بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 21- 3- 2024

*رئاسة
سيادة الرئيس يترأس اجتماعًا للجنة المركزية لحركة "فتح"

ترأس سيادة الرئيس محمود عباس، مساء يوم الاربعاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اجتماعا للجنة المركزية لحركة "فتح".
وقرأ سيادته وأعضاء اللجنة المركزية، الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني الذين ارتقوا نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.
وأطلع السيد الرئيس، أعضاء مركزية فتح، على آخر المستجدات والاتصالات الجارية مع الأطراف العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي الشامل الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وحرب الإبادة التي تقوم بها سلطات الاحتلال خاصة في قطاع غزة.
وأكد سيادته، ضرورة الوقف الفوري لجرائم الحرب المرتكبة بحق شعبنا الأعزل، ومنع تهجير أي مواطن فلسطيني من أرضه سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأبناء شعبنا في قطاع غزة بما فيها شمال القطاع، وتمكين المؤسسات الإغاثية والمستشفيات من العمل لتقديم الخدمات الضرورية للمواطن الفلسطيني ليتمكن من الصمود على أرضه في وجه هذا العدوان الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير جميع مقومات الحياة.
وأشار سيادته، إلى اللقاءات التي جمعته موخرا مع عدد من القادة والزعماء التي تهدف لحشد الدعم العربي والدولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني ووقف آلة الحرب الإسرائيلية، واطلاعهم على الموقف الفلسطيني الداعي لوقف الحرب ومنع التهجير وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة وعدم اقتطاع اي جزء منه باعتباره جزءأ لا يتجزا من ارض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وقدم سيادة الرئيس، الشكر للحكومة الـ18 لجهودها في إدارة شؤون البلاد في المرحلة الصعبة السابقة.
واستعرض الإجراءات التي تمت بتكليف حكومة تكنوقراط جديدة لمواجهة التحديات القادمة، وبما يشمل مهامها كلا من الضفة الغربية والقدس وغزة، وتنفيذ برامج الإغاثة وإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني ودعم القدس واستكمال برامج الإصلاح وتطرقت اللحنة المركزية إلى الوضع السياسي والحرب الشاملة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، حيث أكدت على ضرورة الوقف الشامل والدائم لهذا العدوان بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وشددت على أن الوضع الخطير لأبناء شعبنا في قطاع غزة جراء حرب الإبادة التي يتعرض لها من قبل آلة الحرب الإسرائيلية يتطلب تدخلا دوليا لايقافه فورا، فسياسة القتل والتدمير والتجويع التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ تخالف جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، غير آبهة بالشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يشدد على تجنيب المدنيين ويلات الحروب.
وأشارت اللجنة المركزية إلى ما يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية من اجتياحات متواصلة ارتقى خلالها المئات من الشهداء واعتقل الآلاف، إضافة إلى إرهاب عصابات المستعمرين وجرائمهم التي تتم بحماية قوات الاحتلال، والاعتداءات بحق مقدساتنا وأهلنا في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وأشارت مركزية فتح إلى الحراك الدبلوماسي الذي يقوم به سيادة الرئيس محمود عباس على المستوى العربي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي، وتقديم المساعدات الإغاثية لأبناء شعبنا داخل قطاع غزة، ومنع التهجير لأي مواطن فلسطيني سواء في غزة أو الضفة، وقالت: "إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ولن نسمح باقتطاع شبر واحد من أرضه مهما كانت التضحيات".
وجددت مركزية فتح، دعوة المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الامن الدولي، وتنفيذ حل سياسي شامل مستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شددت مركزية فتح على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وذلك لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية، ووقف الحرب الشعواء التي تشن ضد شعبنا وأرضنا، مؤكدة أن الحلول العسكرية والأمنية لن توفر الأمن والاستقرار لأحد، وأن العالم أصبح يدرك أن هذه الحلول أثبتت فشلها، وأن الذهاب للحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو الخيار الأوحد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، ليس في منطقتنا فقط وإنما في العالم أ. وناقشت اللجنة ما يتعرض له أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال من جرائم بشعة منذ بدء العدوان الآثم على شعبنا الصامد في قطاع غزة، محذرة الاحتلال من مواصلة عدوانها الانتقامي على الأسرى الذي أدى إلى استشهاد 13 من أبنائنا الأسرى الأبطال منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لغاية الآن، وإصابة المئات منهم بكسور وجروح بالغة وفي مقدمتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح القائد الأسير مروان البرغوثي، دون تقديم أية رعاية طبية لهم، إضافة إلى عملية التجويع التي يتعرضون لها، ومصادرة مقتنياتهم وملابسهم وأغطيتهم، وبشكل يعرض حياتهم للخطر.
واطلع أعضاء اللجنة المركزية، على تقرير من وفد الحركة الذي شارك في لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو، موكدة على مواقف الحركة الداعية لإنهاء الانقسام وتغليب مصالح شعبنا الفلسطيني على المصالح الحزبية الضيقة، وخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية يتلزم بإلتزاماتها وبما أقرته المجالس الوطنية الفلسطينية.
وقدم أعضاء اللجنة المركزية، الشكر والتقدير لشعوب ودول العالم التي تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني ، ودعم دولة فلسطين في المحافل والمحاكم الدولية كافة، وحصول دولة فلسطين على حريتها واستقلالها ونهاية الاحتلال.

