بدعوةٍ من المكتب الدائم لاتّحاد المحامين العرب (لجنة فلسطين) ونقابة المحامين في طرابلس، وأثناء انعقاد المكتب الدائم، نُظِّمت ندوةٌ تحت عنوان: "القدس ومسيرات العودة"، في فندق "كواليتي –إن" في طرابلس - لبنان عصر اليوم الأربعاء 11-4-2018، تحدَّث فيها الأمين العام المساعد لاتّحاد المحامين العرب، وعضو المكتب الدائم، ورئيس لجنة فلسطين في الاتّحاد المحامي سيّد عبدالغني، وأستاذ العقائد والأديان المقارنة في جامعة الإمام الأوزاعي الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني.

وحضر الندوة حشدٌ من المحامين، والفاعليّات الطرابلسيّة والشماليّة، ووفدٌ من الفصائل الفلسطينيّة تقدَّمه أمين سرّ حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض، ووفدٌ من المؤتمر الشعبي اللبناني تقدَّمه المرشَّح عن طرابلس للانتخابات النيابيّة اللبنانية المحامي عبدالناصر المصري.

وممَّا جاء في مداخلة عضو النقابة العامّة للمحامين في مصر، ورئيس "الحزب العربي الديمقراطي الناصري"، المحامي سيّد عبدالغني: "إنّ لجنة فلسطين في اتّحاد المحامين العرب تقوم بنشاطات ووقفات أمام كلّ المناسبات التي تخصّ قضيّة العرب الكبرى والأولى: قضيّة فلسطين وفي قلبها القدس، وندوتنا اليوم تأتي في هذا السياق، دعمًا ومناصرةً للمسيرات التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض الموافق في 30 آذار/مارس، وقد جاءت لتؤكّد التمسّك بحقِّ العودة الذي لا يستطيع أن يلغيه أحد، والتشبُّث بالأرض ومواصلة مسيرة المقاومة التي لا بديل عنها، وهي كما قال الزعيم جمال عبدالناصر: (مسيرة متواصلة يستلمها جيلٌ بعد جيل، حتّى تحرير كامل التراب الفلسطينيّ وعودة الحقّ إلى أصحابه)". وأشار عبدالغني إلى أنّ الاتّحاد سيُوصي بأن تتشكّل (لجنة فلسطين) في كلِّ نقابة من نقابات المحامين في الوطن العربي.

ثمّ كانت مداخلة لمسؤول الشؤون الدينيّة في "المؤتمر الشعبي اللبناني"، وعضو "المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس" الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني الذي بيّن هويّة القدس العربيّة نشأةً، وتاريًخا، ومسارًا، وأنّها مدينة المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، ولفت إلى ضرورة استخدام مصطلح "القدس" فقط بدون شرقيّة وغربيّة، واستخدام عبارة فلسطين التاريخيّة، وأضاف: "لا شيء اسمه أراضي الـ(48) وأراضي الـ(67)، فالعمل للتحرير وحقّ العودة يشمل كلَّ فلسطينيّ، وإلى كلّ التراب الوطني الفلسطيني".

وتابع: "أمّا بشأن مسيرات العودة، وهي اليوم في ذكراها الثانية والأربعين، فإنّ تجدّدها يؤكّد الأمور الآتية:

1. التمسُّك بحقّ العودة، ورفض الانقسام الفلسطيني، حيث تجسّدت الوحدة الشعبيّة والوطنيّة في المسيرات وفي المواجهة

2. رفض كلّ الصفقات التآمريّة، وحالات التطبيع، والعلاقات مع العدوّ

3. حضور القضيّة الفلسطينيّة وحقّ العودة في جداول العمل السياسيّة الإقليميّة والدوليّة

4. وضع المزيد من الحواجز، والعقبات أمام الأنظمة المهرولة إلى الاستسلام

5. إعلان الاستعداد للتضحية والفداء مع الإبداع في أساليب المقاومة

6. التأكيد على خيار المقاومة خيارًا وحيدًا، وفي كلِّ الميادين: الشعبيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والإعلاميّة، والتربويّة، والفنيّة، والأدبيّة، والقانونيّة القضائيّة، والعسكريّة".

