حمد لله على سلامة زعيمنا ورئيسنا أبو مازن، وعودته بسرعة لممارسة أعماله، ومهماته التي هي أثقل من الجبال الرواسي، ودعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يمده بقوة من لدنه، ليحقق الهدف المقدس لشعبنا الفلسطيني بإقامة دولتنا الفلسطينية كاملة السيادة على أرضنا الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

هذا الاهتمام الواسع الذي رأيناه على امتداد العالم خلال الأيام القليلة التي قضاها أبو مازن في المستشفى الاستشاري في رام الله لإجراء الفحوصات ومتابعة الشفاء السريع، وهذا الحب من شعبنا الفلسطيني على امتداد أرض الوطن وفي الشتات، سببه أن رئيسنا أبو مازن، ومنذ كان ضمن الخلية الأولى التي أسست حركة فتح، وأقامت منظمة التحرير، وأطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو يتميز بعقل راجح متميز، ووعي عميق كبير بقضيتنا الفلسطينية التي بدأت منذ مئة وواحد وعشرين عاماً، مع انكشاف العمل الصهيوني في المؤتمر الأول الذي عقده هرتزل في بازل في سويسرا عام 1897، وعدد الأطراف الدولية الكبرى، والكيانات الإقليمية المتعددة، والقوى الطائفية المتداخلة في هذه القضية العبقرية التي تحتاج إلى أعمق طبقات الوعي.

وقد استطاع رئيسنا أبو مازن أن يصل بإدارة هذه القضية، وتطور حضورها في السنوات الأخيرة إلى مستويات قياسية على الصعيد السياسي والدبلوماسي، والقانون الدولي والمشاركة الندية الواضحة، بحيث إن أذكياء الحركة الصهيونية وحلفاءهم كبارا وصغارا وتافهين، كلما نظروا وراءهم فإنهم يكتشفون أنهم لم يهربوا بعيداً، وأننا شعب القضية وراءهم بالحضور التفصيلي المميز، وهذا الخوف من الملاحقة الشاملة الفاعلة هو الذي إنفضح أخيراً في قيام هذا الحلف الأسود بين دونالد ترامب الذي دخل البيت الأبيض فدخلت معه مجموعات الأنجليكان أو المسيحية المتصهينة أو أعضاء ما يسمى حاجز التوراة، وعقدوا مع بعضهم صفقات شاذة عالية الصوت، ولكنها رفعت عناوين القضية الفلسطينية إلى عنان السماء، بأنها قضية مطلوبة للعالم أجمع ليس فقط من باب التعاطف والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن من باب أن هذه القضية العبقرية، وبأداء قيادتها الشرعية على رأس شعبها الشجاع، جاهزة لتشكيل أكبر سد اعتراضي ضد هذا الجشع الصهيوني، والعدوان الإسرائيلي، الذي أصبح مرفوضاً ومكشوفاً بدرجة غير مقبولة، وهذا الانحياز الأميركي الأهوج، والغبي في كثير من الأحيان، بحيث لا يمكن القبول به عالمياً، لأنه عدوان مكشوف، وانحياز أعمى مفضوح، مستند سياسياً إلى الوهم، وقائم فعلاً على المغامرة المجنونة.

إن القضية الفلسطينية وشعبها وقيادتها الشرعية ممثلة بالرئيس أبو مازن، أصبحت قوة الكشف التي يحتاجها العالم في بحثه عن أسس جديدة لتوازن العالم وإدارة قضاياه بشكل عقلاني أقل اندفاعاً نحو الأخطار المحدقة، وقد استقبل منطق رئيسنا أبو مازن في ساحات التفاعل الدولي، في مجلس الأمن، في الجمعية العامة، في مجالات حقوق الإنسان، ومنعرجات القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني أكثر ألف مرة مما استقبلت به هرطقت دونالد ترمب وحليفه نتنياهو، وهذا مستوى غير مسبوق، يجب أن نحافظ عليه ونتقدم به أكثر، ولذلك رأينا إسرائيل وأميركا يلجأون إلى شيء متدن وهو بعض الساقطين للفاقدين لأصلهم من أفراد أو مجموعات خائبة في الموضوع الدولي، أو العربي، أو الفلسطيني، تصوروا أن ترمب بكل هرطقاته ذات الضجيج يلجأ إلى أمثال جيمي موراليس الرئيس الجواتيمالي الفاسد لكي يدعمه في موضوع نقل السفارة! تصوروا أن اليهودي الصهيوني الأحمق ديفيد فريدمان يلتقظ لنفسه صورة مع قدس متخيلة بلا أقصى، وبهيكل مزعوم! تصوروا أن نتنياهو الغارق في الفضائح يغرق شعبه الإسرائيلي في فضائح الخوف من مسيرات سلمية على الحدود في قطاع غزة! وأكثر من ذلك فإن السؤال المطروح في العالم اليوم هو، ماذا يريد ترمب! هل أحد يعرف، هل هو نفسه يعرف، هل سيذهب إلى لقاء كيم جونغ أون الرئيس الكوري الشمالي أم لا؟ هل ترمب سيخرج من الاتفاق النووي من دون أن تخرج الأطراف الدولية الأخرى؟ ماذا يريد ترمب بالضبط، هل لديه صفقة قرن حقيقية، أم مجرد إرهاصات جنون!

إلى هذا المستوى العالي من الإدارة العبقرية وصلت القضية الفلسطينية، وكل ما يبعبع به ترمب وحليفه نتنياهو ليس سوى جرائم قائمة في الأساس على فرضيات الأوهام.