عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في البقاع باكورة مؤتمرها التَّنظيميّ السادس، هذا المؤتمر الذي يعبر  عن العرس الديمقراطي الفتحاوي الحركي تحت عنوان "دورة شهداء غزة والشهيدة هبة أبو رويس"، بحضور  ممثل سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، أكرم صالح، عضو قيادة الساحة جماطل قشمر، أمين سر إقليم لبنان حسين فياض، أمين سر حركة "فتح" وفصائل م.ت.ف في البقاع م.فراس الحاج، سماحة مفتي البقاع علي الغزاوي، سماحة مفتي بعلبك الهرمل بكر الرفاعي ممثلين بفضيلة الشيخ قاسم بيان، أعضاء المجلس الوطني، الفلسطيني، أعضاء قيادة إقليم لبنان، المتابعة التنظيمية المركزية، أمناء سر المناطق التنظيمية، ممثلين عن القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية، ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، أعضاء المكاتب الحركية في البقاع والشُعب التنظيمية والكوادر الحركية، وذلك اليوم الأحد الموافق ٢٠٢٤/٥/٥، في قاعة الرئيس "محمود عباس" في مخيّم الجليل.

كلمة قيادة حركة "فتح" في لبنان ألقاها عضو قيادة الساحة جمال قشمر، وجاء فيها: "اسمحو لي بدايًة أن أتوجه لأرواح شهداء غزة والشهيدة المظلومة هبة أبو رويس وكل شهدائنا الذين مضوا على طريق فلسطين ولأرواح إخواننا الذين كانوا في منطقة البقاع الأخ العزيز رحمه الله نايف عثمان، الأخ الدكتور نضال عزام، الأخ العزيز فؤاد جمعة. البقاع حاضنة الفلسطينيين سلامٌ عليكم أيها البقاعيون احتضنتمونا لاجئين ثم كنا معًا في نضالنا الوطني منذ انطلقت فتح، وأصبح المخيّم والقرية والمدينة شركاء في الانتماء، وشركاء في المقاومة، لذلك أعتقد أن الكثير الكثير من مدننا وقرانا قد تزينت بشهداء سقطوا بالثورة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين، وحدة الدم تجسدت في الميدان في الانتماء في الوجهة إلى فلسطين بوصلتنا، وطريقنا وجهادنا. سلامٌ عليكم اليوم وأنتم تتلقون ضربات العدو في غارات متتالية على مدنكم وقراكم، سلام عليكم وأنتم ترسلون إلى الجنوب ساحة المواجهة أبناءكم فيعودون شهداء تزفونهم كأجمل ما تكون الأعراس. أيها الأحبة أنتم اليوم شركاء في جبهة المساندة الممتدة من الناقورة على المتوسط حتى كفر شوبا، وبداية وحدة الدم أيضًا لم تكن في الماضي بل في هذه اللحظة وان تعددت الساحات. اسمحوا لي أن أتوجه لكم بالتحية وأنتم الشركاء في مسيرة النضال، في مسيرة التضحية، في مسيرة احتضاننا بعد النكبة لاجئين، وشركاء من اليوم في مسيرة المواجهة مع الاحتلال".

وقال : "إنّ الوضع السياسي الراهن وتحديدًا الاحتلال والعدوان وكيفية المواجهة نحن أيها الأخوة شعب تحت الاحتلال، نتعرض يومياً للعدوان والاحتلال، تواجهه شرعية واحدة لا تتقدم عليها شرعية أُخرى شرعية المقاومة، بالتالي هذا ليس فقط حقنا ولكنه أيضًا ما أقرته كل المواثيق الدولية كل شعب تحت الاحتلال واجبه الشرعي والوطني أن يعمل على إزالة الاحتلال، فكيف إذا كنا قد ابتلينا باحتلال من شكل لم يعرفه العالم كله احتلال إلغائي. الجريمة في تكوينه وتأسيسه مستمر اليوم، وقد بلغ عدد الشهداء والجرحى ما يزيد عن ١١٠ آلاف عدا الذين هم تحت الأنقاض في معركة إلغاء وجودنا، حقنا المشروع أن نواصل المقاومة ونواصلها موحدين، كل شعب تحت الاحتلال من شروط انتصاره على العدو ان يخوض المعركة موحداً. نحن عندما انطلقنا في فتح كانت مبادئنا الوحدة الوطنية بديل الحزبية، لا تحزب التحزب للوطن، وعندما كنا في منظمة التحرير على قاعدة جبهاوية  وليس على قاعدة التفرد أو الإلغاء، وهنا أقول بصراحة اليد مازالت ممدودة لمن هم خارج منظمة التحرير، لإخواننا في حماس ولإخواننا في الجهاد ، وكفى بقضيتنا تطوف من مدينة إلى مدينة، ومن عاصمة إلى عاصمة، بدأنا في مكة وانتهينا في الصين، آمل ان تكون الصين نجحت في طي صفحة العداء بين إيران والمملكة العربية السعودية وان تنجح اليوم في طي صفحة الانقسام الفلسطيني". 

