خاص مجلة القدس العدد «316»/ تحقيق: غادة اسعد

على الرغم من الظروف المعيشية السيئة وحالات الفقر المدقع التي تعيشها مدن الساحل الفلسطينية، وبينها «يافا واللد والرملة وعكا»، فإن هذه المدن لا تزال تحملُ عبق التاريخ وذكريات الماضي، بفرحها وآلامها، إذ يستيقظُ الزمن على الماضي، ليرى مشاهِد سطّرها التاريخ، وقصصًا لم تغب عن بالِ سكانِ المكان، ولا نسيَها أو تناساها اللاجئُ في المخيمات أو المغترِبُ في أقاصي بقاعِ الأرض.
حنين يربِطُ بين الباقين في ديارهم وبين الذين هُجِّروا مِن وطنهم وانتكبوا. ورغم سنوات التشريد والوجع والترحال لكنّ عشقَ المكان بقيَ يتغلغل في شرايين المغتربين، الذين لا يزالون رغم السنين، يتنفّسون أملاً وحلمًا بالعودة.

صورٌ تمرُّ كشريطِ ذكريات، هُنا في اللد والرملة، إذ لا يُمكن الفصل بين المدينتَين لطبيعتهما المتشابهة تمامًا، وارتباطهما المتكامل، إذ جمعَهما مطار اللد الذي بناهُ الإنجليز، وغيّر الصهاينة اسمه فور احتلال المدن الساحلية عامَ النكبة، لكنّ البناء القديم يحكي لهم الكثير، في اللدِ أيضًا محطة قطار مركزيّة كانت تربط بين المدن الساحلية المركزيّة وصولاً إلى القدسِ، وفي كُلِ سفرةٍ وترحال، تزهو مِن بعيد رائحة البرتقال، وزهرها الفواح، ورائحة الأرض وهي تغتسل بهطولِ أولِ شتوةٍ لتُزهر بعدها الأشجارُ وتشمخ، غابت الذكريات، لكنّ مفاتيح المنازل لا تزال مُخبأة، بانتظار تحقيق حُلم العودة.
أمّا يافا التي لم تعرف الطائفية قبل النكبة، فجرحتها غيبة الأحباب الطويلة، واستغل المحتل خيراتها، فسرقَ كُلَّ جميلٍ فيها، لكنه لم يستطع أن يسرِق مياه البحر ولا ذكريات الماضي، ولا أحلامَ مستقبلِ أهلها، سَرقَ الأرضَ لكنه لم يستطع محوَ الماضي، بذكرياته الجميلة، أيامَ كانت المسارِح في يافا ثقافةً منتشرة، وكانَ العِلمُ مترسّخًا، فانتشرت المدارس الأهلية والحكومية، كما أقيمت مصالح تجارية، وانتشرت الصيدليات والحياة الاجتماعية، كما ظلّ ميناء يافا، محجًا للبحارة، كما كان في الماضي، وانتشرت المقاهي التي ألّفت بين قلوب اليافاويين، ولم تزل في البال تلك الأيام الخوالي، رغم الآلام الكبيرة بعد سقوط المدن الثلاث بيد العصابات الصهيونية.
يافا اليوم مُهدّدة باقتلاعِ أبنائها من بيوتهم، ومحو ملامحها ودخول الغرباء إليها، وامتلاك بيوتها، وانتحالِ لقب "يافاوي"، في تحدٍ واضح لأهلها الأصلانيين. يافا التي كانت في الماضي متحضرة وسابقة لزمنها، أصبحت اليوم مدينة تعاني قسوة الشرطة، ومآسي الفقر، والجرائم واستهلاك المخدرات التي تودي بشبابها، كما تحرمهم مِن تطوير مصالحهم وإعالة عائلاتهم.


