الفن بكل ألوانه واتجاهاته ومدارسه، يمثل أحد أعمدة رقي ونهضة مطلق شعب من الشعوب. ويشكل رافعة من روافع الثقافة والمعرفة ونهضة أي أمة من الأمم. وفي ظروف الشعب العربي الفلسطيني يعتبر الفن سلاحا من أسلحة المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أضف إلى انه عامل أساسي من عوامل ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية. ولهذا تعمل القيادة الفلسطينية على دعم وإسناد وتكريم كل المبدعين في حقول الفن والثقافة والمعرفة. ولم تبخل القيادة السياسية يوما على رواد الفن من مختلف المشارب: الموسيقى، الغناء، الرقص الفلكلوري، المسرح، التمثيل، الفن التشكيلي، الآداب بعناوينها المختلفة: الرواية والقصة، الشعر والكتاب يتلاوينهم المتعددة .... إلخ.

تعميقا لهذه المسألة تفرض الضرورة على القيادة والشعب الآن دعم أثنين من أبنائهم المبدعين، اللذين تمكنا من الوصول إلى الفينال في برنامج "أراب ايدول" الغنائي لهذا الموسم، وهما أمير دندن ويعقوب شاهين. وكلاهما نجح لتمكنه من إثبات جدارته الفنية، وأيضا نتيجة الدعم من أبناء الشعب والأمة العربية، نتيجة رهانهم وقناعتهم وإيمانهم بما امتلكوه من أصالة ورقي الصوت لديهما. وكونهم حافظوا على حضورهم في كل الحلقات السابقة من البرنامج من بين عشرات الألاف من المتقدمين للدورة الرابعة من البرنامج المذكور. وبالتالي تقديم الدعم المعنوي والمادي خلال الأيام القليلة القادمة، حيث لم يبق سوى ثلاثة أيام لتبوأ احدهم المركز الأول، الأمر الذي يفرض على المؤسسات الرسمية والخاصة وعموم الشعب الدعم عبر تكثيف التصويت لهما.

وهنا يبرز دور مؤسسات القطاع الخاص ورأس المال الوطني بشكل خاص من خلال شحذ الهمم، والتبرع بالآف وعشرات ومئات الآلاف والملايين، لأنهم يستحقوا الدعم. ولأن فوز احدهما بالمركز الأول، فيه تعزيز للمكانة الفلسطينية، ورد واضح على دولة التطهير العرقي الإسرائيلية وكل من يقف خلفها، الذين يسعوا للانتقاص من دور ومكانة الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية.

إذا الدعم، هو مسؤولة شخصية ووطنية، وتعزيز لدور ومكانة الفن في أوساط الشعب الفلسطيني في مختلف تجمعاته. ولكن على كل المؤسسات أن تنتبه إن المنافسة بين ثلاثة فنانين، فلسطينيان ويمني. الأمر الذي يملي التدقيق في التصويت للاثنين، ولكن بتمايز، لأن المفروض أن يفوز شخص واحد وليس إثنان. بالتأكيد ثلاثتهم باتوا من الفائزين، لأنهم تفوقوا على اقرانهم من مختلف الجنسيات العربية. لكن ليكتمل الفوز، يفترض أن يتم توزيع التصويت بما يضمن تبوأ فلسطين المكانة الأولى بجدارة. وحتى يكون الأمر جليا وبعيدا عن الحسابات الضيقة عند بعض الفلسطينيين، يفترض التصويت المضاعف للفنان أمير دندن. لماذا؟ أولا  لأنه ولا مرة كان في منطقة الخطر، ثانيا لم تسجل لجنة التحكيم عليه ولا ملاحظة واحدة طيلة حلقات المنافسة، ثالثا لأنه أهل للفوز بها، رابعا لا فرق بين الأول والثاني والثالث، ولكن لتكريس اسم فلسطين، يفترض أن يفوز أمير. وهذا ليس إنتقاصا من الفنان الشاب المبدع يعقوب شاهين، إنما تعزيزا لدور الفن، وإعطاء فرصة لرفيقه في المنافسة، الذي تميز عنه بأكثر من جانب. ولا اعتقد إن الفنان يعقوب سيكون منزعجا من تربع أمير على عرش الدورة الرابعة من برنامج "أراب ايدول"، لإن الفوز لهما ولفلسطين ولشعبها حيثما كان دون اعتبارات للإبعاد الأخرى.