وأضاف: "مصلحتنا أيها الأخوة أن نكون معًا، أن نكون معًا يعني أننا أقوياء، كنا في السابق لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة. اذا مشروعنا الوطني ووحدة الجغرافيا الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني ووحدة القيادة الفلسطينية وبالتالي نحن مع تطوير منظمة التحرير الفلسطينية، نعترف أن وجود فصائل أساسية كحماس والجهاد الإسلامي خارج المنظمة يضرب شيئًا من تمثيل منظمة التحرير شعبيًا، ولكن التطوير شيء والإلغاء شيء آخر، نحن لا نقبل أيها الأخوة شطب منظمة التحرير الفلسطينية تحت أي مسمى من المسميات تحت حجة التطوير غير مقبول. عودوا بالذاكرة قليلاً لقد قيل عن الصراع بالمنطقة صراع عربي إسرائيلي يعني صراع حدود يعني ليس هناك قضية اسمها القضية الفلسطينية، وتناوب على تمثيلنا كثيرون ماذا ينقصنا نحن بالغون، راشدون، مؤمنون، مضحون، محتسبون، واعون، ونستطيع ان نمثل أنفسنا وقضيتنا. لذلك عندما انطلقت هذه الثورة قالت ان للشعب الفلسطيني ممثل وحيد اسمه منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي مفتوح للجميع على قاعدة أن نكون جميعًا تحت راية المنظمة، نحتمي تحت رايتها ونتفق تحت رايتها. وهذا ليس جديدا عودوا بالتاريخ قليلا كم اختلفنا نحن والشعبي وأحيانا والديموقراطي وأحيانا وجبهة الرفض الفلسطينية وغير ذلك. ان المنظمة تتسع لنا جميعًا ووجود الأخوة في حماس والجهاد قوة للمنظمة وقوة للحضور الفلسطيني. واسمحوا لنا ان الحضن الفلسطيني أكثر دفئاً من أي حضن آخر، لا تبحث هنا وهناك في هذه العاصمة أو تلك، حلمنا لبعضنا نحمي بعضنا البعض أكثر من أي أحد آخر".

