تضامناً مع النائب الفلسطينية المعتقلة لدى الاحتلال الإسرائيلي خالدة جرار، واستنكاراً لهدم النصب التذكاري للشهيد خالد نزّال، وتضامناً مع جميع الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال الصهيوني، نفَّذت اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية اعتصامها الدوري "خميس الأسرى" الثامن عشر بعد المائة، أمام مقر بعثة الصليب الأحمر الدولي، في الحمرا ببيروت، قبيل ظهر اليوم الخميس 2017/7/6، وانتهى الاعتصام بتسليم مذكرة إلى مندوبة الصليب الأحمر الدولي.

وشارك في الاعتصام: منسِّق عام الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأُمّة معن بشور، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلو الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وممثّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، والاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وممثِّلو اللّجان الشعبية في بيروت، والمؤسّسات الأهلية الفلسطينية، وحشدٌ فتحاويٌّ وشعبيٌّ من مخيّمات بيروت.

وأُلقيَت عدة كلمات، فكانت الكلمة الأولى للمنسِّق العام للجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في المعتقلات الصهيونية المحامي عمر الزين جاء فيها: "نقف اليوم في الاعتصام الـ118 أمام مقر الصليب الأحمر الدولي لنوقظ الضمير العالمي تجاه ما يعانيه أسرانا في معتقلات الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، هذا الضمير الذي تلجمه الدوائر الصهيونية وتبعده الدوائر الأميركية المتصهينة عن التعبير والمساندة والدعم لقضية أسرانا الإنسانية بامتياز. إنَّ الاعتقالات التعسفية تصحبها جرائم متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي، والمعاملة المذلة والمهينة، والاحتجاز في أماكن لا تليق بالبشر، وتُمثِّل انتهاكاً فاضحاً لما تنص عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإنسانية".

وتقدم الزين بمجموعة مطالب، أهمها:

* أن ترفع الحكومة الفلسطينية ملف الأسرى إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة، وإلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف

* أن تُحرِّك الحكومة الفلسطينية ملف العدوان على غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية

* على كل البرلمانات العربية والإسلامية، وبرلمانات العالم، التي تُقدِّر وتحترم العدالة والإنسانية، التحرُّك الفوري للإفراج عن جميع نواب المجلس التشريعي الفلسطيني المعتقلين، والذين بلغ عددهم 13 نائباً، وفي المقدّمة منهم النائب المناضلة خالدة جرار، والمطالبة والضغط بكل الوسائل المتاحة لطرد الكنيست الإسرائيلي من اتحاد البرلمانات الدولية

* على كل الاتحادات النسوية العربية والإسلامية والعالمية التحرُّك السريع للتضامن، والضغط، لإنقاذ الأسيرات الفلسطينيات من الأسر والاعتقال وتحريرهن

* على المجتمع الدولي بكل مؤسساته أن يضع حدًّا للاعتقال الإداري المؤدي إلى انتهاك العدالة والحق الإنساني لمئات بل آلاف الفلسطينيين المعتقلين

* لا بد اليوم، وكل يوم، من تذكر الشهداء والأسرى، ومنهم الذين يتكرَّر اغتيالهم، كالشهيد خالد نزّال على يد قوات الاحتلال الصهيوني التي أقدمت على هدم نصبه التذكاري، إذ ما زال يرعبها، ويقض مضاجعها مع رفاقه الشهداء على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين سنة على اغتيالها له في أثينا العام 1986

ثُمَّ كانت كلمة المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ألقتها ليندا مطر، مما جاء فيها: "يؤكِّد المركز الإقليمي العربي للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي تضامنه مع المناضلة القيادية النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني، خالدة جرار، والناشطة النسائية ختام السعافين، وكلِّ المناضلين والمقاومين الفلسطينيين الذين استهدفتهم حملة الاعتقالات الصهيونية الأخيرة. إنَّ حملات الدهم، والاعتقال، والاغتيال، وحرق المزروعات، وهدم المنازل، وبناء جدار العار لحماية المستوطنات، لن تضع حدًّا للانتفاضة، بل أنَّها لا بدَّ أن تزيد الشعب الفلسطيني تصميمًا على متابعة نضاله في سبيل تحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني، وإقامة دولته الوطنية عليها وعاصمتها القدس".

