تزامنًا مع المؤتمر الوزاري الاستثنائي المنعقد اليوم في روما لبحث موضوع دعم موازنة "الأونروا" لضمان استمراريتها، نظَّمت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومؤسّسات المجتمع الأهلي المحلي في مخيَّم نهر البارد شمالي لبنان مسيرة "الغضب الساطع" قبل ظهر اليوم الخميس 15-3-2018، والتي انطلقت من أمام تجمُّع مدارس "الأونروا" قرب عيادة "الأونروا" في المخيَّم، وانتهت عند مركز مدير خدمات مخيَّم نهر البارد خالد الحاج، حيثُ تحولَّت إلى اعتصامٍ جماهيريٍّ.

وقد شارك في الفعالية ممثِّلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراكات الشعبية الفلسطينية وطلاب المدارس وعدد من مدراء مدارس "الأونروا" ومعلِّميها، ومؤسسات المجتمع الأهلي المحليّة، وشخصيات وفعاليات وطنية واجتماعية ودينية، وحشد من الأهالي، حيثُ رفعوا أعلام فلسطين ولافتاتٍ تُدين قرارات الإدارة الأمريكية، وتطالب باستمرار عمل "الأونروا" وخدماتها لتبقى شاهدًا على نكبة ومأساة شعبنا الفلسطيني.

واستهلَّ عريف الاعتصام "أبو صهيب" كلمتَهُ بالترحيب بالجميع وتثمين مشاركتهم، ثُمَّ ألقَت الطالبة لبابة صالح كلمةً أكَّدت فيها حق الأطفال الفلسطينييين في التعلُّم، وطالبَت بالحفاظ على حقوقهم ومدارسهم، وشدَّدت على أنَّ كرامة الفلسطينيين لا تُقدَّر بثمن مهما حاولوا تيئيسهم والضغط عليهم.

ثُمَّ ألقى بسّام جراد كلمة الحراكات الشعبية ومؤسّسات المجتمع الأهلي المحلي فقال: "إنَّ هذه القرارات التي اتَّخذها المدعو ترامب بتقليص الدعم للأونروا قد جاءت لتكشف وتفضح زيف وحقيقة النوايا الأمريكية تجاه قضية الشعب الفلسطيني، ولكنَّها هذه المرة جاءت لتضرب في الصميم مستهدفةً الحاجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وحقِّهم في التعليم والطبابة والإغاثة".

وتابع: "من هنا نُعلِنُ تمسُّكنا بمؤسسة "الأونروا" كعنوان من عناوين اللجوء الفلسطيني الذي ما زال مستمرًّا منذ سبعين عامًا، وندعو الدول المانحة وشرفاء العالم المجتمعين في روما أن يبادروا بتسديد العجز المالي الذي تسبَّبت به الإدارة الأمريكية، وهذا حقٌّ لنا كلاجئين وليس استجداءً أو منّةً من أحد، ونعلن كلاجئين تمسُّكنا بحقِّنا في العودة إلى فلسطين، وستبقى القدس عاصمةَ فلسطين الأبدية".

ودعا جراد إلى الوحدة ورصِّ الصفوف وتغليب مصلحة شعبنا فوق كلِّ المصالح الفئوية الخسيسة، كما دعا إلى الاستمرار بالتحرُّكات المطلبيّة حتى تحقيق إنجازات ومصالح الفلسطينيين عمومًا وأهالي مخيَّم نهر البارد على وجه الخصوص.

ثُمَّ قرأ أبو صطيف بدر المذكرة المرفوعة بِاسم الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراكات الشعبية ومؤسسات المجتمع الأهلي في منطقة الشمال إلى مدير "الأنوروا" في لبنان والدول المانحة.

وقد طالبت المذكرة الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرارها الجائر بحقِّ مدينة القدس، وأكَّدت أنَّ قرارها بتقليص حصتها من المستحقات لصندوق "الأونروا" يستهدف قضية اللاجئين وشطب حق العودة مؤكِّدةً أنَّ وقف أو تقليص الخدمات سيكون له نتائج كارثيّةٌ على شتّى الصعد الحياتية للاجئين الفلسطينيين من اجتماعيّة واقتصاديّة وأمنيّة، ومُطالبةً إدارة "الأونروا" بعدم الاستجابة للمطالب الأمريكية والصهوينة الرّامية إلى إنهاء دورها ومهام عملها.

كما طالبَت الأمم المتحدة بضرورة تخصيص صندوق مُستَقِل وثابت لوكالة "الأونروا" يُموَّل بشكلٍ إلزامي من قِبَل الأعضاء بما لا يدع مجالاً لتعريض "الأونروا" للابتزاز السياسي والمصالح الدولية كافّةً، وطالبت الدول العربية والإسلامية ودول الاتحاد الأوروبي التي تنشدُ العَدالة والحقّ الإنساني بالضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن سياستها العداونية تجاه شعبنا.

وأضافت المذكرة: "نُؤكِّد تأييدنا لإنقاذ المؤتمر وإنقاذ "الأونروا" في العاصمة الإيطالية روما اليوم، لما يُحقِّق المصلحة المشتركة في الحفاط على عمل "الأونروا" ويُساهِم في تعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين لحين العودة إلى أرضنا الأصلية في فلسطين قبل نكبة عام ١٩٤٨".

وفي نهاية الاعتصام سلَّم عددٌ من الطلاب المذكّرة إلى مدير خِدمات "الأونروا" في مخيَّم نهر البارد خالد الحاج، الذي وعدَ بإيصالها فورًا للمعنيين، تحَت أصوات وحناجر وهتافات الغاضبين الذين أوصلوا رسالة أهلنا المقهورين والموجوعين في مخيَّم نهر البارد لمَن يدَّعون الإنسانية وحقوق الإنسان للمجتمعين اليوم في روما العاصمة الإيطالية.

إعلام حركة "فتح" - لبنان