وأردف : "أيها الأحبة في غمرة المواجهة مدعوون أن نكون معًا في مواقف بدأت تتبلور على مستوى العالم. تذكرون في اللحظة الأولى وقف الأمريكيون والأوروبيون يهددون الشارع الأمريكي والأوروبي، ممنوع رفع العلم الفلسطيني، ممنوع الشعارات، ممنوع السوشال ميديا مهددين بالسجن أو الطرد أو سحب الجنسية وغير ذلك، لكن فلسطين وصمودها ودمها وتضحياتها أطاح بكل ما فكر وقرر فيه أسياد البيت الأبيض ومعهم حلفاءهم الذين رفضوا منذ اللحظة الاولى جميعاً رؤسائهم بأساطيلهم ليؤكدوا ما قلناه دائماً أنّ إسرائيل قاعدة الغرب في هذه المنطقة، وأن دورها في حماية التجزئة والتخلف مازال مستمراً. سلامّ للذين وقفوا معنا على امتداد أوروبا وكسروا قرار الحكومات والأنظمة، وسلام لجامعاتهم من كولومبيا إلى كل جامعة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الجامعات في أوروبا، وندعوا جامعاتنا في الوطن العربي في عالمنا الإسلامي أن ترد التحية بمثلها وبأحسن منها. إنّ هذه التحركات تشكل دعماً حقيقياً لصمودنا وتضحياتنا، فسلام لهم يتحملون كل الإجراءات التي سمعتموها عن طرد من الجامعات أو عقاب بتأخير التخرج أو غير ذلك.  أيها الأخوة نتحدث عن غزة لأنّ حجم المأْساة حجم الهولوكوست التي ارتكبها الصهاينة في غزة خارج تصور العقل البشري، لم يشهدها العالم من قبل. إنّ مساحة ٣٥٠كلم ² ضربت بما يوازي أربع قنابل ذرية . لو لم نكن أمام هذه المأساة الكبرى والمرحلة الكبرى أيضاً، لكان علينا أن نتحدث على ما يحصل في الضفة الغربية حتى اليوم  ٥٠٠ شهيد في الضفة الغربية في مواجهة الاقتحامات التي يقوم بها جيش العدو، ٥٠٠٠ جريح و٩٠٠٠ معتقل والتهجير والاستيطان زاحف إلى كل قرية ومدينة قضى عليها المستوطنون، وتسليح المستوطنين والهجوم على قرانا وزع الحواجز حيث بلغت حواجز المستوطنين ٨٠٠ حاجز، إضافةً إلى حواجز جيش الاحتلال الغاية منها هو جعل حياة الفلسطينيين مستحيلة. لقد عادوا إلى المربع الأول الدولة اليهودية فلسطين بلا فلسطينيين هم واهمون، قالوا الكبار يموتون والصغار ينسون الكبار ماتوا لأن الأعمار بيد الله، أما الصغار لم ينسوا،فكل جيل يأتي ببأس أشد من الجيل الذي سبقه، وبالتالي لن ننسى، باقون ثابتون فوق ترابنا الوطني، نقاتل دفاعاً عن وجودنا، وعن حقنا في دولة عاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم شاء من شاء، وأبى من أبى ، نحن شعب الجبارين الذي تحدث عنه ياسر عرفات". 

وختم بالقول: "إن مؤتمرات المناطق أيها الاخوة الحضور هي مؤتمرات القاعدية أهميتها أنها تعبر عن مزاج القاعدة سواء في البعد السياسي والتنظيمي، أو إختيار من يمثلها، لذلك فإن المؤتمرات عندنا تبدأ بتقديم ما نسميه التقرير الأدبي، يعني ما هو في السياسة ما أُنجز، وما نريد إنجازه، أين أصبنا وأين أخطأنا، نُقيّم مرحلة انقضت ونتطلع إلى مرحلةٍ قادمةٍ، ثم تنتهي بعملية اختيار للقيادة بالتزكية، أو قد يحصل تغيير جزئي، وقد تحصل انتخابات واسعة. الفتحاويون اليوم أدركوا حجم استهدافهم في الداخل وفي القضية الكبرى،  ولذلك نحن اليوم وهذا ما سأقوله يسر الصديق ويغيظ العدو، نحن اليوم أكثر من أي يوم  مضى صفوفنا موحدة، لإدراكنا حجم التحديات القادمة علينا، نحن اليوم غادرنا موقع التجاذب إلى موقع التوافق وهذا ليس تشجيعًا لأحد أو تحسيناً بالصورة. خذوا ما حصل بصور وصيدا أستطيع أن أقول أنّ فتح تجاوزت مؤتمري منطقتين كبيرتين لأحسن ما يكون، لا تجاذبات بل تفاهمات. آمل هنا في البقاع وأنتم أحرار تبقى لكم، لكن حتى ما حدا يسبح بعكس التيار، الأمور أيها الأخوة إلى مزيد ٍ من التوافق ومزيد  من اللُحمة. فأتمنى هذا المؤتمر أن ينجح في مناقشة ورقته أو تقريره، وأن يختار قيادته، علماً أنّ القيادة السابقة للمنطقة كانت من أفضل وأحسن إخواننا، ويبقى التنافس حق مشروع للجميع . أتوجه لكم بالشكر باسمي وباسم قيادة الساحة، باسم أخي فتحي أبو العردات أمين سر حركة فتح في لبنان ، وأختم بالدعاء بالرحمة لشهداء الحرية والحرية للأسرى".

وتخلل المؤتمر تقديم درع تكريمي عربون وفاء وتقدير لعائلة الشهيدة المظلومة "هبة أبورويس" مقدم من قيادة  فتح في منطقة البقاع.

وأختتم المؤتمر بفوز الأعضاء المرشحين للمنطقة بالتزكية.