تعجز الكلمات والأشعار عن وصف المرأة الفلسطينية العظيمة، لتُصبح مفردات اللغة وبلاغتها قاصرةً عن التعبير الحقيقي الذي يجب أن توصف به تلك المرأة العظيمة التي تختلف عن جميع نساء الأرض، وهي التي  جسّدت أروع صور النضال والتضحية حُباً للوطن وحريته، حيث صنعت من دمائها وجسدها الطاهر جـسراً تعـبر به إلى الجِنان، وصنعت منه أشلاءً تتطاير في السماء لتصنع منه أقماراً وقناديل تُضيء لنا درب الحرية نحو الاستقلال.

المعلمة منال مطر، رمز ومثال للمرأة الفلسطينية بإرادتها وعزيمتها الفولاذية المُستمدة من شبابها الثوري والوطني ومن إيمانها بالله وبعدالة القضية الوطنية الفلسطينية، تمكنت من قهر وكسر إرادة العدو الإسرائيلي لتبين لهم أن المرآة الفلسطينية قادرة على تحدي الظروف وكسر الحواجز.

المعلمة مطر حاصلة على ليسانس آداب وتربية من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية، التحقت بمهنة التعليم عام 2002 معلمة في مدرسة القاهرة الأساسية (ب) معلمة لغة عربية للصف الثالث الأساسي الابتدائي، وكانت عضو لجنة مبحث المرحلة الأساسية بمديرية غرب غزة، واعتبرت مطر معلماً متميزاً لهذا العام الدراسي، وشاركت في ورشات تقييم المنهاج الفلسطيني الجديد.

تقول المعلمة مطر: جاءت فكرة المبادرة أثناء تعليمي لمنهاج الصف الثاني خلال السنوات الماضية، حيث لاحظتُ أن غالبية الطلبة يشتكون من الكم وحجم الدروس التعليمية، وتكرار بعض النشاطات والتدريبات التي تجعل الطالب يشعر بالملل والتأفف، فتبلورت فكرة المبادرة بداية الفصل الدراسي الأول من العام 2013، وتم العمل على الإعداد والتطوير من خلال الأبحاث التطبيقية التي قمت بها والخاصة بالتعلم النشط والوسائل التعليمية الحديثة.

وتضيف "أن المبادرة كانت عبارة عن تحفيز الطلبة على التعلم النشط من خلال الألعاب التربوية، بحيث نجعل الدروس أكثر جاذبية للطلاب من خلال تصميم الدرس على شكل لعبة ، سواء أكانت حسية ملموسة أو سمعية.

امتلكت مطر كافة القدرات، وتجاوزت كل معاني التميز والإبداع في طرق التدريس وشرح المواد العلمية، فقامت بإنشاء قناة تعليمية على موقع اليوتيوب لتعليم الطلاب، واستطاعت توظيف الألعاب ووسائل الاتصال التكنولوجية لخدمة الطالب الفلسطيني، ويتفاعل الطالب مع اللعبة ويتقنها ويقوم بلعبها بالمشاركة مع الطلبة داخل الصف أو خارجه، وبالتالي تنغرس فكرة وهدف الدرس في ذاكرة الطالب لارتباطها باللعبة، حيث إن الألعاب الترفيهية هي الأقرب إلى ذاكرة الأطفال، ومن خلال تطبيق المبادرة على الطالبات تم عمل الاختبارات التشخيصية على الطالبات وتحديد المستوى العلمي لهن في بداية العام الدراسي، ومن ثم تم عمل الاختبارات الشهرية وأوراق العمل الشهرية، وكان هناك استطلاع رأى لأولياء الأمور حول نجاح المبادرة، وكانت النتائج تشير إلى التحسن المستمر وكان لمشاركة أولياء الأمور وتواصلهم معي الأثر الإيجابي على نجاح المبادرة، وبالفعل حققت نجاحاً كبيراً، وظهر ذلك في ارتفاع المستوى ألتحصيلي لدى الطلاب.

ونوهت مطر إلى أنها قامت هذا العام بطرح أفكار جديدة منها: عمل الطالبات لفيديوهات عن طريق برنامج في الحاسوب وعرض صور الدرس عن طريق فيديو، وتقوم الطالبة بإدخال صوتها فيه وهي تقرأ الدرس ثم يتم عرضه على قناتي في اليوتيوب وقد لاقى هذا إقبالاً كبيراً من الطالبات، وكانت نسبة المشاهدات عالية لأنها فكرة جديدة.

وشرحت مطر "أن مسابقة إلهام فلسطين هي عبارة عن برنامج  لتطوير البيئة التربوية لأطفال فلسطين، لتكون أكثر ملائمة للطالب، حيث يعتمد في نهجه وأسلوبه على تحفيز واستكشاف وإشهار وتعميم المبادرات الملهمة الخلاقة والمتميزة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة و(الأونروا) ومؤسسة التربية العالمية، وقمت بالاشتراك في المسابقة للدورة السادسة بمبادرة طفل يلعب، طفل يبدع، وحصلت على المركز الأول على مستوى الوطن وهذا يدل على قناعتهم بالمبادرة وإمكانية تعميمها، وحصلت أيضاً على جائزة المعلم المتميز لهذا العام، وتم تكريمي من قبل وكيل الوزارة د. زياد ثابت".

وبالنهاية قالت مطر: إن من الطبيعي لأي مشروع أن يواجه صعوبات وتحديات تجعل المرء يتوقف عندها، ويفكر في تطوير الأسلوب وطريقة العمل لمتابعة النجاح، مؤكدة أن أهم هذه المعيقات هي عدم توفر الوقت الكافي لتنفيذ حصص بتفعيل الألعاب التربوية فزمن الحصة 45 دقيقة يجب أن تُنفذ اللعبة خلال هذا الوقت، وتتابعي التقويم المناسب، ويجب أن تكون أدوات اللعبة جاهزة، وأحاول في أغلب الألعاب أن أشارك أكبر عدد من الطلاب، ولكن هذا يحتاج إلى وقت وتمويل فتصميم الألعاب واحتياجاتها يحتاج إلى مصاريف، كما أن توفير الإمكانات المادية لشراء المواد الخام والأدوات المكتبية تحتاج إلى دعم مالي.