وألقى كلمة حركة "فتح" عضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان د.سرحان سرحان، فقال: "إنَّ قضية الأسرى هي قضية مركزية للشعب الفلسطيني وللقيادة الفلسطينية. فنحن نتحدث عن 6200 أسير فلسطيني بينهم المئات من المحكومين بمؤبّدات، وهناك أسرى إداريون، وأطفال، ونساء، ومرضى، وشيوخ، وأكثر من 200 أسير شهيدٍ استشهدوا داخل المعتقلات الإسرائيلية في ظل ممارسات الحكومة الفاشية الإسرائيلية. وقد تمكَّن الأسرى خلال عقود من الاحتلال من تحقيق العديد من الانتصارات على السجّان عبر الإضرابات، في حين كانت إسرائيل تسعى لكسر إرادة الأسرى بسياستها التعسفية محاولة في الإضراب الأخير التعتيم على قضية الأسرى".

وتابع د.سرحان قائلاً: "ولكن بإصرار أسرانا وصمودهم، وبعد 41 يومًا من الإضراب عن الطعام، والحراك الشعبي داخل الوطن وخارجه، والضغط الدولي الذي قامت به القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، تراجعت إسرائيل عن تعنُّتها بعد أن حاولت القيام بسياسات العزل والنقل لكسر إرادة الأسرى، فجمعوا قادة الإضراب، وبدؤوا المفاوضات معهم، وجاء الانتصار على السجَّان من خلال وحدة الموقف الفلسطيني الذي بعث رسالة مهمة للعالم أجمع، وللرئيس ترامب الذي حاول ممارسة الضغوط على الرئيس أبو مازن لوقف رواتب الأسرى والشهداء، فكان الرد مُدَوِّيًا حين قال الرئيس أبو مازن بأنَّه (لو بقي 100$ فقط في خزينة منظمة التحرير الفلسطينية فسأدفعها لأسرة أسير وشهيد).

وأشاد د.سرحان بقرار اللجنة المركزية والمجلس الثوري بتعيين الأخ الأسير كريم يونس، المعتقل منذ 36 عامًا، عضوًا في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، لافتًا إلى أنَّ "هذا القرار كان رسالة لكلِّ مَن يفكر بإيقاف راتب أسير أو شهيد، فقرارات الشرعية الدولية تُتيح للشعب الفلسطيني، ولأي شعب بالعام، أن يناضل بكل الوسائل في وجه الاحتلال". وختمَ بتوجيه الشكر لكوبا، ولممثّلتها في "اليونيسكو" التي طالبت بالوقوف دقيقة صمت تضامناً مع الضحايا الفلسطينيين ردًّا على ممثِّل الكيان الصهيوني.

وألقى كلمة الجبهة الشعبية ممثِّلها أبو جابر، إذ قال: "نلتقي اليوم لنتضامن مع قضية الأسرى، نلتقي لنتضامن مع الخالدة خالدة جرار، لنتضامن مع ختام السعافين، مع خالد نزّال، وعشرات المناضلين من أبطال فلسطين. كلَّ يوم نخضع لاختبار، وبالتالي الاختبار الأساسي هو كيف نرسم سياسة فلسطينية جديدة بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، عالم عربي مجزَّأ ومُقسَّم، ويحاولون إنهاء القضية الفلسطينية. لقد آن الأوان لنا كفلسطينيين أن نتعالى عن جراحاتنا، وعن قضايانا التنظيمية الخاصة، لننقل كلَّ ما يجرى إلى حدود فلسطين".

وختم كلمته بتوجيه التحية إلى الأسرى المناضلين والمناضلات والأطفال في معتقلات الاحتلال.

كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ألقتها رئيس فرع الاتحاد في لبنان، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، ممّا جاء فيها: "نحن نقف اليوم لنستنكر وندين اعتقال المناضلة خالدة جرار وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ختام السعافين. نستنكر كافة الانتهاكات والحرب الإرهابية العنصرية التي تستهدف كلَّ مكونات الشعب الفلسطيني، وتُدمِّر أوجه الحياة الفلسطينية. نحن هنا لنؤكِّد أنَّ قضية الأسرى والأسيرات هي قضية كلِّ الشعب الفلسطيني، لذلك وجب علينا الوقوف إلى جانبهم، ودعمهم، والتضامن معهم، ومع قضيتهم التي هي بالضرورة قضية كلِّ الشعب الفلسطيني، ونطالبُ البرلمانات العربية والأجنبية والاتحادات النسائية العربية والعالمية كافةً، بالضغط على إسرائيل للتراجع ولإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات الذين يقبعون خلف قضبان المعتقلات الإسرائيلية. ونؤكِّد أنَّنا دائماً مع قضية أسرانا البواسل، وسنستمر بالنضال من أجل تحرير الأرض، ومن أجل حقنا في الوجود، ومن أجل إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة".