وطالب السحمراني اتّحاد المحامين العرب، والمحامين عامّةً بالتنسيق لرفع قضايا أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة ضدّ العدوّ الصهيوني وجرائمه، بالاستناد إلى اتّفاقيّة روما، ونظامها الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدوليّة المعتمَد في 17-7-1998، واتّفاقيّة جنيف الرابعة التي أُقرَّت في 12-8-1949، والتي تنصُّ على حماية المدنيين في حال الحرب، مع الإشارة بأنَّ المدَّعية العامّة في المحكمة الجنائيّة الدوليّة "ڤاتو بنسودا" قد توعَّدت العدوّ الإسرائيلي بتاريخ 9-4-2018 بمحاكمته أمام المحكمة الجنائيّة، والتنويه أنّ دولة فلسطين قد أخذت العضويّة الكاملة في المحكمة الجنائيّة الدوليّة بتاريخ 1-4-2016.

كما طالبَ السحمراني المحامين وسائر المؤسّسات والقطاعات الشعبيّة بما يلي:

1. مواكبة مسيرات العودة، بفعاليّات وتحرّكات على مختلف المستويات وفي الميادين كافّةً

2. تفعيل الاهتمام الإعلامي بالنضال الفلسطيني، وبالقضيّة الفلسطينيّة، وفي قلبها القدس بما في ذلك وسائل الاتّصال

3. مقاومة التطبيع وتشديد المقاطعة للدول والشركات الداعمة للعدوّ، وفي هذا الأمر دعم نشاط مؤسسة "BDS" (المقاطعة- فرض العقوبات-سحب الاستثمارات)

4. تقديم الدعم الماديّ للمقدسيّين والفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، لتعزيز صمودهم ومقاومتهم، وإذا كنّا مقبلين على شهر رمضان الأبرك فإنَّنا نُطالب الصائمين أنّ يخصِّص كلٌّ منهم مقدار وجبة يوميّة للدعم

5. الضغط على الحكومات والحكّام لوقف كلِّ أشكال التطبيع، وقطع العلاقات وإغلاق السفارات في الدول التي تُقيم علاقاتٍ مع العدوّ، وتحذير واشنطن بقطع العلاقات معها إذا استمرَّت في هذه الشراكة الكاملة مع الإسرائيليّ في عدوانه

6. العمل على نشر ثقافة فلسطين وعروبتها، وكذلك ثقافة القدس، وفكر المقاومة بكلِّ أشكالها

وختمَ السحمراني كلامه بالتأكيد على أنّه لا معنى للقدس بلا فلسطين، ولا لفلسطين بلا القدس، وعلى فاعليّة الانتفاضة والمقاومة التي حقّقت توازن الرعب، ونشرت القلق عند الغاصبين في الكيان الصهيوني، بحيث تنمو أعداد الراغبين في ترك الأرض المحتلّة، أو الشباب الذين يُعرِضون عن الخدمة العسكريّة.

وكانت مداخلة لأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض أكَّد فيها رفضَ الشعب الفلسطيني قيادةً وشعبًا لقرارات المعتوه ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ولفت إلى أنَّ ذلك تجسَّد بانتفاضة الشعب الفلسطيني من خلال خروج أبناء غزّة هاشم في مسيرات العودة التي سقط خلالها عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، وبابتداع الفلسطينيين لأساليب نضالية جديدة في جمعة الكاوتشوك، تأكيدًا على عروبة القدس عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى وهي مكان التعايش الاسلامي المسيحي .

وأضاف: "إنَّ شعبًا يُقدِّم أبناءَه شهداء من أجل دحر الاحتلال الصهيوني عن أرض آبائه وأجداده لا بدَّ أن ينتصر، لأنَّ إرادته صلبةٌ لا تلين ولن تنكسر، وآمل أن تتحوّل قمّة العرب لقمّة القدس ودعم أهلها من أجل الصمود في وجه أطماع الصهاينة التوسُّعية وقطعان المستوطنين".

كما كانت مداخلاتٌ لكلٍّ من المحامي عبدالناصر المصري، والدكتور محمود حمد سليمان، والمحامية سمر الحلبي، ومسؤول إعلام حركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، والدكتور جمال أبو نجا، والنقابي نبيل العرجا، والشيخ علي السحمراني.

إعلام حركة "فتح" - لبنان