*فلسطينيات
أبو ردينة: نحذر الاحتلال من عمليات القتل اليومية في غزة والضفة والإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية وقف العدوان

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني، والذي أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف في قطاع غزة، واستشهاد تسعة مواطنين في الضفة الغربية، خلال الساعات الـ 24 الماضية، يشير بوضوح إلى أن الاحتلال يصر على تحدي المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزاً عن محاسبته ووقف حربه على شعبنا الفلسطيني.
وأضاف: نحذر الجميع من أن استمرار سلطات الاحتلال في شن حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني، والتي جرت المنطقة برمتها إلى مربع الانفجار لن تحقق الأمن والاستقرار لأحد، وسيدفع الجميع ثمن هذا التهور الإسرائيلي.
وأضاف أبو ردينة، أن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، واستمرار جرائم القتل والاعتقال في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، تتطلب تدخلاً دوليا عاجلاً، خاصة من الإدارة الأميركية، لإلزام سلطات الاحتلال بوقف جرائمها التي انتهكت جميع المحرمات في القانون الدولي، خاصة قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بكل وضوح بوقف حربها على شعبنا.
وطالب، الإدارة الأميركية بالعمل الفوري على إجبار إسرائيل على وقف عدوانها الشامل على شعبنا وأرضه ومقدساته، قبل الحديث عن أي حجج أو ذرائع لاستمرار هذا الاحتلال، وتحويل تصريحاتها إلى أفعال على الأرض، وهي الوحيدة القادرة على فعل ذلك.
وأشار إلى أن استقرار وأمن المنطقة في خطر، نتيجة تردد الإدارة الأميركية في إجبار إسرائيل على وقف الحرب الشاملة، ووقف اقتحام مدينة رفح، ومخاطر وقوع التهجير.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إن الطريق الصحيح لإنهاء دوامة العنف والتصعيد هو الامتثال للشرعية الدولية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية، لينعم العالم بالسلام والأمن والاستقرار.
وأكد أبو ردينة، ضرورة أن يتم التحرك العربي مع الجانب الأميركي، لاتخاذ قرار جدي من الإدارة الأميركية لوقف الحرب، ومنع التهجير، حتى لا تبقى دوامة العنف والموت مستمرة، والتي لن ينجو منها أحد.

