دعا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس هيئة شؤون المنظمات الأهلية اللواء سلطان أبو العينين العرب وأحرار العالم لمؤازرة الفلسطينيين الذين انتفضوا في القدس والضفة الغربية منذ اللحظة الأولى للعدوان الاسرائيلي ودافعوا ولا زالوا يدافعون عن شرف الامة العربية والإسلامية بحمايتهم المقدسات.

وأكّد اللواء أبو العينين خلال حوار تلفزيوني معه على فضائية العودة اليوم الأحد 7\9\2014، أن موقف الأشقاء العرب بدعم التوجه الفلسطيني إلى المؤسسات الدولية لمحاسبة اسرائيل هو مسؤولية سياسية بامتياز وقوة دافعة لنا للمضي في توجهنا في ظل الفيتو الامريكي المسبق والذي يؤكّد أن الادارة الامريكية هي شريك وطرف غير نزيه بفعل انحيازها إلى اسرائيل، داعيًا لإشراك المجتمع الدولي كذلك عبر عقد اجتماعات دولية للتباحث.

وأضاف اللواء أبو العينين "نحن الشعب الوحيد الذي لا زال يرزح تحت نير الاستعمار، والاحتلال لم يترك لنا -بفعل مماطلته في المفاوضات وما يحاول كسبه- أي خيار آخر، لذلك فلا شيء سيثنينا عن التوجه للمؤسسات الدولية، واعتقد أنها ورقة قوية بيد القيادة بحيث نبدأ باستخدام السلاح الذي تخافه إسرائيل، وإلا فإننا سنفقد مصداقيتنا مع شعبنا الفسطيني، ويجب ان تكون خطوتنا التالية الذهاب للأمم المتحدة للمطالبة بـ(دولة تحت الاحتلال)".

ولدى سؤاله عن احتمال العودة للمفاوضات قال اللواء أبو العينين: "لا عودة للمفاوضات بدون التزامات وضمانات دولية بانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطيني المحتلة في الرابع من حزيران العام 1967 وضمان الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. فالعدو يراهن على أن الفلسطيني ليس له حق ويمعن في عنجهيته وغروره وممارساته العنصرية واعتدائه على حقوقنا ونسائنا واطفالنا ونهبِهِ ارضنا محاولاً دفعنا لخيارت اخرى نرفضها كخيار دويلة أوحكم ذاتي أو إمارة في غزة، وبالتالي فإذا ظن المجتمع الدولي أن الخيار الوحيد هو التفاوض، فنحن نؤكّد أن الحق لا يمكن استجداؤه على طاولة المفاوضات".

وأردف "حاولنا جاهدين ان نكون طلاب سلام ولكن إذا كان العدو الاسرائيلي لا يريد ذلك، فنحن لن نسقط الخيار الآخر وهو البندقية، لأننا ان اسقطناه لن يكون لنا مكان على الأرض. واليوم آن لنا أن نرجع خطوة للخلف تقدِّمُنا 10 خطوات للأمام، وعندها المجتمع الدولي هو من سيأتي إلينا".

ودعا اللواء ابو العينين لترتيب البيت الفلسطيني وترميم العلاقات بين فلسطين والدول العربية، معلّقًا "نحن كنا رواد ترميم العلاقات بين الدول العربية ولم نتخذ جانبًا فيما كان يحصل بين شقيق وآخر والآن نحتاج لإعادة هذه الروح لـ"م.ت.ف" التي ستحمي التصدع العربي".

