بألوان ريشتها الرقيقة، تجسد الفنانة التشكيلية الفلسطينية عائدة عبيد "28عامًا"، حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، بما تشمله من واقع وصعوبات وتطلعات.

وافتتحت عبيد التي تعمل مُدرسةً في مجالها بمركز بسمة للسمعيات التابع لجمعية إعمار بمحافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، معرضًا فنيًا، يحتوي على "37لوحة"، تنوعت في وصف وتجسيد حياة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقول عبيد : " هذا المعرض جاء تتويجاً لجهد استمر خمسة أشهر من العمل، حتى تمكنت من إنجاز جميع اللوحات، التي سلطت الضوء بالدرجة الأولى على أطفال التوحد، وزارعي القواقع السمعية، والمعاقين حركيًا، وهي الفئات التي أدرسها وأختلط بها، بشكل شبه يومي".

وتضيف عبيد "الهدف الرئيس من هذا العمل، هو تسليط الضوء على حياة تلك الفئة، التي تمتلك العديد من المواهب والقدرات، ويغض الطرف بشكل أو بأخر المجتمع عنها، ولا يعير لها اهتماما، والتعامل أحيانًا مع هذه الفئة على أنها ليست من المجتمع".

وتتابع "نحن هنا في المركز نحتك بشكل مباشر فيهم، وننمي مواهبهم وقدراتهم الكامنة والظاهرة، ليتمكن هذا الشخص من إدراك قيمة نفسه وقدراته، وعدم الاستسلام للواقع بأي شكل، وللمجتمع الذي يحاصره بأفكاره".

وتشير عبيد إلى أنها تعي جيدًا أهمية القوقعة على سبيل المثال للأطفال الذين يعانون من مشاكل في السمع، فهي تمثل مستقبلهم وحياتهم.

وتلفت إلى أنها رسمت في إحدى لوحاتها قلب بتفاصيله ووضعت في وسطه القوقعة، التي تتوقف حياة زارعيها عليها، ويعانون كثيرًا عندما تتعرض للعطل، ولا يتمكنوا من إصلاحها في غزة، بسبب إغلاق المعابر، والحصار المفروض، كما أن غزة تخلو من مراكز الزراعة.

وتنوه عبيد إلى أن هذه المعاناة لفئة زارعي القوقعة تناولتها بقالب فني، يطرح عِظم هذه المشكلة؛ كما أن الحال ذاته لدى أطفال التوحد، الذي يحتاجون للعلاج والاهتمام، كذلك المعاقين حركيًا، التي ترتبط حياتهم بكرسي مُتحرك.

وتواصل "من بين لوحاتي رسمت عينا ووضعت بداخلها طفلا منطويا علي نفسه، هذا يعني أن الطفل يعيش في قلب أسر لا بد أن تحترمه وتحترم رأيه، وتمنحه مساحة للحديث والتعبير، دون قيدٍ أو شرط".

وتشدد على أن هدفها الرئيس من وراء المعرض، تناول الواقع الذي يعيشه ذوو الاحتياجات، وتشجيعهم على الاستمرار في الحياة وتطوير ذاتهم.

وتوضح عبيد أن هذا المعرض ستتبعه معارض أخرى، في المرة القادمة سيكون للفئات التي نقوم بتدريبها بصمة، من خلال تجهيز معرض كامل من ابداعاتهم، لأنهم قادرون على ذلك.