نظَّمت الفصائل والقوى الوطنيّة والإسلاميّة الفلسطينية اعتصامًا عقب صلاة الجمعة ٢٦-١٠-٢٠١٨، أمام جامع الفرقان في مخيَّم برج البراجنة، دعمًا لمسيرات العودة في قطاع غزّة، وتضامنًا مع أهلنا في تجمُّع الخان الأحمر الصامدين في وجه المخطَّطات الإسرائيلية الرامية إلى هدم التجمُّع وتهجير أهله تمهيدًا لتقطيع أوصال الضفة الغربية.

وشارك في الاعتصام ممثِّلو الفصائل والقوى الوطنيّة والإسلامية الفلسطينية، وممثِّلو اللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، وعددٌ من فاعليات وأهالي المخيَّم.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في لبنان أبو العبد مشهور ممَّا جاء فيها: "ظُلِمَ الشعب الفلسطيني، وطُرِدَ من أرضهِ، ويُقتَل كلَّ يوم، ويُعتقَل في معتقلات الاحتلال، ولكنَّ شرع الله مقدسٌ يرفض كلَّ العبودية والظلم والاستبداد، بالإضافة إلى القوانين الوضعية التي سمحت لكلِّ مظلوم أن يُقاتل الظالم، والقتال مشروع حتى يزول الظالم والاحتلال، ولا يمكن لشعبٍ ذي كرامة وإرادة أن يقبل بالظلم وانتهاك حقوقه وحُريّته، وأن تمارَس عليه القوانين الجاحدة. لذا فإنَّ مسيرات العودة هي مسيرات مشروعة رغم التضحيات ورغم الشهداء، ومسيرة اليوم، مسيرة الواحد والثلاثين من كلِّ جمعة، مستمرة حتى يتحقَّق النّصر والعودة".

وأضاف مشهور: "إنَّ فلسطين، كل فلسطين، هي حقٌ للشعب الفلسطيني، ولا مكان للعدو فيها، ولا في حفنة من ترابها، مهما بلغ جبروته وعنفوانه وقوته وظلمه وأدواته الإجرامية والداعمون له من عرب، ومهما بلغَ جبروت الطغيان الأمريكي. إنَّنا مستمرون بالمقاومة ومسيرات العودة من أجل أن يتحقَّق حق الشعب الفلسطيني، وتتحقّق العودة إلى قراهم ومدنهم والعودة إلى الأقصى والقدس، فهذا حق لا يمكن التخلي عنه. فعنوان مسيراتنا هو التحدي والثبات، ونحن متمسِّكون بكلِّ ذرة تراب من فلسطين الحبيبة التي لا يمكن أن نتخلَّى عنها مهما بلغ حجم التضحيات".

ولفت مشهور إلى أنَّ الخان الأحمر هو، كما هي غزّة والضفة والقدس في فلسطين، ملكٌ للشعب الفلسطيني، وشدَّد على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية مؤكِّدًا أنَّ "البندقية الموحَّدة ستوجَّه فقط في وجه وإلى صدر العدو الغاشم".

وختم مشهور كلامه موجِّهًا التحية إلى شعب البطولة والعزّة في فلسطين المحتلة مؤكِّدًا الوقوف إلى جانبهم لحين العودة إلى ربوع الأقصى وربوع القدس وكلِّ فلسطين، ورافضًا العبث بأمن المخيَّمات لأنَّها عنوان العزم والإرادة والقوة.

كلمة "م.ت.ف" وحركة "فتح" ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة بيروت صلاح الهابط، فقال: "نقفُ اليوم وقفةً تضامنيّةً مع شعبنا الفلسطيني في غزّة تأييدًا لمسيرات العودة التي تُقدِّم الشهداء والجرحى على مذبح العودة، ونرفض تسييس هذه المسيرات لأيِّ جهة كانت".

وخاطب الأسرى قائلاً: "تحية حُبٍّ ووفاء تقديرًا لأسرانا البواسل في معتقلات المستعمرين الصهاينة الطّغاة، يا من جعلتم من أمعائكم الخاوية أسلحة غزوٍ وكرامة في وجه الغطرسة الصهيونية، من أجل الانتصار على إرادة السجّان مؤكِّدين بذلك حتمية بزوغ فجر الحُريّة القادم، رغم أنف الاحتلال المدجَّج بكلّ أنواع الأسلحة الفتّاكة، والمدعوم أمريكيًّا، يقابله صمت دولي سافر. إنَّنا نُؤكِّد لأسرانا البواسل أنَّ شعبنا الفلسطيني سيُسقِط قرارات المعتوه ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وتصفية قضيّة اللاجئين، وحرمان شعبنا من أبسط حقوقه الإنسانية، وفي مقدّمتها حق العودة، وقرارات قطع المساعدات عن وكالة "الأونروا"، لتمرير (صفقة القرن) وإقرار العدو الإسرائيلي بيهودية الدولة، وإعلان القدس عاصمةً لما يُسمَّى بدولة (إسرائيل)".

وأضاف: "سيُسقِطُ شعبنا وقيادته والأصدقاء في العالم الحر (صفقة القرن) وكلَّ المؤامرات والمخطّطات، وسنحقِّق كلَّ أهدافنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كل القدس، وعودة اللاجئين. ونقول لترامب وللإدارة الأمريكية المنحازة لـ(إسرائيل) "لا للابتزاز.. لا للضغوطات.. لا للتهديدات.. لا لـ(صفقة القرن)".

وتابع الهابط: "لقد أطلق أسرانا البواسل من خلف القضبان صرخة الانتماء لفلسطين، لأُمَّتنا العربية والإسلامية، عسى أن تُحرِّك ما تبقّى من الضمير العالمي والإنساني، نتيجة الانتهاكات المتواصلة التي مارستها سلطات الاحتلال الصهيوني بحقِّ البشر والشجر والحجر، مخالفةً القوانين والشرائع الدينية والإنسانية كافّةً. واليوم تقوم (إسرائيل) بتهديد أهالي الخان الأحمر بهدم المنازل وطردهم لتقطيع أوصال الضفة الغربية، ولكنَّ شعبنا العظيم سيُفشِل هذه المخطَّطات، ونحن في مخيَّمات الشتات قلبًا وقالبًا مع صمود أهلنا في الخان الأحمر".

وطالبَ الهابط المجتمع الدولي بالتدخُّل لإيقاف هدم وتهجير أهالي تجمُّع الخان الأحمر، وشدَّد على رفض استمرار الانقسام، وأكَّد التمسُّك بوحدة الشعب والأرض بكلِّ قوة لدحر الاحتلال وتحقيق الحُريّة والاستقلال، ولفت إلى أنَّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السلاح والشرط الأساس لمواجهة المشروع المعادي وإسقاطه.

خبر: حسن بكير

#إعلام_حركة_فتح_لبنان