ذكريات الماضي ووجع الحاضر
ألتقيتُ الأسير الأمني مخلص برغال الذي أُفرِج عنه مؤخّرًا بعد أن أنهى محكوميته في سجون الاحتلال، وذلك في مدينته اللد، وخصّ "القدس" بهذا الحديث، عن اللد قبل النكبة، مشددًا على الحياة سابقًا، وكيفَ كانت الخيرات تغمُر المدينة وأهلها، وكيفَ كانت عائلته مالكة، فجاءَ الاحتلال وسرقَ جمالَ المدينة وأملاكَ الموجودين والغائبين وشوّه معالمَ فلسطينية كثيرة، وقتلَ ورحّل ودمّر كثيرًا في المكان.
قال لي: "أبي كان مقاتلاً في العام 1948، من عائلة صغيرة، وحيد أمه، له شقيقات وأخوة ليسوا أشقاءه. كانت ظروفه الاقتصادية بعيد النكبة صعبة جدًا، باع أملاكه كي يشتري سلاحًا ويُقاتل، قاوم وكان جزءًا من الجيش الفلسطيني "الجهاد المقدس"، تحت إمرة عبد القادر الحسيني وحسن سلامة وحمزة صبح، وحين احتُلَّت اللد كان خارج الحدود وتواصل مع أهله، وعرف أنّ والدته بقيت في المسجد، فعادَ ووقع في الأسر وأمضى 14 شهرًا في الأسر بمعسكر صرفند غربي اللد، وهو الوحيد الذي بقي في المدينة، أما الأعمام والعمّات فهُجِّروا إلى مخيمات في الضفة وعمّان". ويضيف "كان عدد السكان 30 ألفًا، وحين احتُلَّت زاد إلى 60 ألفًا، بسبب لجوء كثيرين إلى المدينة، علمًا أنّ اللد قاومت وصمدت حتى سُمّيت بالدولة الثامنة، ليتم إضافتها إلى الدول العربيّة السبع، التي حاوَلت انقاذ البلاد، وبعد اغتصاب المدينة، تمّ تفريغها من سكانها ولم يبقَ فيها إلا 1000 شخص، 500 منهم اختبأوا في المسجد والكنيس، واقترف الصهاينة مجزرة قُتل فيها جميع مَن تواجدوا في مسجد دهمش باللد، ونجا واحدٌ تهجّر إلى عمان، بينما أصدر بن غوريون أمرًا شفهيًا بتهجير العرب مِن المدينة، وهذا ما حصل فعلاً، فاستُبدِل اليهود بالعرب، حيث سكن اليهود بيوتًا عربيّة في اللد، بينما عاش العرب في غيتوهات ومُنعوا من التحرك".
وفي أواسط السبعينيات ازداد عدد السكان في اللد، واليوم أصبح عدد العرب في المدينة 30 ألفًا من أصل 90 ألف نسمة يسكنون اللد، أي ثلث السكان، لكن الظروف المعيشية منذ النكبة وحتى اليوم لم تتغيّر بل زادت سوءًا وبؤسًا، فالأحياء العربيّة مهمّلة، والوضع الاقتصادي صعبٌ ناهيك عن مخططات الهدم بهدف ترحيل المواطنين الأصلانيين، وجهاز التعليم مهترئ وبائس، وسلطة أراضي إسرائيل تعيث في البلدة على هواها وتنفّذ مخططاتها كما يحلو لها، فتجتلب المستوطنين الذين يحيطون بغلاف غزّة وتبني لهم شققًا سكنية كاملة الاحتياجات، وتسكنهم هُناك، بهدف التضييق أكثر فأكثر، على العرب، بمن فيهم أولئك الذين لجؤوا إلى الإجرام والسموم والمخدرات للخروج من الضائقة المعيشية وبسبب الاحتياجات الكبيرة، ووجودهم في حصارٍ خانق.
يصف برغال التغيير في اللد، المدينة التي تحولت بين ليلةٍ وضحاها إلى مدينة أشباح فارغة من سكانها الأصليين، بعد أن جُلِبَ المستوطنون الجدد، الذين عبؤوا البيوت، وحين دخلها اليهود وجدوا الطعام ساخنًا والمؤن والخيرات وجميع المستلزمات في البيوت.
