التقى وفدٌ من الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والحراكات والأهالي في مخيَّم نهر البارد برئاسة أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض مدير عام الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، وذلك بحضور السيدين جون وايت وايفان عن (هيئة إعمار مخيَّم نهر البارد) ومدير خدمات الأونروا في الشمال الأستاذ أسامة بركة، في مكتب الأخير، اليوم الاثنين 27-3-2017.

ووضعَ أبو جهاد فياض مدير عام الأونروا في لبنان بآخر مستجدات أوضاع أهالي مخيَّم نهر البارد، واعتبر اللقاء فرصةً مهمّةً للتأكيد على مسؤولية الأونروا الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة ولحين عودتهم إلى ديارهم.

وأكَّد فيّاض أنَّ أهالي مخيَّم نهر البارد كانوا ضحيةً للإرهاب، فشُرِّدوا بدون ذنب، ودفعوا فاتورة غالية جدًا من الأرواح والممتلكات، وأشار إلى تعهُّد مؤتمر فيينا، بعد انقضاء الحرب في مخيَّم نهر البارد، بإقرار خطة طوارئ لأهالي المخيَّم تقوم الأونروا بتنفيذها بحيث تشمل الإغاثة والطبابة ودفع بدلات الإيواء للأهالي لحين عودتهم إلى بيوتهم بعد استكمال عملية الإعمار للمخيم، وأضاف: "إلّا أنَّ الأونروا أوقفت خطة الطوارئ قبل عامين، ومن ضمنها بدلات الإيواء ممَّا أدَّى إلى تردي أوضاع العائلات التي لم تعد إلى بيوتها لغاية يومنا هذا بسبب بُطء وعدم استكمال عمليّة الإعمار"، وأوضح أنَّ ذلك رتَّب على العائلات أعباءً مادية لتتمكّن من تأمين إيجارات البيوت لا قدرة لها عليها نظراً لسوء وضعها المعيشي وعدم السماح للفلسطيني في لبنان بالعمل في 72 مهنة، مما جعل نحو 1300 عائلة مهدَّدةً بالطرد إلى الشارع في أي لحظة بسبب عدم قدرتها على دفع إيجارات منازلها.

وأمِلَ فيّاض من المدير العام التعهُّد بالإسراع في الإعمار كي تعود العائلات إلى بيوتها والعمل بأقصى ما يمكن لتأمين الأموال اللازمة لتغطية بدلات الإيواء للعائلات التي لم ينتهِ إعمار بيوتها لحين انتهاء الإعمار ومعالجة القضايا الأخرى التي تتعلَّق بملف مخيَّم نهر البارد.

من جهته، نوَّه المدير العام للأونروا في لبنان بأهميّة هذا اللقاء لجهة الاستماع إلى قضايا ومعاناة أهالي مخيَّم نهر البارد من أجل تكوين صورة حقيقية عمَّا يجري في المخيَّم وبحثه مع فريق عمله كي يتم حل ما أمكن من المشكلات، وأوضح أنَّ لمخيَّم نهر البارد أولويّةً في المقر الرئيس للأونروا لافتاً إلى أنَّه يعلم أنَّ هناك عائلات تعيش حالةً من الفقر في المخيَّم.

ووعدَ كوردوني ببذل أقصى جهد من أجل المساعدة من خلال اتصاله بالدول المانحة لتأمين الأموال، وأكَّد أنَّ "من حق الأهالي التظاهر وتوجيه النقد للأونروا، ولكن لا يجوز إغلاق المدارس ومراكز الخدمات لأنَّها تُقدِّم الخدمات لأبناء المخيَّم"، وأمِلَ على الأهالي السماح للأونروا بإعادة تقديم خدماتها في المخيَّم، كما وعدَ ببحث ملف مخيَّم نهر البارد مع المفوَّض العام للأونروا الذي سيزور لبنان خلال نهاية الأسبوع.

ثُمَّ كانت عدة مداخلات من قِبَل أعضاء الوفد شرحت معاناة أبناء المخيَّم، وتركَّزت بمجملها على اعتبار دفع بدلات الإيجار أولوية، وأكَّدت أنَّ الاعتصام قائم وسوف يستمر لحين تحقيق مطالب أبناء المخيَّم ولكن بدون إغلاق للمدارس أو للعيادات أو مراكز الخدمات.