دعت الجمعية العربية للحريات الأكاديمية إلى أوسع تضامن عالمي مع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية العريقة، الذي توسع لبقية الجامعات وامتد لكندا وأستراليا وأوروبا، الداعي لوقف حرب الإبادة الجماعية الي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وما رافقها ويرافقها من جرائم وانتهاكات فظيعة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، طالت الجامعات ومؤسسات التعليم الفلسطينية والعاملين فيها.

جاء ذلك في بيان أصدرته الجمعية، اليوم الإثنين، بلغات الأمم المتحدة الست، أكدت فيه أن ما قام ويقوم به الطلبة من تظاهرات واحتجاجات واعتصامات يطالبون فيها بوقف إطلاق النار في غزة ووقف التطهير العرقي والإبادة الجماعية والفصل العنصري، والمطالبة بوقف الاستثمارات التي تعزز القوة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة وتشجعها على تماديها في العدوان على الشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال، إنما يمثل حقا للطلبة والمجتمع الأكاديمي في الجامعات ككل.

وشددت على أن قمع هذا الحراك واعتقال الطلبة والأساتذة المشاركين والتعامل معهم بعنف مفرط واتهامهم بـ"اللاسامية"، إنما ينافي الحقيقة ويعبر عن دعم لجرائم حرب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وحماية لها من المساءلة القانونية والإفلات من العقاب، كما أنه يتعارض أصلا مع المبادئ والقيم الديموقراطية التي رفعتها الثورة الأميركية، وهي سياسة وإجراءات تتناقض مع أحكام ومبادئ الحريات الأكاديمية التي أكدتها المواثيق والإعلانات الدولية ذات الشأن، كإعلان ليما لعام 1988 وإعلاني دار السلام وكامبالا لعام 1990 وإعلان عمّان للحريات الأكاديمية (2004) وإعلان كولومبيا الصادر عن رؤساء الجامعات عام 2005، وإعلان القدس لعام 2015، وكذلك قرارات مؤتمرات اليونسكو المتعاقبة.

كما أدانت "الجمعية"، في بيانها، عملية القمع الممارسة ضد الطلبة والمجتمع الأكاديمي، والتعدي على حقهم في التعبير عن الرأي والتجمع والتنظيم، وحظر عمل بعض المنظمات الطلابية المدافعة عن الحق والعدالة والسلام، مطالبة بوقف هذه الإجراءات التعسفية واطلاق سراح المعتقلين.

وحذرت من الانسياق وراء الاتهامات الإسرائيلية للحراك بـ"اللاسامية" والأعمال الشبيهة بالنازية، معربة عن تأييدها ودعمها لهذا الحراك الأكاديمي في الجامعات الأميركية المناصر للحق والإنسانية.

ودعت المنظمات والأطر الطلابية والأكاديمية العربية والعالمية كافة إلى دعم هذا الحراك التقدمي، وللتحرك بكل أشكال التعبير والتنظيم والتجمع الشرعي المكفول دوليا، للتعبير عن المطالبة بالوقف الفوري للحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، والضغط على الإدارة الأميركية وحكومات العالم والإدارات التعليمية للجامعات ومؤسسات التعليم العالي، لوقف كافة أشكال الدعم للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ولاحترام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على أرض وطنه، للعيش بحرية وكرامة واستقلال أسوة بغيره من شعوب المعمورة.