تقرير: يامن نوباني

مرة أخرى يعود المستوطنون إلى قرية اللبن الشرقية، جنوب محافظة نابلس، بعد آخر اعتداء لهم قبل نحو تسعة أشهر، وإعطابهم إطارات 30 مركبة، وخط شعارات عنصرية عليها وعلى منازل المواطنين.

خمسة شبان من القرية أفاقوا، فجر اليوم الأربعاء، على خراب طال إطارات مركباتهم نتيجة اعتداء المستوطنين عليها، وكتابة شعارات معادية للفلسطينيين والعرب على ثلاث منها.

أهالي المنطقة التي تعرضت للاعتداء، ذكروا أنهم سمعوا أصواتا قرب مركباتهم في حارة البيادر المطلة على منطقة جبلية فارغة، وأنهم خمنوا بقدوم المستوطنين عبر تلك التلال سيرا على الأقدام من مستوطنة "معالي لبونة" التي تبعد 4 كيلومترات، أو عبر مركبات انتظرتهم على بعد كيلومترين على الشارع الرئيسي، المسمى بمنعطفات اللبن اللولبية الواصل للمستوطنة.

الشاب علاء عويس، وهو أحد الذين تضررت مركباتهم، ويعمل سائقا ينقل عمالا إلى معبر قلقيلية، قال لــ"وفا"، "استخدم المستوطنون هذه المرة دبابيس صغيرة، ثبتوها في الإطارات بدلا عن شقها وتفجيرها بواسطة المشارط والآلات الحادة، حيث تقوم هذه الدبابيس بإعطاب الإطارات ببطء".

أما المواطن أحمد نوباني، فوجد إطارات مركبته مثقوبة، وخط عليها باللغة العبرية عبارة: "سنظل نظل نحارب إلى الأبد".

بينما رسم المستوطنون المعتدون على مركبة الشاب عبد الجابر نوباني، نجمة داوود السداسية، وثقبوا إطاراتها الأربعة، كما أعطبوا إطارات مركبتي الشابين حسن ومأمون عويس.

بدورها، منعت لجان الحراسة المشكلة من قبل شبان في القرية، حدوث المزيد من التخريب في ممتلكات المواطنين، حيث لاحقت المستوطنين وطردتهم من القرية.

بدوره، قال رئيس المجلس القروي سامر عويس: إن "اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين تجاه أهالي اللبن الشرقية تصاعدت في الآونة الأخيرة، وإن تخريب مركبات المواطنين فجر اليوم في حارة البيادر، وهو جزء من سلسلة تخريبية يقوم بها المستوطنون بين الفينة والآخرة، ضد ممتلكات المواطنين وأراضيهم الزراعية".

ودعا الأهالي إلى اليقظة والحذر خاصة في ساعات الليل المتأخرة وساعات الفجر الأولى، وإفشال تلك الاعتداءات بالتكاتف يداً واحدة أمام كل ما تتعرض له القرية من مضايقات واستفزازات شبه يومية.

وخلال ساعات ظهيرة اليوم، حضر جيش الاحتلال برفقة ضباط "الإدارة المدنية"، تساندهم 9 جيبات، للتحقيق في الاعتداء. أحد الجنود صادر لعبة على شكل بارودة من يد الطفل محمد مأمون عويس (3 أعوام)، الطفل اشتكى لوالده وعمه اللذين حاولا استعادة اللعبة، لكن الجنود هاجموهم أمام الطفل ورفضوا إرجاعها.

ويعاني أهل اللبن الشرقية، من إجراءات وممارسات همجية شبه يومية، أبرزها الاعتداء على طلبة المدارس الثانوية الواقعة على شارع رام الله نابلس الرئيسي، ونصب كاميرات مراقبة على مدخل القرية، ووضع بوابة حديدية على الطريق الواصل للقرية، ووجود حاجز عسكري طيار بشكل يومي يعيق حركة الدخول والخروج والتنكيل بالشبان، ومحاولة السيطرة على جبل الرأس من قبل المستوطنين، وتسليم إخطارات لمحال ومنشآت على الشارع الرئيسي، ومداهمة القرية بشكل شبه يومي وإلقاء قنابل الصوت والغاز على بيوت المواطنين.

يُشار إلى أن اللبن الشرقية محاطة بعدد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، أبرزها: مستوطنة "معاليه لفونة" التي تأسست عام 1980، وتستولي اليوم على أكثر من 2000 دونم، ويعيش فيها ما يقارب ال800 مستوطن. بدأت المستوطنة كبؤرة استيطانية على أراضي اللبن الشرقية بمحافظة نابلس في منطقة يطلق عليها "حوض الباطن"، ثم ما لبثت أن توسعت بشكل ملحوظ لتمتد على أراضي سنجل، وعبوين، في محافظة رام الله والبيرة القريبة.

كما تحيط باللبن الشرقية، مستوطنة "عيلي"، التي تأسست عام 1984، وتستولي اليوم على آلاف الدونمات من أراضي القرية وقرى الساوية وقريوت وتلفيت، ومستوطنة "شيلو" وعدد من البؤر الاستيطانية كـ"جفعات هروئيه"، و"جفعات هاريئيل"، و"نيفيه شير"، و"راحاليم"، و"حي دان".