ويُردِف "أنا وُلِدتُ هنا، ويربطني بالمكان إحساسٌ روحيٌ ومعنوي، فكل خطوة، تربطني بالمكان، أخاطِبُ كُل حجرٍ وذكرى تستحضِرُ أبي، هنا حديقة عامة، وسط البلد، تحولت إلى متنزه، ولا يعرفُ الجميع أنّ لعائلتي فيها 40 دونمًا، كانت مزروعةً بأشجار المشمش، ولا يُمكنني أن أمُر مِن المكان، دون أن أتذكر أنها أرضي، وأنّ أشجار المشمش ما زالت تتلوّح، وكأنها تقاوِم المحتل".
ويتابع "حين خرجت وجدتُ البؤس يتغلغل في المكان، صحيح أنّ هناك علاقاتٍ اجتماعية بين المواطنين ونسبة من المتعلمين في مجالاتٍ عدة، وحراكًا شبابيًا ونشاطًا سياسيًا، ولكن مع ذلك يحتاج المجتمع هنا إلى تنظيم، وتوعية أكثر، ولا مفرّ لنا في ظل هذه السياسة العليا الموجهة ضدنا إلا أن نقوم بدورٍ غير تقليدي، بتعزيز الوعي والدعم والنضال مِن أجل الحقوق. أبناؤنا يحتاجون اليوم إلى التغلُّب على العشائرية والحمائلية، والتخلص من العنف والجريمة، علمًا أنّ هناك إيجابيات كبيرة أيضًا كالتكافل الاجتماعي والتقارب، لكن العمل على التوعية يحتاج مسارًا طويلاً، لمواجهة معايير سلبيّة، تستنزف طاقات ضائعة، وتحرفنا عن المسار، لذا نحتاج إلى مجتمع منظّم متماسك، ويسعى للنهوض بالواقع من خلال المطالبة بالحقوق والمبادرات الذاتية الممنهجة".
ينهي برغال بالقول: "إنّ الأمر مركبٌ؛ جزءٌ منه عامل ذاتي وآخر خارجي، والذاتي أقصد به أنّ الجسم المريض يحتاج إلى علاج وهذا دورنا، لكن في المقابل نحتاج إلى دعمٍ خارجي، وأن يكون لنا ممثلون في البرلمان من اللد ويافا والرملة، ووضع هذه المدن على الأجندة التي لا تزال مهمّة- للأسف، ويجب أن يكون حضورنا قويًا، بتحركنا نحنُ أولاً، ثم تحمل الجميع لمسؤوليتهم عن الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون في مدن الساحل.


عن دهمش ومحاولات اغتصاب المكان
قامت السلطات الإسرائيلية مؤخرًا بهدم بيوت في حي دهمش قبل أكثر من شهرين، لكنها عادت لتهدد الأهالي بهدم (11 بيتًا) في أحياء الرملة العربية.
وتدخّل المواطنون بدعمٍ مكثّف من قِبَل اللجنة الشعبية المحليّة المكوّنة من السكان العرب في اللد والرملة، ونجحت اللجنة بمؤازرة المواطنين من اللد والرملة وسائر المناطق العربية بتقديم التبرعات وإلى جانبهم وقفت القائمة المشتركة بجميع أطيافها، للمساعدة والدعم بكافة جوانبه، سواء أكانت السياسية أو القانونية أو المادية ما أمكن ذلك.
 ويطالب أصحاب البيوت المهدومة وكذلك نُشطاء اللجنة الشعبية، بتسريع الدعم المالي، مشدّدين على أهمية أخذ لجنة المتابعة دورها بشكل كامل.
