لبّى حشدٌ من المثقّفين والمهتمّين العكّاريين الدعوة في منزل مسؤول الشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني، عضو المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس، الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني، إلى أمسية شعريّة في الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض، وهي الانتفاضة الشعبيّة الشاملة لكلّ فلسطين ضدّ الاحتلال الصهيوني، التي وقعت بتاريخ 30/3/1976.

ورحَّب السحمراني بالحضور، مشيراً إلى أهميّة حريّة الكلمة في الإبداع الأدبي وفي الموقف المقترِنة بالشجاعة، لأنّ الحرّيّة هي الكرامة الإنسانيّة، ولا يصحّ لعاقل أن يدخل طوعاً في معتقل يُلغي حرّيته ولا أن يسمح بإرادته أن يغتال أحدٌ فكره وإبداعه.

ثُمَّ قال السحمراني: "إنّ تحرير فلسطين وتطهير المقدّسات عملٌ لا يستطيعه سوى الأحرار الشرفاء والجاهزين لدفع ضريبة الدمّ"، وأشاد بتضحيات وفدائيّة الأهل في القدس وعموم فلسطين الذين يقاومون بالسلاح الأبيض جيشاً نووياً يمتلكه العدوّ الغاصب. وعرضَ لما يصيب قادة العدوّ الصهيوني من قلقٍ حيال العُزلة التي تزداد عليهم دوليًّا حيث يجري تحوُّلٌ في الرأي العامّ بما في ذلك قارّتَيّ أوروبّا وأمريكا مضيفاً: "كان من مظاهر ذلك ما أعلنه بعض قادة العدوّ من القلق حيال وجود 95 سفارة لدولة فلسطين حول العالم، مقابل 78 سفارة لكيان العدوّ الصهيوني. وهذا له فِعلُه في الحراك مع شرائح المجتمع دوليًّا ومؤسّساته، ليس الحكوميّة فحسب وإنّما النقابيّة والأهليّة وغيرها أيضاً".

بعد ذلك كانت كلمة للأبّ المؤرّخ والأديب نايف اسطفان قال فيها: "سلامٌ إلى تلك الأرض الطاهرة، سلامٌ إلى أرض الأنبياء والقدّيسين

إلى أرض الميلاد المعجزة والقيامة إلى الحياة

إلى أرض الإسراء والمعراج

إلى كنيسة المهد وكنيسة القيامة إلى المسجد الأقصى وقبّة الصخرة

إلى كوفيّةٍ تشبَّعت بعرق البركة والنضال، وعقالٌ هو تاجٌ من المجد على هامات المناضلين والمكافحين

لا بدّ من العودة إلى العقلانيّة في تعاطينا مع بعضنا ونبذ الاحتراب، لا بدّ من العودة إلى فلسطين فهي وحدها توحّدنا."

ثُمَّ كانت الساحة للشعراء الذين تمحورت قصائدهم حول فلسطين ويوم الأرض وحول الفدائيّة وخيار المقاومة، وقد تعاقبَ على إلقاء الشعر كلٌّ من القائمقام المتقاعد الأديب نبيل خبّازي، والدكتور الأديب مصطفى عبدالفتّاح، والمربّي الشاعر جورج فرح، والفنّان الشاعر نقولا عيسى، والشاعر محمّد صقر، والشاعرة لينة السحمراني، وكانت بعدها مداخلات وكلمات لكلٍّ من مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني في عكّار نورالدين مقصود، والدكتور محمود حمد سليمان، ورئيس بلديّة تلبيرة عبدالحميد صقر، والمحامية لارا السحمراني، والأستاذة نتاليا عبدالفتّاح.

وكانت كلمة باسم حركة "فتح" في الشمال ألقاها الأستاذ محمّد السيّد الذي نوّه باللبنانيين وموقفهم في احتضان خيار المقاومة وتصويب الاتّجاه إلى فلسطين، وأكَّد متانة العلاقات الأخويّة اللبنانيّة الفلسطينيّة والعربيّة عامّةً.