يعمل ترامب على تقديم الإغراءات الواهية والعدمية، ويصنع من خطيئته صكّ غفران يدخل به في دائرة الرضا لدى الاحتلال، والقبول لدى الفلسطينيين، ولكنَّه يفشل في كلتا الحالتين ومع الجانبين، فإسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لن تمنحه الفرصة لتنفيذ خطته وستدير له ظهرها ولن تكمل معه الجزء الآخر مما يعتقد أنَّه سيكون لصالح الجانب الفلسطيني وفي غالبه "صفقة اقتصادية"، وسيحظى بالقبول في ظلّ اقتصاد فلسطيني يحتاج للتنمية وفي ظلّ تحديات سياسية واجتماعية تأثرت بالواقع الاقتصادي والعقوبات الأمريكية.

إنَّ القيادة الفلسطينية لن تشارك في منح ترامب وإدارته صكّ الغفران وستتركه حتَّى يغرق في خطيئته وستبقى القدس بمساجدها وكنائسها وأقصاها وقيامتها وحواريها وشوارعها وهويتها وثقافتها والمسرى والمعراج وكل حجر فيها وكل أنفاس الناس وعبق الشهداء وصمود الأسرى، ستبقى لعنة تطارد ترامب ومبعوثية وتنطق بالعربية فلسطينية عاصمة أبدية لشعبنا في كل مكان 12 مليون، وفي نفس الوقت هي القبلة اﻻولى لملايين المسلمين في العالم وهي ملتقى المسيحيين أيضًا، وهي ارتكاز السَّلام والأمان والاستقرار في المنطقة، وبؤرة الصراع، فالنار مشتعلة في القلوب والأجيال لن تغفر ولن تنسى وستبقى القدس فلسطينية عربية ولها الوضع القانوني الخاص في كل المواثيق والقوانين الدولية.

إنَّ تصريحات ترامب حول وضع جيد جدًا للفلسطينيين هي أضغاث أحلام يصدقها طفل وﻻ يثق به أيّ كان، فاﻻفعال اﻻقوال، وليكذب ترامب كيفما شاء وليغرد كيفما أراد، فليس له منَّا هنا إﻻ الرفض والمقاطعة، وسيصمد شعبنا فوق الأرض ولن نرحل ولن تغير مبادئنا أموال الكونغرس ولن تركعنا عقوبات ترامب ولن يجد إﻻ الأبواب المغلقة حتَّى تنتهي وﻻيته وتتغير البيئة السياسية، وحتَّى ذلك الوقت ستستمر خطواتنا في الحراك الدولي ﻻقامة دولتنا والاعتراف بها في الأمم المتحدة وعاصمتنا القدس وعودة اللاجئين وزوال الاحتلال.