بقلم: خالد أبوعدنان

تعج الذاكرة الشعبية بأغاني العيد والتي سنذكر أهم ما هو سجله مؤرخو التاريخ الشفوي الفلسطيني، وأشهر هذه الأغاني ما كان يردده الأطفال الصغار ومنها أعنية بكرة العيد: (يا مفطر بعد العيد ** حني اسعد وسعيد)(حني عليه الألماني ** خلي اسنانه قدامي)(بكرة العيد وبنعيد ** بنذبح بقرة السيد)(والسيد ماله بقرة ** بنذبح بنته هالشقرة)(والشقرا ما فيها دم ** غير نذبح بنت العم)(بكره العيد يا مسعود ** دارت الميه في العود)(يا سعيد ويا سعيد ** اليوم الوقفة وبكره العيد)(بكره العيد من حقه ** بنقطع راسك يا سقا)(بكره العيد والثاني ** بنقطع راس أبو هاني)(بكره العيد والثالث ** بنقطع راس أبو عايد).

وأيضا أغنية روّح ع حيفا: (والعيد رَوّح ع حيفـا ... جاب الخُرج مليانّه)(فرّق على بَنَاتُه ... وخلّى العروس زعلانَه)(لاتزعلي يا عروس ... بَعْدَه الخُرج مليانّه)(وإحنا بنات العيد ... والعيد أبونا)(أجو شباب البلد ... تـَ يخطبُوها(

وأهم ألعاب العيد هي المراجيح ولها أغاني خاصة بها، فعندما يتمرجح  الأطفال يغنوا مجتمعين (اليوم العيد وبِنعيّد **وبنذبح بقرة سعيّد )(وسعيّد ماله بقرة**بنِذبح بنته  هالشَقْرَة)(والشقْرَة مافيها دمّ **بِنِذبح بنته و بنت العم)(يوم العيد ياسعيد**نقطَعْ راسَك بالحديد)(يوم العيد بنعيّد**بنقطع راس ابو سعيّد)(يوم العيد ياموسى** بنقطع راسك بالخُوصَة)(يوم العيد ياحن** بنقطع راسك بالرصن).

أما صاحب المراجيح يغني للأطفال (هاي شوط القملة **وهاي شوط البرغوث)(واللي مابيرجع يتمرجح**إن شاء الله سنه تموت)، وإذا رفض الأطفال النزول من المُرجيحة  يغنّي لهم (هاي شوط القملة ** وهاي شوط البرغوث)(واللي مش نازل هون **راح ينزل في بيروت)(ودلّل دلّل يادلّال**عشرة بيضا يادلّال)

كما أن هناك أغنية تجمع الفرحة العيد بالاستهزاء بالمندوب السامي البريطاني والأغنية مذكورة برواتين الأولى: (طيري وهدّي ** ياوزة)(عَ بْلاد غَزّة **يا وزة)خلّوكِ حَزينِة ** يا وزة)(على عِرْق التِينِة ** ياوزِة )  أما الرواية الثانية فهي: (طيري وهدي *** (يا وزه ** ع بلاد غزة ** يا وزة ** قطف العنب ** بالسلة **مقطوف مقطوف ** آمنه ** يا معطارتي ** آمنه ** دقت الكبة ** آمنه ** انزلت على الشركه البركه ** يا خالو** لقيت خواتي الستة ** يا خالو ** لقيت مندوب الأزعر ** يا خالو ** عما يمشي او بتكعور **يا خالوووو).

وهناك أغنية عكاوية كان يغنيها المراجيجي والأطفال يرددوا لفظ يويا، وكلمة يويا كلمة آرامية تعني إن أراد الرب أي إنشاء الله، وكلمات يويا القديمة هي: (ياولاد حارتْنا ** يويا)(شدّوا طارتنا ** يويا)(طارتنا حديد**  يويا)(واليوم العيد** يُويا )(كسَرُوا قرعِتنا** يُويَا )(زَيّ الفَلّينة **يويا)(فلينة مين** يويا)(حجّ اسماعِين **يويا)(اسماعين مامات ** يويا)(خلّف بنات **يُويا)(بناتو سُودْ ** يُويا)(زَيّ العبيدْ** يُويا)(دبّوس عُصْملي **يويا )(يُغرس بالسلّة** يويا)(دبّوس ألماس ** يُويَا )(يغرس بالراس **يويا)(دبّوس حديد **يويا)يغرس بالإيد** يويا)

أكثر أغنية شعبية هي للمطربة اللبنانية سميرة توفيق: (يا خالي قرب العيد.. بدي منك عيديه.. خالي يابو العبايا وعلا.. والعيدية توب جديد والعصبة والردنية.. خالي يابو العبايا وعلا.. يا خالي مرق عيدين.. والوعد ما وفيته.. خالي يابو العبايا وعلا.. والوعد عنا دين.. للقلب اللي حطيته.. خالي يابو العبايا وعلا.. والصبايا سراب سراب.. نزلت صوب البيادر.. خالي يابو العبايا وعلا.. احباب تلاقي احباب.. والمواسم بشاير.. خالي يابو العبايا وعلا).

ولكن ظررف الاحتلال واللجوء والتشتت جعلت للعيد مرارة في قلوب الكبار وغنوا له أغاني باكية وكتبلوا له أشعار حزينة ونذكر منها القصيدة السبعاوية: (عمرك بطاقة سفر وملونه بمواعيد ** ياشعب نازح نسي طعم الفرح والعيد **الأخ في الشام أما الأخت في عمان ** والأب في القدس و الأولاد في مدريد).

وقال الشاعر الثوري أبو عرب: (يُمــا يا يــُما يا يــما يمــا آآخ يا يمــا ** قالوا اجا العيد قلت العيد لصحــابوا شوبينفع العيد للي مفارق حبابه ** العيد يا يُما لما بلادنا بتعود وأرجع ع ارض الوطن وابوس ترابه ** يايما لو جاني العيد يما يا يما و مافي عيد بيسعدني ** وآني عن دياري بعيد يما يا يما مالي حدا يعايدني ** يايما لو جاني العيد إسألتو وين الغوالي ** الناس بتلبس ثوب جديد يمايا يماوشيلي من الردم اطفالك **  ويا يما لو جاني العيد وعيدي يما على حدودي ** الناس تعيد إيد بإيد يما يا يما أي وانا بمسح باوردي ** ويايما لو جاني العيد ومافي عيد يفرحني ** آي وآني عن دياري بعيد يما يا يما وبعد حبابي جارحني ** ويا عيد ايش جاباك اليوم ومالي قلب يضحكلك ** وكنت عليي مابتلوم يما يا يما ولو متلي مفارق اهلك).

وقالت الشاعرة فدوى طوقان: (ختاه..هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجودْ.. وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيدْ.. وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالاً شقيًّا.. متهالكاً،  يطوي وراء جموده ألماً عتيًّا.. يرنو إلى اللاشيء.. منسرحاً مع الأفق البعيدْ.. أختاه، مالك إن نظرت إلى جموع العابرينْ.. ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفينْ).

أما المتنبي شاعر العربية في كل العصور فقال: (  عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ **  بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ)( أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ ** فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ)( لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا ** وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ)( وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً ** أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ)( لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي ** شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ).