبع  ومن باب أولى فإن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لا تقبل التقسيم على أساس الدين.. فالمسيحي والمسلم والمسلم والمسيحي يمتلكون نفس الحقوق ونفس الواجبات النضالية .

"فتح" وكما أشرت وأكرر لا تعاملك بناء" على دينك أو طائفتك، ولهذا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" هناك المسيحي والمسلم والسني والشيعي وهناك يهـــود مناضلون نعتز بهم وبديانتهم والحديث هنا عن الأخ د. اوري ديفيس.

فتح كما أشرت وأكرر لا تعاملك بناءً على جنسيتك  طالما أنك منحت فلسطين أولويتك وطالما أنك لم تستغل فلسطين للتدخل في شؤون وطنك .

"فتح" تعاملك وتتعامل معك فقط على أساس انتمائك لفلسطين، ففي "فتح" يجب أن تكون فلسطين أولاً لانها القضية ولإنها العنوان حتى زوال الإحتلال ولإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ولأننا نتحدث عن فلسطين فنحن نتحدث عن قضية العرب الاولى وقضية كل احرار العالم ولهذا وجدنا الكثير من المناضلين العرب شاركوا في صفوف الثورة الفلسطينية واختاروا حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وسيلتهم للتعبير عن إيمانهم بالقضية الاولى وبعدالتها وبحق شعبها المظلوم .

طبعاً نجحت منظمات أخرى باستقطاب مناضلين عرب على خلفية الإنتماء العروبي أو الانتماء لليسار الثوري بذلك الوقت وعندما نتحدث عن ذلك لا يمكن لنا أن نغفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي يقودها المناضل الكبير نايف حواتمة الأردني الأصل وطبعاً النائب الاول للقائد نايف حواتمة هو المناضل قيس أبو ليلى العراقي الأصل  وهذا نموذج يساري متقدم .

نعود طبعاً الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" فنجد أن هناك أمثلة ونماذج لشخصيات عربية  يحفل بها النضال الفلسطيني ومنها على سبيل المثال ما ذكرنــــاه عن الدكتور محمد حمزة وهو المناضل المصري سمير غطاس هذا المناضل الذي عمــــل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مساعداً للشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" شاركه في ادارة العلاقات مع حركات التحرر بالعالم وشاركه في العديد من المراحل النضالية فكان خير المناضلين وخير الرجال وخير الممثلين لمصر ولشعبها الأصيل وبالطبع لا نستطيع التطرق الى مصر والى نضال المصريين الأحرار في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بدون التطرق الى المناضل والمفكر محجوب عمر وهو المفكر والقائد والمناضل الذي شكل بصمة في عقل كل فتحاوي .

وطبعاً تطرقنا الى المناضل السيد هاني فحص رحمه الله الذي عمل في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وكان مقربا" من قيادتها وساهم في ادارة علاقات الثورة الفلسطينية مع العديد من القوى والدول وهو القائل وكما أشرت "بأنني اخترت "فتح" لانها لا تلزمني سوى بفلسطين" وهو القائل "بأنه في فتح كان لي مطرح بغض النظر عن الآخر"  وتلك هي فتح  وقد صدق السيد هاني فحص كما صدق الدكتور محمد حمزة عندما قال عنها الحركة الاكثر فاعلية وتأثيراً.

النماذج التي ذكرتها هنــــا ليست حصراً شاملاً للمناضلين العرب في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" فحصرهم وتثبيت سيرتهم بحاجة الى مؤسسة تتبنى ذلك وبحاجة الى باحثين يجمعون المعلومات.

وقد أولت القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس  إهتماماً خاصاً لتكريم هؤلاء المناضلين وهم احياء وكما انه أولى اهتماماً خاصاً لتكريمهم وهم أموات للتعبير عن الوفاء الفلسطيني لكل من بذل جهداً من أجل هذه القضية التي تستحق منا أن نبذل لها كل ما يمكن فلقد تم تكريم كل من الدكتور محمد حمزة بمنحه وسام الإستحقاق وكذلك تم تكريم المناضل المفكر محجوب عمر وطبعا" تم  تكريم السيد هاني فحص .

هذا هو الوفاء الفلسطيني، وذلك هو النضال العربي في صفوف حركة التحرير الوطني  الفلسطيني "فتح"، والوفاء يقتضي منــــا تكريم هؤلاء المناضلين في فلسطين بإطلاق أسمائهم على شوارع فلسطينية تحفظ ذكراهم بيننا، والوفاء الفلسطيني يقتضي عمـــل دراسات بحثية لتثبيت مساهمات المناضلين العرب في الثورة الفلسطينية عموماً وفي صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني خصوصاً فمشاركة العرب في الدفاع عن فلسطين قديمـــــة ومن منا لا يعرف عزالدين القسـام.

هذا المقال لفتة وأقل من ذلك، لفتة الى كل من ساهم في الدفاع عن شعبنا لنقول له شكراً.

هذا المقال دعوة وأقل من ذلك، هي دعوة لتكريم المناضلين العرب في صفوف الثورة الفلسطينية عموماً وفي صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" خصوصاً لانهم يستحقون أن يكرموا .

ويجب أن تبقى هذه القيمـــــة فينا ففي زمن التقسيم والإنقسام، "فتح" هي القادرة على تجاوز كل التقسميات وفتح هي القادرة على إعلاء فلسطين على كل الطوائف والإنتماءات فلا وفاء لتنظيم على حساب فلسطين.

خاص مجلة "القدس"/  العدد السنوي