*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية*
*النشرة الإعلامية ليوم الثلاثاء 20-9-2022
*  

*رئاسة*
*السيد الرئيس يلتقي رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر*

التقى السيد الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، بمقر إقامته في نيويورك، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، على هامش اجتماعات الدورة الـ 77 للجمعية العامة.
وأكد سيادته أهمية دور الصليب الأحمر في متابعة الأوضاع الصحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وطالب الصليب الأحمر بضرورة تكثيف زيارات العائلات للأسرى، وكذلك العمل على وقف الاعتقالات الإدارية اللاقانونية، وتحقيق جميع مطالب الأسرى.
وتطرق السيد  الرئيس إلى إجراءات وممارسات إدارات السجون بحق الأسرى، وخاصة سياسة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد الذي يهدد حياة الأسرى، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود من أجل الإفراج الفوري عن كافة الأسرى وخاصة المرضى منهم وكبار السن والنساء والأطفال.
وأطلع سيادته، ماورير على آخر المستجدات السياسية في فلسطين، وممارسات حكومة الاحتلال بحق أبناء شعبنا ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية.
وحضر اللقاء: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.

 _*فلسطينيات*_ 
*د. اشتية: التعليم في فلسطين استثنائي فالتحديات مضاعفة بسبب الاحتلال*

قال رئيس الوزراء د. محمد اشتية: "إن التعليم الفلسطيني في القدس يتعرض حاليا لهجوم منظم، يهدف إلى فرض الطابع الإسرائيلي على نظامنا التعليمي، في انتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية".
وأشار رئيس الوزراء خلال خطابه في "قمة تحويل التعليم" التي تستضيفها الأمم المتحدة في نيويورك، عبر "الفيديو كونفرنس"، إلى أن "التعليم في فلسطين استثنائي، فالتحديات مضاعفة بسبب الاحتلال الذي يستهدف المدرسة والطالب والمعلم".
وأوضح، أن الطلاب الفلسطينيين خصوصا المقيمين في المناطق المسماة "ج"، يواجهون صعوبات يومية في الوصول لمدارسهم بسبب الهجوم اليومي على المشهد التعليمي من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بما في ذلك هدم المدارس والاعتداء المسلح على الطلاب والمعلمين، ونقاط التفتيش والاعتقالات والمضايقات والترهيب، بالإضافة إلى السياسات والإجراءات التي تعرقل بناء مدارس جديدة.
وقال رئيس الوزراء: "التعليم في فلسطين يُمثل استراتيجية للبقاء والنماء والصمود، فهو بطاقة لتأمين مستقبل أفضل للفرد والمجتمع، وركيزة للحفاظ على الهوية الوطنية ومحفز للنضال من أجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وهو حق من حقوق الإنسان نناضل من أجله".
وتابع: "إن فلسطين تفتخر بنسبة المتعلمين فيها، وأنها من اوائل الدول من حيث حملة الشهادات الجامعية. وتفخر بأنه ورغم صعوبات الأوضاع المالية فإن التعليم المدرسي بكل درجاته مجاني، والمتعلم الفلسطيني قادر على المنافسة إقليميا ودوليا".
وأوضح رئيس الوزراء أن المشاورات التحضيرية للمؤتمر مع الشركاء الرئيسيين المحليين والدوليين، خلصت إلى عدد من التوصيات والرؤى، التي نفذت الحكومة جزءًا منها، وتعمل على استكمال الباقي.
ومن هذه التوصيات: "ضرورة أن يوفر النظام التعليمي مهارات حياتية وأخرى متعلقة بسوق العمل والتنمية المستدامة، وجاهزية لغد أفضل، من خلال الانتقال من التعليم إلى التعلم. وضرورة النهوض بالتحول الرقمي في النظام التعليمي ومواكبة تكنولوجيا العصر. ضرورة التركيز على التعليم والتدريب المهني كرافعة للاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للشباب".
وشكر د. اشتية القائمين على تنظيم هذه القمة في بيت الأمم المتحدة، وقال: إن تحويل التعليم بشكل جماعي ومسؤول لإيجاد أنظمة تعليم متطورة وفعالة وقادرة على الاستجابة للأزمات يمثل أولوية للجميع، فالاستثمار في التعليم يبقى أفضل المسارات التي يمكن أن نستثمر بها في سبيل تحقيق العدالة والرفاه والتنمية المستدامة لكافة شعوب العالم.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: "نتعهد كحكومة فلسطينية بالوفاء بالتزاماتنا الدولية المتعلقة بالتعليم، رغم محددات الاحتلال وتضاءل المساعدات الخارجية".