*أخبار فتحاوية
فتح" تنعى المناضل الوطني عبد الله حجازي "أبو الكرمل"

نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" المناضل الوطني عبد الله حجازي (أبو الكرمل)، الذي وافته المنية، اليوم الخميس، بعد مسيرة نضالية مليئة بالتضحيات الجسام، مثّل خلالها المناضل الراحل نموذجا فائقا في الإيثار والتفاني والالتزام بمبادئ الحركة الوطنية الفلسطينية وقرارها المستقل.
وأضافت "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، أن المناضل الراحل حجازي كان من طلائع الملتحقين بالثورة الفلسطينية والحركة، وأحد المشاركين في معركة الكرامة، مبينة أنه عمل مذيعًا في إذاعة صوت العاصفة، يُضاف إلى ذلك نشاطه القيادي في اتحاد طلبة فلسطين في مصر ومن عين سفيرا في هنغاريا وبولندا حتى عودته إلى أرض الوطن، وبعد التقاعد ترأّس هيئة المتقاعدين المدنيين حتى وفاته.
وأعربت الحركة عن خالص تعازيها لذوي المناضل الراحل على وجه الخصوص، ولمناضلي الحركة وكوادرها ولجماهير شعبنا في الوطن والشتات على وجه العموم.

*عربي دولي
عشرات المسؤولين الأميركيين السابقين يدعون بايدن إلى موقف "صارم" تجاه إسرائيل

حث ما يقرب من 70 مسؤولاً، ودبلوماسيًا، وعسكريًا أميركيًا سابقًا، الرئيس الأميركي جو بايدن على تحذير إسرائيل من عواقب وخيمة إذا حرمت الفلسطينيين من الحقوق المدنية، والاحتياجات الأساسية، ووسعت النشاط الاستعماري في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت المجموعة في رسالة مفتوحة إلى بايدن: "يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات ملموسة لمناهضة مثل هذه الممارسات، بما في ذلك فرض قيود على تقديم المساعدة الأميركية إلى إسرائيل، بما يتوافق مع القانون والسياسة الأميركيين.
ومن بين الموقعين أكثر من عشرة سفراء سابقين، بالإضافة إلى مسؤولين متقاعدين، وسابقين من وزارة الخارجية، والبنتاغون، والاستخبارات، والبيت الأبيض، بما في ذلك أنتوني ليك مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وعكست الرسالة الاستياء المتزايد في الولايات المتحدة إزاء العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث أدت إلى استشهاد أكثر من 31923 مواطنًا، وإصابة 74096، وسط تدمير غير مسبوق وشبه كلي للمباني السكنية، والمرافق الصحية والعامة، والمؤسسات التعليمية والتجارية، والبنية التحتية.
ويعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليونًا شحًا شديدًا في الغذاء والماء والمأوى، وتجاوز الأمر إلى مستويات مجاعة في الشمال، ومدينة غزة.
وقالت المجموعة في رسالتها، "عشرات الآلاف من المدنيين في غزة قُتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال… ولا يمكن تبرير عمليات قتل المدنيين بهذا الشكل، وهذا الحجم".
وأشارت إلى أنها تدعم بقوة دعوة بايدن إلى هدنة فورية لمدة ستة أسابيع على الأقل، وإنشاء نظام موثوق لإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن.

*إسرائيليات
قصف صاروخي ومدفعي متواصل على قطاع غزة لليوم الـ"167" من العدوان

يواصل الاحتلال قصفه المكثف على مدينة غزة لليوم الـ"167" على التوالي، مما أدى إلى استشهاد وأصابة عشرات المواطنين أغلبيتهم أطفال ونساء.
ولليوم الرابع على التوالي يواصل جيش الاحتلال، عملية توغل واجتياح واسعة في حي الرمال، وداخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وسط قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين بجروح متفرقة، وما زال عدد كبير تحت الأنقاض.
وفجر جيش الاحتلال مبنى الجراحات التخصصي في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، وسط انقطاع الاتصال بشكل كامل بجميع الطواقم الطبية داخل المجمع بمدينة غزة، بعد تهديد الجيش الإسرائيلي لجميع من بداخله بإخلائه فورًا، حيث تناشد عائلات داخله الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية التوجه إلى المجمع لإنقاذها.
واستشهد عشرات المواطنين وأصيب آخرون، في قصف مدفعي عنيف استهدف منازل تعود لعائلة أبو حصيرة، وأخرى في شارع الرشيد، ومحيطه بمنطقة الميناء غرب مدينة غزة.
وأطلق طيران الاحتلال المروحي "الأباتشي" النار صوب المنازل المحيطة بمستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، وتشهد الأحياء الغربية لمدينة غزة تل الهوا والرمال والشيخ عجلين ومخيم الشاطئ قصفًا مدفعيًا مكثفًا.
واستهدفت غارة جوية منزلًا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء واصابة العشرات بجروح، واستشهد عدد من المواطنين، في قصف الاحتلال منزلًا لعائلة صيدم في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
كما قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة الكرد بجوار مسجد يافا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات.
وارتقى تسعة شهداء، وهناك عدد كبير تحت الأنقاض، إثر قصف طائرات إسرائيلية منزلاً لعائلة أبو العربي في المخيم الجديد غرب مُخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وتجدد الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها للمرة الرابعة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