يذكر أنّ دهمش هي قرية فلسطينيّة تقع في مناطق الـ48 وهي تواسط مدينتَي اللد والرملة، سكن أهلها فيها العام 1951 وحتى اليوم، ويبلغ عدد سكانها اليوم نحو 600 شخص، في 70 منزلاً جميع سكانها من فلسطينيي الداخل، ولا تعترف السلطات الاسرائيلية بقرية دهمش.


أول سكّة حديد تخدم اللد والرملة ويافا قبل النكبة
ما ميّز المنطقة منذ سنين إقامة محطة القطار من قِبَل البريطانيين، الذين جنّدوا طاقمًا مهنيًا كبيرًا، وهي تعدُّ أكبر مفرق سكك حديد في البلاد يضم ثمانيَ سكك حديد في المنطقة، يعمل عليها ما يقارب 300 قطار في اليوم.
والجدير بالذكر أنّ حي المحطة قائم قبل العام 1948، ولم يحصل المقيمون فيه على تراخيص بناء، منذ ذلك الحين، علمًا أنّ عدد سكانه قبل النكبة وصل إلى نحو 6 آلاف نسمة، ولكن بعد الهجرة بقي فيها ما لا يتجاوز المئات، وعندما هُجّر بدو السبع وفلسطينيون من أسدود وعسقلان، استقروا في هذا الحي، واليوم هناك حوالي 9 آلاف نسمة، في هذا الحي.
وقال الناشط السياسيّ والاجتماعيّ رامي يونس: "نحن في اللد والرملة ويافا ودهمش، وبعض أهالي مدن المركز لا يشاركون في التظاهرات التضامنيّة التي تجري في المركز، وليس هناك تواصل يومي بين الفلسطينيين في الشمال وفي مدن المركز، حتى أنّ المواطنين في اللد والرملة، يشعرون أنهم يعيشون في جزيرة".
وتحدّث عن إقامة لجنة موحّدة للأهالي الصادرة بحقهم أوامر هدم، في اللد والرملة ودهمش، في أعقاب صدور أوامر هدم من بلدية الرملة، ضد 30 منزلاً في الرملة، وهي قابلة للتنفيذ، ومن أجل ذلك أقيمت خيمة الرباط للتضامن مع عائلة أبو معمر المهدّد بيتها بالهدم.
معاناة الفلسطينيين في حي دهمش باللد
في جولةٍ لحي دهمش في اللد، التقت "القدس" بـالناشطة مها النقيب، وهي التي شغلت منصب عضو في بلدية اللد، ولاقت من رئيس البلدية يائير رفيفو، وأعضاء المجلس عنصرية وتصدياً كبيرين، بسبب مواقفها المدافعة عن المواطنين في المدينة، حتى أنّ عائلتها تعرضت لهدم المنزل ولا يزال النضال لمنع هدم البيوت في الحي، وتحديدًا لعائلة النقيب التي أبلغت بإخطارات الهدم، وحاولت البلدية في مرحلة معيّنة أن تُهادِن العائلة، لكنّ هدم منزل السيّدة هناء النقيب أثبت أنّ المخطط مستمر، وأنّ الهدم قابَ قوسيْن أو أدنى مِن سكان دهمش وأحياء أخرى في اللد والرملة، فرغم الاحتجاجات الدائمة، والمظاهرات التي تنطلق بين فينة وأخرى، إلا أنّ السياسة التي تتبعها بلدية اللد تؤكِد أنّ الهدف هو إسكان اليهود في مساكن مرخّصة، على حساب العائلات العربيّة المحرومة من الترخيص، لعلّهم يُصابون باليأس ويرحلون إلى بلداتٍ أخرى، رغم أنّ معظم العائلات من السكان الأصلانيين، التي تمتد جذورهم في الأرض إلى مئات السنين.