 _*أخبار فتحاوية*_ 
*وفد من قيادة "فتح" يتوجه الى الجزائر في إطار التنسيق المشترك*

توجّه وفد من قيادة حركة "فتح" إلى جمهورية الجزائر بدعوة من القيادة الجزائرية في إطار التنسيق المشترك حول التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. 
وضم الوفد نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، وعضوي اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، وروحي فتوح.
وسيلتقي الوفد مع القيادة الجزائرية لبحث الجهود المبذولة منذ بداية العام الحالي بعد اتفاق  السيد الرئيس محمود عباس، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون للتحضير للقاء بمشاركة الفصائل الفلسطينية، وذلك قبيل القمة العربية المزمع عقدها بالجمهورية الجزائرية بهدف توحيد الموقف العربي في دعم نضال الشعب الفلسطيني وقيادته، ولتعزيز الجهد الدولي من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال.

 _*عربي دولي*_ 
*الجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد اليوم وسط أزمات تعصف بالعالم*

تنعقد، اليوم الثلاثاء، الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشهد انقسامات عميقة، حيث يلتقي قادة العالم الغارق في الأزمات من الحرب في أوكرانيا إلى الكوارث المناخية وصولًا إلى انعدام الأمن الغذائي.
على مدى قرابة أسبوع، يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضوريًا بعدما كان يُجرى عبر الانترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كوفيد-19.
تقليديًا، يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقرّ الأمم المتحدة. لكن استثنائيًا كما حصل في مناسبات نادرة جدًا في الماضي، لن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية الاثنين في لندن، كلمته الثلاثاء وأرجأها إلى الأربعاء.
من جانبه، سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخطاب الافتتاحي للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة و"لن يلطّف الأمور"، وفق قول المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال غوتيريش الاثنين "نجتمع في لحظة خطر كبير بالنسبة للعالم" متحدثًا عن "نزاعات وكوارث مناخية" إضافة إلى "الريبة والانقسام" و"الفقر وانعدام المساواة والتمييز".
وستكون الحرب الروسية الاوكرانية في صلب هذا الأسبوع الدبلوماسي الرفيع المستوى، مع مداخلة للرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية الخميس.
إلا أن دول الجنوب تعترض أكثر فأكثر على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا.
وقالت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي الاثنين، في اليوم التمهيدي الذي خُصّص للتعليم وأهداف النمو، "لا نريد التحدث فقط عن وضع حدّ للنزاع في أوكرانيا. نريد أن تنتهي النزاعات في تيغراي، نريد أن تنتهي النزاعات في سوريا، نريد أن تنتهي النزاعات أينما كانت في العالم".
وفي محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، ينظم الأميركيون والأوروبيون الثلاثاء اجتماعًا رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.
وسيشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المقرر أن يلقي كلمته الثلاثاء، على ضرورة الحؤول دون "الانشقاق" بين دول الشمال ودول الجنوب، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الذي أوضح أن الرئيس سيقيم مأدبة عشاء حول هذه المسألة مع عدد من القادة الآخرين.
تُضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغيّر المناخي. فالدول النامية، التي تتحمل قدرًا أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري ولكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
قبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب27 COP27 في مصر، سيكون مستغربًا ألا يخصص غوتيريش جزءًا كبيرًا من كلمته لأزمة المناخ، هو الذي جعل من تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة إحدى أولوياته.
ومن المقرر أن يتحدث أيضًا الثلاثاء الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو، والتركي رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والمستشار الألماني أولاف شولتس.
يتواجد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أيضًا في نيويورك هذا الأسبوع لمشاركته الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات.
ومن المقرر أن يلتقي رئيسي الثلاثاء ماكرون الذي حثّه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يُفترض أن يضمن عدم حيازة طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
في المقابل، سيغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.