أمَّا كلمة تحالف القوى الفلسطينية فألقاها مُمثِّل حركة الجهاد الإسلامي أبو وسام، قال فيها: "المشكلة مع العدو الصهيوني هي مشكلة احتلال، وهي كل ما يلحق به. معركتنا مع العدو هي معركة وجود. معركتنا مع العدو أن يكون أو أن نكون، وعلى هذا الأساس نخوض هذه الحرب طويلة الأمد التي تبنّاها الشعب الفلسطيني على مدى قرن من الزمان، هذه المقاومة التي قدَّمت آلاف الشهداء، وعشرات ومئات الأسرى والمعتقلين، هذا هو شعبنا الفلسطيني، الذي عبّر بالأمس القريب بعملية "وعد البراق"، لتلتحم كل الثورات من ثورة "البراق" إلى عملية "وعد البراق"، ليُؤكِّد الشعب الفلسطيني أنَّه يملك خياراً واحداً، وهو مقاومة الاحتلال إلى أن يزول عن أرضنا ومقدّساتنا".

واستطرد أبو وسام قائلاً: "في هذا الواقع الذي نعيشه على مستوى الأُمّة، وعلى المستوى الإقليمي، فإنَّ الموقف الفلسطيني لا يجب إلّا أن يكون موحَّداً حول قضيته، وحول مصالح شعبه، هو جزءٌ لا يتجزّأ من هذه الأُمّة، نعم، لكن فلسطين أولاً، لأنَّها تجمع، وفلسطين ثانياً لأنَّ سبب كل ما يحصل في هذه الأمة هو الاحتلال وفلسطين، وثالثاً وعاشرًا لأنَّها تُعيد هذه الأُمّة".

وألقى كلمة أصدقاء الشهيد خالد نزّال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أركان بدر، جاء فيها: "السلام والتحية للشهيد خالد نزّال وهو يقضُّ مضاجع الاحتلال في جنين، وكان نصبه التذكاري هدفاً لنتنياهو، ولجيشه العنصري الفاشي، حيث أقدمَ هذا الجيش على هدم نصبه التذكاري تأكيدًا من الاحتلال، وتسليمًا به ومنه، بحرية هؤلاء الشهداء، وبحجم هذا الفعل المقاوم للشهيد خالد نزّال الذي كان يقاوم الاحتلال في حياته بسلسلةكبيرة من العمليات النوعية التي نفَّذها، وهو قائدٌ لقوات الإسناد الداخلي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فكان الرد على الاحتلال بأن تحوّل النصب التذكاري إلى نصبٍ في جنين، وهو يرقد في جنين الأبيّة، ويتحوَّل إلى رمز حيث أُقيم النصب التذكاري في جنين مجدَّدًا، وفي رام الله، وفي الشتات الفلسطيني، في لبنان ومناطقه ومخيماته، وغدًا سيكون هناك نصب تذكاريّ في مخيّم البداوي في طرابلس. التحية للشهداء من بوابة الوفاء للشهيد خالد نزّال هذا العملاق الذي كان له دور مميّز وملموس في العمل المقاوم، وكان مناضلاً في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية. السلام على الأسرى،كل الأسرى، وآخرهم المناضلة خالدة جرار، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، ونقول إنَّ الوفاء للشهداء، والأسرى، ولمقاومة شعبنا، ولحريتنا، ولعودتنا، ولقدسنا، إنَّما يتم من خلال إنهاء الانقسام اليوم قبل الغد، لتنفيذ ما اتفقنا عليه، ولاسيما مؤخَّراً في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وفي موسكو، إنَّ الوفاء للشهداء والأسرى يتم من خلال العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية، للتأسيس لمرحلة نضالية جديدة باعتماد استراتيجية مقاومة نقيضاً للسياسة الراهنة وللممارسات الحالية، الوفاء للأسرى إنَّما يتم بالعمل على رفض الأفكار الأمريكية بعقد مؤتمر إقليمي سيُجهِد النضال الفلسطيني، وسيمكن الاحتلال من العبور فوق أرضنا وفوق أرض دولتنا. إنَّ الوفاء للأسرى يتم بالعمل من قِبَل لبنان الشقيق على إقرار حقوقنا الإنسانية والتعاطي الإنساني مع المخيّمات، واستكمال إعمار مخيّم نهر البارد، والضغط على "الأونروا" لتوفير الخدمات اللازمة والضرورية".

هذا وألقى كلٌّ من  عباس جمعة وقاسم صالح كلمةً أكَّدا فيهما حقوق الأسرى وعرضَا لمعاناتهم، مشدِّدين على أنَّه لا سلام مع إسرائيل ولا في المنطقة إلا بإنهاء قضية الأسرى، وأنَّ البوصلة ستبقى باتجاه فلسطين.