*أخبار فلسطين في لبنان
روضة الشَّهيد معين بسيسو في مخيم الرشيدية تحيي يوم الطفل بالتضامن مع أطفال غزة

بمناسبة يوم الطفل، نظمت روضة الشهيد معين بسيسو في مخيم الرشيدية يومًا مفتوحًا تضامنًا مع أطفال غزة والضفة والقدس بما يتعرضوا من إبادة وقتل وتدمير وجوع، اليوم الخميس ٢١-٣- ٢٠٢٤.
لم ينسى الأطفال خلال هذا اليوم أطفال غزة الجريحة، فقد ظهر ذلك على وجوههم، وبعضهم يبكي ويقول: "لن ننسى أطفال غزة الذين يشتهدوا ويدعي لهم بالفرح القريب".
ووجه أطفال روضة الشهيد معين بسيسو رسالة الى أطفال غزة معبرين عن حزنهم لما يتعرضوا له من ظلم وعنف وقتل، داعيين الله أن يفرج همهم لينعموا بالحرية.

*آراء
ايرلندا في عيون الفلسطينيين/ بقلم: عمر حلمي الغول

التضامن العالمي مع الشعب العربي الفلسطيني يجتاح العالم كما لم يسبق من قبل في تاريخ الصراع الطويل الممتد على مساحة ثمانية عقود تقريبًا وعلى المستويين الرسمي والشعبي، حيث كشفت حرب الإبادة الجماعية الصهيو أميركية على أبناء الشعب عموما وخاصة في قطاع غزة المتواصلة لليوم 167 عن وحشية منفلتة من عقال الإنسانية والقوانين الدولية تغطيها وتقودها واشنطن مع اداتها الوظيفية إسرائيل اللقيطة، التي أدمت الشعب الأعزل بحروب متعددة الوجوه من خلال النار والبارود والفسفور الأبيض واليورانيوم الطبيعي والمنضب والامراض المعدية والاوبئة والتجويع والدمار الهائل للمساكن والمدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والمتاحف والمؤسسات والمراكز الثقافية وأماكن العبادة والبنى التحتية بشكل غير مسبوق في تاريخ الحروب والصراعات العالمية والإقليمية، حيث سقط حتى الآن ما يزيد عن 32 ألف شهيد وما يفوق ال74 ألف جريح وحوالي 10 آلاف مفقود. 
هذه الحرب الهمجية واللا أخلاقية والمتنافية مع أبسط معايير القيم والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية على الشعب الفلسطيني المدافع عن حقوقه الوطنية منذ ما يزيد على القرن، وتحديدًا بعد اعلان وزير خارجية بريطانيا، آرثر جميس بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 عن وعده المشؤوم بإقامة "وطن قومي  لليهود في فلسطين" وحتى يوم الدنيا هذا، التي اماطت اللثام عن وجه الغرب الامبريالي وربيبته اللقيطة الدولة العبرية الخارجة على القانون البشع، وكشفت للعالم من أقصاه إلى أقصاه الوجه الحقيقي لقراصنة العصر، كما لم يراه في التاريخ وحقبه القديمة والوسيطة والمعاصرة. 
كتب وتحدث الثوريون عن وحشية الرأسمالية منذ عصر النهضة نهاية القرن الخامس عشر، وقانونها الناظم "استغلال الانسان للإنسان" لمضاعفة الربح البسيط ومن ثم الاحتكاري لطاقة عمل العمال والمسحوقين وشعوب العالم الفقيرة والمستعمَرة، التي نهب ثرواتها وسحق شعوبها الاستعماريون، وداسوا على حقوقها القومية والإنسانية. لكن ما عاناه الشعب العربي الفلسطيني فاق ما دونه رموز ومنظري الثورات العالمية في قارات الكرة الأرضية كلها، وحتى فظائع حرب الثلاثين عامًا في أوروبا في القرن التاسع عشر والحربين العالميتين الأولى والثانية في القرن العشرين وحروب أميركا الشمالية على الشعوب الأميركية اللاتينية