تقول مها: "هناك علاقة مباشرة بين السياسة المنهجية للسلطات المحلية والواقع في مدينتَي اللد والرملة، وما بين الشرطة وازدياد جرائم القتل، وتسارع وتيرته". وترى أنه "من غير الممكن مواجهة جرائم القتل من دون إحداث تغيير في المجتمع العربي، ومن دون الحصول على خدماتٍ أساسية يستحقها الفلسطينيون أصحاب المكان الأصليون. كما لا يمكن الفصل بين جرائم القتل وبين الحالة السياسية والاجتماعية التي يعيشها اللداويون مِن تمييزٍ واضح وإهمال ونقص في الخدمات التي يحتاجها أبناء اللد، ليعيشوا كسائر البشر، وليحصلوا على حقوقهم الأساسية، وعلى رأسها ميزانيات كافية لتحسين المستوى التعليمي".
أما هناء النقيب، التي هُدم منزلها شباط الماضي فتقول لـ"القدس": "إنّ قوات كبيرة تجاوز عددها الألفي شرطي ومجنّد اقتحمت البيت في ساعات الصباح وأخلتنا بالقوة ورمت بنا إلى الخارج، وهدمت جرافات التنظيم والبناء، المنزل الذي صمدَ ثلاثة أشهُر، قبل هدمه، وحرمان الأطفال الأربعة من المسكن".
وهناء مطلّقة ومعيلة لأبنائها الأربعة، تقول "إنّ أثر الهدم مسّ بمشاعر الأولاد الذين أصيبوا بالصدمة، بسبب تنقلهم الدائم، خلال خمس سنوات، من بيتٍ إلى بيت في الإيجار ولدى الأهل والأقارب، وهي المرّة الوحيدة التي شعروا فيها بالاستقلالية في البيت المهدوم، كان الهدم وحشيًا، ومسّ بأبنائي، وأصابهم الإحباط، بسبب انعدام الأمان، وها نحنُ نسكُن في بيتٍ مؤقّت، ونتابع بناء بيتنا بدعمٍ من عائلتي، كي نعود ونسكنه، ورغم الخشية مِن هدمٍ جديد، لكنني في هذه المرة سأبني خيمةً أمام بيت رئيس البلدية، علّه يأخذنا بعين الاعتبار، ويعرف أننا نحنُ أيضًا بشر".
وفي سؤال حول خيار انتقالها لبلد آخر قالت: "مستحيل! إنها بلدي، أهلي وأرضي، مَن يجرؤ على إخراجي من بلدي، إن عادوا سأمنعهم، صحيح أنني لا أستطيع المواجهة أمام قواتهم المعزّزة، لكن لدي كل الرغبة في التحدي، ومِن حقي وأبنائي أن نعيش بحرية وبكرامة في بيتنا، إنّ ما جرى معنا عزّز من قوتي وإيماني أنّ عليّ النضال حتى النهاية".


الرملة تُشابه اللد في حجم المأساة
يعيش في مدينة الرملة ما يقارب الـ 20 ألف عربي، من أصل 75 ألفًا. وثلثا الفلسطينيين هناك يعيشون في وضعية غير قانونية، علمًا أنّ معظم النسيج هناك مكوّن من أحياء فقر، ويتخذ رئيس البلدية نفس الأسلوب المتَّبَع في اللد، حصار الأحياء العربية، واستيعاب المهاجرين الآتين من مستوطنات في مناطق الضفة.
بينما تتكاثر الجريمة في الأحياءِ العربيّة، بصورةٍ لا يمكن وصفها، وحيُ الجواريش هو مثالٌ للأحياء التي تستفحل فيها جرائم القتل والعنف ومظاهر الفقر التي لا تُحتمَل.
كما يعاني سكان حي المحطة الرابط بين المدينتين، من الفقر المدقع، وكأنما النكبة لا تزال حاضرة بشكلها، وكأنّ السكان يعيشون في غيتو، لا أحد يلتفت إلى السكان الذين يعيشون فيه، ولا يُبالي أيٌ مِن المسؤولين أنّ هناك سكّة حديد لطالما اغتالت بسبب الازدحام والسرعة الهائلة مواطنين أبرياء.