أما عن موضوع حكومة الوحدة الوطنية والمصالحة وما تشهده من توترات فقال: "خلال العدوان تعهّدنا في حركة "فتح" ألا ننكأ جراح الانقسام وأن نعزز وحدتنا، وصَمَتنا على ما كان يجري بحق ابنائنا في حركة فتح من اعتداءات وفرض اقامات جبرية، بل وحاولنا بعد العدوان المحافظة على شراكة حقيقة مقدمين أبناءنا قرابين لئلا تمسَّ غزة. ولا بد ان اؤكد اننا نريد مطارًا وميناءً وأنفاقًا تربط الاراضي ببعضها، ولكننا قطعًا لن نقبل بدولة على مقاييس فتح او حماس او أي فصيل، بل دولة للكل الفلسطيني وهي وحدة تحدث عنها وتغنى بها الشهيد القائد ياسر عرفات.غير أن المصالحة كانت بالنسبة لحماس مجرد وسيلة لتحقيق مصالحها، ونحن قبلنا بها بعلّاتها لعلّ رسالتنا تصل لحماس بأنه لا مكان لأي سلطة سوى السلطة الموجودة ومرجعيتها "م.ت.ف"، ولكن حماس تريد وصاية امنية وسياسية على الحكومة وأن تكون عبارة عن بنك ضخ اموال لتكريس وصايتها على غزة، وهي قد قبلت بدولة على حدود الـ67 ولكنها لا تريد شراكة مع احد بل تريد غزة قاعدة لإعادة الروح للمشروع الاخواني، ولا ننسى أنها ادخلتنا في اكثر من مسألة بحكم ارتمائها في احضان عدد من الدول العربية وتدخلها في شؤونها الداخلية، والآن نطلب اليها الارتماء في الحضن الفلسطيني، ونؤكّد أن غزة قطعة من الدولة ودونها وأي محاولة لفصلها تكون خدمة لإسرائيل. وحرصًا منا على المصالحة شكلت اللجنة المركزية لحركة "فتح" لجنة خماسية من اعضائها لوضع النقاط على الحروف، ولنؤكّد اننا لن نكون سماسرة سياسيين لتكرس حماس سلطتها على غزة".
وتابع "حماس قامت بإعدام 30 فلسطينيًا في غزة فإذا كانوا حقًا عملاء فهناك سلطة شرعية للنظر في هذا الأمر، علمًا أن بعض المعلومات اشارت الى انهم ليسوا جميعًا عملاء وبينهم عدد من الفتحاويين جرمهم مقاومة حماس!"، وأكّد أن تحرير جميع الأسرى شرط اساسي لأي حل سياسي ولكنه لا يبرر اجراء المفاوضات السرية او تبنّي خيار قد يمس بقضيتنا او ثوابتنا، موضحًا "نحن نريد شراكة حقيقة فعلية متكاملة وإعادة ترميم بيتنا أما ان يكون نظامنا السياسي تحت سلطة اي تنظيم سياسي فهذا امر مرفوض".

وتوجّه لعموم الفلسطينيين في قطاع غزة والفتحاويين على وجه الخصوص بالقول: "حركة "فتح" قصّرت بحقكم معنويًا ولكن ان تأتي متأخّرًا خير من ألا تأتي أبدًا. وفتح مدعوة الآن لتشكيل غطاء معنوي لأبنائها من الفلسطينيين والفتحاويين لرعايتهم وحمايتهم من كل ما يتعرّضون له. وإن كنا قد تجنّبنا في الفترة الماضية التعاطي بأسلوب نِدّي حرصًا على المصالحة، فإننا اليوم سنحمي أبناءنا في غزة مهما كلّف الأمر، ولن نسمح ان يكونوا طعامًا على طاولة اللئام بكل ما تحمله العبارة من معنى سياسي وأخلاقي".

وحول حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الداخل الفلسطيني قال اللواء أبو العينين: "آن الأوان أن يعي المستوطن أنه يعيش في حالة رعب، وآن الآون لجعل الاحتلال مكلفًا على الصعد كافةً. فقد بات كل فلسطيني يعلم أنه بشرائه للمنتج الاسرائيلي يدعم بذلك وزارة الدفاع الاسرائيلية بـ16% من ارباح السلعة، ويحوّلها بالتالي لرصاص يقتل فلسطينيًا آخر، هذا من جهة، الى جانب ما يقدمه ذلك من تعزيز للانتاج الوطني من جهة اخرى، وعلاوة على ذلك فهناك خطورة كبرى تتجسّد في هذه المنتجات، فمن يدري مثلا انها لا تحتوي مواد سامة او فاسدة خاصة انها لا تُحال على اي مختبر فلسطيني. وتكمن أهمية هذه الخطوة بأنها تكفل التحرر من الاستعمار الاقتصادي وهو بداية الانتصار السياسي".

وتابع "قمنا بجولة على المحال التجارية، وقد سررنا جدًا بأن بعض القرى والبلدات والمدن نفّذت المقاطعة، وأعلنت ان المحال التي ستتقيّد بمقاطعة الانتاج الاسرائيلي ستُعفَى من الضريبة البلدية لمدة عام، وخلال الحرب تضاعف الناتج القومي من 5 أضعاف إلى 8، إضافةً إلى توفر اكثر من 40 او 50 فرصة عمل. وسنقوم بجولة اخرى نحذّر فيها من المحال التي تبيع هذه المنتجات ولن نتردد في نشر اسماء الذين لا يقاطعون هذه المنتجات. وعلى خطى ذلك ينبغي وضع رؤية مشتركة يكون كل فلسطيني شريكًا فيها، كما ينبغي تشديد الرقابة على السلع وتعديل القوانين المتعلقة بشراء المنتجات اللإسرائيلي وبيع البضائع الفاسدة وتهريبها بحيث تتم محاسبة من يقدم على هذه الافعال عبر السجن لسنوات معينة ودفع غرامة بمئات الاضعاف من قيمة السلعة".
وختم اللواء أبو العينين بالقول: "باسم كل فلسطيني يرى ماضيه وحاضره ومستقبله في هذه الارض ادعو لمبادرة تشكيل لجان دفاع ذاتي، لنقطع الايدي التي ستمتد لمصادرة اراضينا وان اتوا بالرصاص فسنرد بالرصاص".