وفيتنام وكوريا ولاوس وكمبوديا وتايلاند والعراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا والصومال وفرنسا على الجزائر وانكلترا على جنوب افريقيا والغرب عموما على السودان ودول القارة السوداء عموما وايرلندا، لأن تلك الشعوب التي عانت وذاقت بشاعة الحروب الامبريالية، كان الصراع فيها على ثرواتها، وليس على نفيها وتطهيرها العرقي الكلي من أراضي دولها وأوطانها، أو لإخضاعها لهويات ليست لها. 
في حين ما يجري من حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني تستهدف النفي والتطهير العرقي الكامل له من أرض وطنه الام لتكريس شعار الحركة الصهيونية، أداة الغرب الامبريالي "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، وحرمانه من أبسط مقومات الحياة على أرض وطنه الأم فلسطين. رغم التنازلات الضخمة التي قدمها الفلسطينيون من أجل صناعة السلام الممكن والمقبول وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس خيار حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967 بيد ان غلاة الصهيونية النازيين ومن خلفهم الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة مازالوا يواصلوا حرب الإبادة، ولم يراجعوا سياساتهم وجرائمهم إلا شكليًا. رغم أن هناك ما يزيد عن ألف قرار أممي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصيرعلى أرض وطنه، وحقه في الحرية والاستقلال اسوة بشعوب الأرض قاطبة. 
هذه الحقيقة أعلنها رئيس وزراء ايرلندا، ليو فارادكار في واشنطن أول أمس الثلاثاء 19 مارس الحالي بالقول وأمام الرئيس جو بايدن الإيرلندي الأصل، أن "تعاطف ايرلندا مع المعاناة في غزة متجذرة في تجربتها التاريخية، حيث تحظى القضية الفلسطينية بدعم شعبي وسياسي"، وأضاف: " يشعر الشعب الإيرلندي بقلق عميق إزاء الكارثة التي تتكشف أمام اعيننا في غزة". وتابع " وعندما أسافر حول العالم، كثيرًا ما يسألني القادة عن سبب تعاطف الإيرلنديين مع الشعب الفلسطيني، والجواب بسيط: نحن نرى تاريخنا في عيونهم. قصة تهجير ومصادرة ومحو للهوية الوطنية، قصة تهجير قسري وتمييز والان جوع. وأردف قائلاً "أن دعم شعب ايرلندا لفلسطين ليس وليد اللحظة، كما أنه ليس محصورًا بأحداث طوفان الأقصى، لكنه مبني على تجربة تاريخية مشتركة".
الموقف النبيل والشجاع لليو فارادكار، هو انعكاس لمعاناة الشعب الإيرلندي البطل من المملكة المتحدة، وتجسيدًا للتضامن الصادق مع الشعب الفلسطيني، الذي يواجه أعتى أشكال النفي والتطهير العرقي والابادة الجماعية من قبل صنيعة الغرب الرأسمالي إسرائيل، لأنها محمية بغطاء سميك ولا أخلاقي من قبل واشنطن ذاتها. لذا تتغول على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي دون رادع حتى اللحظة الراهنة. شكرًا لرئيس وزراء ايرلندا وحكومته وشعبه البطل، وشكرًا لشعوب الأرض قاطبة بما فيها أنصار السلام في الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا جميعها الداعمة للشعب العربي الفلسطيني وكفاحه التحرري، الذي بالضرورة سيفتح الأفق لحرية واستقلال الدولة الفلسطينية، رغم وحشية إسرائيل المارقة والخارجة على القانون.