نظّمت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية احتفالاً تكريميًّا يوم الثلاثاء 2018/6/26، قدَّم خلاله سفير دولة فلسطين أشرف دبور جواز السّفر الفلسطيني الممنوح من الرئيس محمود عبّاس للمناضل والوزير اللبناني غازي العريضي تقديرًا لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.

وحضر الاحتفال ممثِّل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري النائب علي بزي، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، والشيخ خلدون عريمط ممثِّلاً سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان، والشيخ هادي العريضي ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، والنواب والوزراء أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، وفيصل الصايغ، وهنري الحلو، وهادي أبو الحسن، وعلاء الدين ترو، وطارق متري، وأنطوان السعد، وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، وسفيرا مصر وقطر نزيه النجاري وعلي بن حمد المري.

كما حضر الاحتفال العقيد محمد السبع ممثِّلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والعقيد أيمن محمود ممثلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح"- إقليم لبنان حسين فيّاض وأعضاء لجنة الإقليم، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، وممثِّلو الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية والسياسية اللبنانية، وأمين سر وأعضاء قيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلو قوى الأمن الوطني الفلسطيني، ورجال دين، وممثِّلو مؤسسات إعلامية وثقافية واجتماعية وحقوقية.

بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد الحزب التقدمي الاشتراكي، ثُمَّ عُرِضَ فيلم قصير عن حياة الوزير العريضي ودوره في دعم القضية الفلسطينية.

وبعدها ألقى نجل الوزير العريضي عمر العريضي كلمةً جاء فيها: "ارتأيتُ أن ابدأ كلامي ببعض الكلمات عن فلسطين التي هي إلى جانب غازي العريضي تُكرَّم اليوم، فلسطين التي على مدى عقود تخطَّت البُعد السياسي لقضيتها، وأصبحت قضية إنسان، قضية إنسان فلسطيني الهوية، كريم، مقاوم، عصامي، صامد تحدى العالم كله من أجل قضيته فكان من الطبيعي أن ينضم اليوم غازي العريضي إلى هؤلاء حاملي هذه الهوية الشريفة، فهو المقاوم العصامي وهو المناضل الذي تحدى وناضل من أجل فلسطين أسوة برسالة معلم حزبه الشهيد كمال جنبلاط".

بدوره، أكَّد السفير دبور في كلمته أنَّ غازي العريضي هو "رجل دولة في سنوات الشدة، وداعية محبّة وسلام ومودة، راهب سياسة وناسك وطني ومنذور للأمة خدمة وتضحية".

وأضاف: "أخي غازي، ما زلتُ أذكر ذلك الاتصال الهاتفي من توأم النضال لبنان، إلى المقاطعة المحاصرة في رام الله، وإذ بالمتّصل أنتَ، وبصوت يملؤه الحبّ والمودّة، قلتَ أريد الاطمئنان على الختيار".

وأشار إلى أن ذلك الاتصال "أعادني بالذاكرة إلى التاريخ النضالي والتلاحم الثوري بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وإلى قادة أحببناهم، وما زلنا نحبّهم كالقائد المعلم كمال جنبلاط الذي جمعته مع القائد الرمز ياسر عرفات علاقة مصير ونضال مشترك لتحرير فلسطين، من براثن الاحتلال الهمجي القمعي الإحلالي، والذي لم يشهد التاريخ الحديث أو البعيد نهجًا عنصريًا استيطانيًا، كالذي يمارسه هذا الاحتلال، وكذلك رؤية مشتركة لتحقيق حريّة الإنسان العربي".

وقال: "لقد قدَّمتَ لفلسطين وما زلتَ، انطلاقًا من عقيدة لا تلين، وإيمان راسخ بعدالة قضية بذلت في سبيلها الكثير من التّضحيات؛ فحق لك يا من عشت فلسطيني الهوى ريًّا وارتواءً أن تكون فلسطيني الهوية ولاء وانتماء، لذلك يشرفني باسم سيادة الرئيس محمود عبّاس وفي هذا اللقاء أن أُقدّم لك مكرمته وقراره بمنحك الجنسية الفلسطينية، عربون تقدير لنضالاتك وتضحياتك في سبيل قضية الأُمّة المركزية".

وشدَّد السفير دبور على أنَّ قضيّتنا شعبًا وقيادة تمر في هذه المرحلة الحرجة بأشد وأخطر المنعطفات منذ إعلان بلفور المشؤوم من خلال تمرير ما يُسمّى "بصفقة القرن" ومحاولات فرضها بالقوة على شعبنا وقيادتنا، مؤكِّدًا الثقة التامة بقيادتنا وشعبنا وتاريخنا النّضالي، وبأنَّنا سنفشل جميع المحاولات الهادفة لتصفية القضية.

وأشار إلى أنَّ الجولات المشبوهة التي يقوم بها موفدو ترامب ما هي إلا مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل، لأنَّنا أصحاب الأرض، وأصحاب القرار، ولن نسمح لكائن من كان بتجاوز شرعيّتنا الفلسطينيّة المتمسّكة بالثوابت الوطنية في العودة والحُريّة والاستقلال.