 _*إسرائيليات*
*الاحتلال يعتقل 13 مواطنًا من الضفة غالبيتهم من القدس*

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، 13 مواطنًا من أنحاء متفرقة في الضفة.
وفي بلدات شمال غرب القدس، اعتقلت قوات الاحتلال كلا من: الأسيران المحرران أيمن خالد الخضور، وعلي محمد الخضور، من بلدة بدّو، وعيسى رشدي حوشية، من بلدة القبيبة، وقصي ريان، من قرية بيت دقّو.
ومن بلدة الطور بمدينة القدس، اعتقلت تلك القوات ستة شبان، وهم: أيهم ناجي أبو جمعة، ومحمد البعراني، ومحمد أبو جمعة، ومحمود أبو الهوى، ومحمد أبو الهوى، ومصطفى أبو الهوى.
وفي رام الله، اعتقلت تلك القوات  الشاب يوسف أحمد رحيمي، من بلدة بيت ريما، والمواطن رامي فرحات، على حاجز عطارة العسكري، شمالا، وهو من سكان قلقيلية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد عيسى حمدان (34 عاماً)، من قرية الشواورة شرق بيت لحم.

 _*أخبار فلسطين في لبنان*_ 
*لائحة العودة والكرامة تكتسح مقاعد موظفي الأونروا في انتخابات منطقة صور*

مع انتهاء عمليات فرز أصوات الناخبين في انتخابات موظفي وكالة الأونروا في منطقة صور، والتى بدأت عصر اليوم الإثنين ١٩-٩-٢٠٢٢ والاكتساح الكبير للائحة العودة والكرامة المدعومة من منظمة التحرير الفلسطينية، وبحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القائد العسكري والتنظيمي لحركة "فتح" في منطقة صور اللواء توفيق عبدالله، وأعضاء قيادة المنطقة التنظيمية والعسكرية والشعب التنظيمية، والمكاتب الحركية، والأطر التنظيمية والنقابية، وقيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، ومرشحي لائحة العودة والكرامة، وحشد من أبناء شعبنا الفلسطيني في تجمع القاسمية، احتفلت حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالفوز الساحق الذي حققته لائحة العودة والكرامة في انتخابات موظفي الأونروا في منطقة صور، حيث رفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات حركة "فتح"، وتخلل الاحتفال أناشيد وأغاني الثورة الفلسطينية.
فقد فازت لائحة العودة والكرامة في قطاع المعلمين بسبعة مقابل اثنان للائحة المنافسة (نقابيون مستقلون)، وفازت بقطاع الخدمات بخمسة مقابل صفر للائحة المنافسة (نقابيون مستقلون)، وفازت بقطاع العمال بثلاثة مقابل صفر للائحة المنافسة (نقابيون مستقلون).
فقد اكتسحت لائحة العودة والكرامة مقاعد قطاع العمال الثلاثة وفاز كل من: نور الحسن، وبلال ضاهر، ونعيم الأسدي، مقابل صفر للائحة المنافسة (نقابيون مستقلون) المدعومة من حماس وتحالف القوى الفلسطينية.
وفازت لائحة العودة والكرامة بقطاع الخدمات في منطقة صور واكتسحت المقاعد الخمسة وفاز كل من: صالح كساب ورائف أحمد وحسين مرعي وزكي الموسى ورائد المحمود، مقابل صفر للائحة (نقابيون مستقلون) المدعومة من حماس وتحالف القوى الفلسطينية. 
أما قطاع المعلمين فقد فازت لائحة العودة والكرامة المدعومة من منظمة التحرير الفلسطينية بسبعة مقاعد مقابل مقعدان للائحة المنافسة (نقابيون مستقلون) وفاز من لائحة العودة والكرامة كل من: اسماعيل شتيويه وأحمد ميعاري وجهاد حنفي وعدنان الجمل ومحمود شحادة ومحمود الزيني وهشام حسين.
وقد بارك اللواء توفيق عبدالله باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" لكافة الفائزين في هذا العرس الديمقراطي الفلسطيني الذي تكلل باكتساح لائحة العودة والكرامة في منطقة صور. 
وأهدى اللواء عبدالله وأعضاء لائحة العودة والكرامة هذا الفوز لشعبنا الفلسطيني المناضل في الوطن والشتات، وإلى أرواح الشهداء الأبرار وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، كما وأهدوا هذا الفوز إلى حكيم  فلسطين وقبطان سفينتها فخامة الرئيس القائد محمود عباس "أبو مازن"، وإلى أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح"، وإلى سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ القائد أشرف دبور، وإلى قيادتي الساحة والإقليم، وإلى كل من عمل وساهم في هذا الفوز الكبير.

