"نريده حيًا أو ميتًا لقد كلفنا الملايين وقتل منا الكثير"، هذا ما قاله القادة السياسيين الصهاينة لقادة جيشهم وأجهزتهم الأمنية، عندما كانت نابلس والقدس وغزة وكل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات ترقص طربًا على وقع العمليات الاستشهادية من أبناء كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة "فتح" في القدس وتل الربيع والخضيرة ونتانيا وإيتامار وحواجز الموت الصهيونية في الضفة الغربية، التي كان يخطط ويهندس لها فارس نابلس القائد والفدائي المقدام "نايف فتحى أبو شرخ". 

نعم نايف أبو شرخ "أبو فتحي" الذي خرج من أزقة وحواري نابلس قائدًا مقاتلاً صلبًا صنديدًا من صناديد الفتح وكتائبها شهداء الأقصى، هو من كان ينظم قوافي تلك الملاحم البطولية الموقعة بإسم كتائب شهداء الأقصى، وبفطنته وذكاءه وهندسته لتلك العمليات، أصاب قادة الكيان الصهيونى وضباط وجنود جيشه بمرض الهوس، الذين لما يستطيعوا الوصول إليه، حيث كانوا يعتقدون أن "أبو فتحي" يختبئ تحت بلاط وفي أعمدة منازل مدينة نابلس.

وبنفس الطريقة ومن نابلس وأزقتها وحواريها الضيقة وبيوتها المتلاصقة، خرج القائد المقاتل الشرس والعنيد إبراهيم علاء النابلسي ولأنه عشق وأحب القائد نايف أبو شرخ وكان قدوته أطلق  على نفسه اسم "أبو فتحي" ليقود أروع ملاحم التضحية والفداء ضد العدو الصهيوني على طريق النصر والتحرير، وكما كان نايف أبو شرخ أسدًا من أسود فتح المغاوير، وفارسًا من فرسان شهداء الأقصى الأشداء و بطلاً من أبطال فلسطين العظماء، فكذلك كان إبراهيم النابلسي قائدًا عنيدًا وصنديدًا وفارسًا من فرسان نابلس وبطلاً من أبطال فلسطين، لاحقته القوات الخاصة الإسرائيلية لسنوات، ولكن "أبو فتحي النابلسي" لم يكن يعتبر نفسه مطاردًا من إسرائيل، بل كان هو من يطارد جيش إسرائيل ومستوطنيه، من خلال نضاله وكفاحه والعمليات التي كان ينفذها ضد الجيش وقطعان المستوطنين. 

ولم يلتقي "أبو فتحي النابلسي" بأهله منذ ثمانية أشهر بسبب الملاحقة، ومحاولة اغتياله تسع مرات، كان آخرها قبل أسبوعين وفشلت، لكن وبعد مراقبة دقيقة استعان فيها جيش الاحتلال بالأقمار الصناعية وطائرات المراقبة وحشد قوات كبيرة من جيشه ووحداته الخاصة التى شنت أعنف اجتياح لنابلس وبلدتها القديمة، واستطاعت اغتيال القائد العنيد إبراهيم علاء النابلسي "أبو فتحي" بعد معركة بطولية قادها مع رفاق دربه في كتائب شهداء الأقصى أسفرت عن إرتقاءه شهيدًا، وكإن التاريخ يعيد نفسه فمثلما أُصيب القائد نايف أبو شرخ ونقل إلى المستشفى وهو على قيد الحياة ليرتقي شهيدًا، كذلك أُصيب القائد إبراهيم النابلسي ونقل إلى المستشفى ليرتقي شهيدًا وليشيع كما شيع أبو شرخ على أكتاف رفاق السلاح حيث طافت به جماهير نابلس بجنازة مهيبة غاضبة جابت شوارع المدينة متوعدة بالثأر له ولإخوانه الشهداء.

قسمًا ستبقى ذكراكم يا أبا فتحي نايف ويا أبو فتحي إبراهيم خالدة في قلوب الرجال والنساء، الصغار والكبار، وأسماءكم محفورة في خارطة فلسطين إلى جانب أسماء مدنها وبلداتها ومخيمات شتاتها، ولن تنساكم فلسطين، وستبقون نورًا يضيء طريق العزة و الكرامة والثورة.