وجدَّد السفير دبور التأكيد بأنّ عنوان القضية والشعب الفلسطيني واضح ومعروف، وهو منظمة التحرير الفلسطينيّة التي قدَّمت أبناءها وقادتها شهداء في سبيل تحقيق طموح الشعب الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنه "لذلك رفضنا ونرفض كل مشاريع التوطين والتهجير".

وثمّن عاليًا مواقف لبنان الشقيق شعبًا ورئيسًا وحكومةً وبرلمانًا وأحزاباً الذين ساندوا ودعموا الموقف الفلسطيني في المحافل الدوليّة كافّةً، ورفضوا كلَّ القرارات التي تنتقص من حقوقنا المقدسة وبخاصة حق شعبنا في العودة والحرية والاستقلال.

من جانبه أكد العريضي أنَّ فلسطين في القلب والذاكرة وهي قضية حق لن تموت، مشيراً إلى أن وعيه السياسي والوطني بدأ من بيروت عروس العواصم العربية والمقاومة الوطنية والفلسطينية، بيروت جمال عبد الناصر، وبالقرب من مقر منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية المساندة للثورة الفلسطينية بقيادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط.

ولفت إلى مشاركته منذ بداية عمله الحزبي والوطني في المظاهرات والتحركات المؤيدة للحقوق الفلسطينية بقيادة قائد الحركة الطلابية في لبنان الشهيد أنور فطاير.

وأضاف: "هذه بيروت وهذا تاريخها وفي قلب هذه العاصمة يقع هذا المكان، هذا المكان الذي وقف فيه القائد الفلسطيني الكبير ياسر عرفات إلى جانب وليد جنبلاط وكثيرين من قادة الدول في 40 استشهاد معلمنا يوم قال القائد أبو عمار يا أخي وليد يا ابن أخي كمال أقول لك في هذا اليوم بالذات العهد هو العهد والقسم هو القسم والوصية هي الوصية والنضال مستمر، ليرد جنبلاط ستبقى الرجال رجال والمبادئ مبادئ وسنبقى أوفياء لنهج المعلم كمال جنبلاط".

ولفت إلى أنَّ بيروت هي العاصمة العربية التي احتلت وقهرت الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر عبر نداء المقاومة الوطنية من منزل وليد جنبلاط.

وشدَّد على أنَّ حزب كمال جنبلاط كرّس وصية كمال جنبلاط بأنَّ فلسطين هي الأمانة، وهي القضية التي يجب أن تبقى حيّة.

وتابع العريضي: "اعتز بأنني واحد من هذا الشعب بقرار الأخ الرئيس أبو مازن المشكور والمقدر تقديرًا لهذه المسيرة، وتكريمًا لكل من استشهد من أجل فلسطين، وتقديراً من الشعب الفلسطيني لأبناء ذلك القائد الكبير ولمدرسته، وتأكيد أن هذه القضية كانت وستبقى أمانة بين أيدينا".

وخاطب العريضي الرئيس عبّاس قائلاً: "نقول للأخ الرئيس أبو مازن وللقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني أمام هذا النضال الكبير الذي يقوده هذا الشعب ستبقى الأمانة مصانة ومحفوظة، وسنبقى أوفياء وأمناء، وسنبقى على هذه المبادئ التي تركها لنا المعلم الشهيد وقادها، وكنا إلى جانبه بفخر واعتزاز الرئيس وليد جنبلاط نحن لنا في التاريخ محطّات مشرفة ومشرقة نفخر بها وضميرنا مرتاح تجاه فلسطين وأهلها وشعبها".

وأكَّد العريضي استمرار الحزب الاشتراكي بمسيرته المدافعة عن الشعب والقضية الفلسطينية مضيفًا: "رغم كلّ الإمكانات متاحة أمام (إسرائيل) هي حائرة في كيفية كسر إرادة الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُقهَر".

وشدد على أنه لن تستقر الأمور في هذه المنطقة إلا بعد أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة المغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي.

وأضاف: "وللذين يتساءلون ما أهمية الجنسية الفلسطينية، أقول هذه الجنسية فخر كبير خرجت بمرسوم افتخر واعتز به، أمانة على كتفي وبين يدي في سبيل القضية الفلسطينية".

وأكَّد أنَّ محاولات تصفية القضية الفلسطينية مستمرة من خلال ما يُسمَّى اليوم بصفقة القرن، مشيرًا إلى أن كيان الاحتلال ومنذ عام 1948 يمارس كلَّ أشكال الإرهاب والتوسُّع والقتل والاجرام والتهجير.

وشدَّد على أنَّ الشعب الفلسطيني لم يقهر ولم تكسر إرادته رغم الدعم العسكري والسياسي والمادي والحماية الأمريكية لكيان الاحتلال ورغم الانهيار العربي مُطالبًا بإنصاف الفلسطينيين وإعطائهم الحقوق المدنية المشروعة.

وفي الختام سلَّم السفير دبور العريضي جواز السفر الفلسطيني الممنوح له من الرئيس محمود عبّاس.

#شدي_حيلك_يا_بلد
#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية
#إعلام_حركة_فتح_لبنان