 _*آراء*_ 
*لا لـ "تعنيف" التعليم.. والغاية لا تبرر الوسيلة/ بقلم: عبير البرغوثي*

قبل أيام كانت ساحات بيوتنا في كافة تجمعاتنا الفلسطينية ترقص طرباً على وقع نتائج التوجيهي، مظاهر فرح وأمل بالقادم من الأيام الدراسية (حتى وإن شابها بعض السلبيات)، وقبل أن يتلاشى آخر أداء للاحتفالات، حتى طفا على السطح أحد مظاهر "الجاهلية" في التعليم، بعودة أسلوب التعنيف بالضرب المبرح من قبل بعض المدرسين لطلابهم،  وغيره من أساليب قد أوشكنا على وأدها منذ سنوات.
فما أن خطت سفينة التعليم  والتربية  المدرسية أولى خطواتها في بحر العام الدراسي الجديد، إلا وطفا على السطح الوجه القبيح لأسلوب تعليمي ربما ما زال البعض من تلك الأيام البائدة  شديد التعلق به، انه استخدام الضرب والتعنيف الجسدي وغير الجسدي ضد أحد مكونات العملية التعليمية، وخاصة حينما تكون من قبل المؤتمن على مستقبل الاجيال، فالمعلم هو وسيلة التعليم وركيزتها الأساسية واذا صلح المعلِّم صلحت جذور وأسس العملية التعليمية، وصلح المجتمع حاضراً ومستقبلاً، وطلاب اليوم هم مجتمع المستقبل بكل مكوناته، وما يتعرضون له من تشويه في البناء سيكون له انعكاسات عميقة على المجتمع برمته منذ اللحظة الاولى وحتى المستقبل البعيد.
قبل أيام علمنا وفي كافة أماكن تواجدنا بقيام الجهات المعنية بتوقيف معلم على خلفية ضربه  المبرح لأحد طلابه، ضرب لا مبرر له إلا تغلغل وتحكم ثقافة العنف داخل هذا النوع من المعلمين، ثقافة لم تتمكن مراحل التعليم وسنوات الخدمة من محوها، وخطورتها أن تتحول إلى ممارسة يرى المعلم فيها الوسيلة والطريقة الوحيدة للتربية والتعليم، وتتعمق خطورتها اذا ما تم تناقلها بين المعنيين كقصة نجاح وضبط وتحكم يؤتي ثماره وأهدافه التي وضعها وأقنع صاحبها نفسه بأنها تحقق وتعطي أفضل النتائج، وهكذا تنشأ ديانات الفساد وتنمو مخاطر الاطاحة بصرح التربية والتعليم وتهدم مستقبل الأجيال التي تبذل الأسر والجهات المعنية بكافة مكوناتها كل غال ونفيس لبناء جيل فلسطيني قادر على مقارعة تحديات المستقبل فيما نعيشه من خصوصية وعقبات قد لا تكون هي ذاتها عند سواد العالم من الدول وأشباه الدول، فالتعليم والرأسمال البشري هو ثروتنا وذهبنا الذي لا نقبل أن تطاله آلة الهدم مهما كانت نواياها.
نعلم أن طلابنا لديهم مشاكل وربما يمثلون صورة لمجتمعنا بشكل عام، فنحن لسنا مجتمعًا افلاطونيًّا مثاليًّا، فهذه طبيعة كافة المجتمعات وكذلك حال العملية التعليمية، فهي عملية تطور مستمر، وتعزيز للأساليب التي من شأنها الارتقاء بجودة العملية التعليمية، وتتخلص بشكل مدروس ودون رجعة من الأساليب والأدوات التي تقود لتقويض وتدمير عملية البناء التعليمي، ولذلك خصصت المؤسسات المعنية بالتعليم مناهج ومبادرات ومشاريع كبيرة وطنياً وإقليمياً ودولياً بهدف القضاء على العنف في المدارس مهما كانت أطرافه وأسبابه، لأن العنف يتوارث ويتسرب من ساحة إلى أخرى ويتشعب لنواح طالما تمكن من الدخول من نقاط الضعف، العنف كما تسرّب النفط في مياه المحيطات، قد يبدو للوهلة الاولى بعيداً، لكن تأثيراته ستصل إلينا عبر كافة الأشكال، وحينها يكون الثمن عاليًا وعالياً جداًّ.
علمتنا تجارب الآخرين بأن لغة العنف والضرب هي أداة الضعيف وعلامة العجز عن مواكبة روح الإنسانية، والتغيير لا يتم بالضرب والهدم، لأن الضرب اعتداء على حق الإنسان والطالب في التعلم والحياة، والعنف المغلف بالغيرة على هيبة ومصلحة العملية التعليمية أو أنه أسلوب تاريخي ساهم في بناء "الرجال" كما يحلو للبعض التغني به، هو أبعد ما يكون عن أي مضمون إيجابي، فهو بوابة الجحيم للكراهية والعداء، وهو الوصفة الجاهزة للتحطيم النفسي لروح الطالب وشخصيته العلمية، انه أقصر الطرق للفشل بكل ما في الكلمة من معنى.
العبرة ليست بتعالي الأصوات المنددة بالأسلوب أو النتيجة أو المطالبة بإنزال أقصى العقوبات الإدارية بحق المعتدي، إنما بالتوقف أمام هذه الأفاعيل بالتحليل المعمق لأسبابها وجذورها والعمل على تجفيف منابعها مهما كانت بداياتها، فالعنيف يخلق لنا أجيالاً من المؤمنين بالعنف والتطرف في علاقتهم بمجتمعهم، وسيكون ذلك وسيلتهم في مسيرتهم في الحياة، العنف ضد الطالب، هو نفسه العنف ضد زوجته وأسرته، وسيبقى العنف صوته وسلاحه كلما وجد إلى ذلك سبيلاً.
لا تعليم مع العنف، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة في هذا المجال أبدًا، لأن التعليم بكافة مكوناته عملية نبيلة، الإنسان هو غايتها والإنسان المعلِّم هو أداتها، وأي خلل في تكوين أي من هذه المكونات سيعني إنهيار القيم ومنظومة التعليم كاملةً، مصلحتنا جميعاً ألا نحوِّل حادثة إلى ظاهرة، لكننا مطالبون بمحاربة أي ظهور لأي سلوك فردي والقضاء عليه قبل أن ينمو ويتحول إلى حالة عامة يصعب علينا حينها اقتلاعها من جذورها، نحن مطالبون بتكامل جهود ومبادرات وأنشطة كافة الجهات المعنية بمنظومة التعليم الفلسطيني لمراجعة حوادث الضرب والعنف في المدارس، فالتكرار وإعادة تنظيم سبل المواجهة ليس نقصاً أو انتقاصاً من جهود وحرص تلك الجهات، لكن لقناعتنا بأن العنف لا ينتهي باجراء واحد أو بمجرد إصدار تعميم أو كتابة مقال، هذه معركة ثقافة وتحتاج لجولات في ملاعب كثيرة، حتى وإن تكرر الضرب بيد وقانون من حديد يوضح للجميع بأن" الضرب بوابة الفصل".

 
المصدر: الحياة الجديدة 

*#إعلام_حركة_فتح_لبنان*