- السفير دبور: انعقادُ المجلس الوطني هو المحطَّةُ الأساسية والمفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني

- السفير دبور: ندعو لتحرُّك المجتمع الدولي بهدف توفير الحماية الدولية لشعبنا في مواجهة جيش الاحتلال

- السفير دبور: شعبُنا الفلسطيني مثال يُحتذَى به في حرصه ونشره ثقافةً وطنيةً جامعةً كاملةً

أوضح سعادة سفير دولة فلسطين لدى لجمهورية اللبنانية أشرف دبور أنَّ هناك مشروعًا كبيرًا وخطيرًا جدًا يهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، لافتًا إلى أنَّ المشروع بدأ يُنفَّذ فعليًّا من خلال الاعتراف بالقدس عاصمةً لكيان الاحتلال الصهيوني والمحاولات الجارية لإنهاء دور ومكانة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ما يستدعي العملَ على توحيد الصفوف والجهود والبيت الفلسطيني لمواجهة هكذا مشاريع ولتحصين الوضع الداخلي، وأشار في هذا السياق إلى أنَّ عقدَ جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في 30 من الشهر الجاري في رام الله يأتي كأحد أولويات القضية والمرجعية الفلسطينية التي اكتسبَت الاعتراف بها في المحافل الدولية كافّةً عبر التضحيات التي بذلها شعبنا الفلسطيني على مدى سنوات النضال الطويلة.

وفي حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، ذكّر السفير دبور بالاعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة في العام 2012، حيث أكَّد طلب القرار الذي قُدِّم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أنَّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أُنِيطَت بها، وفقاً لقرار للمجلس الوطني الفلسطيني، سلطات ومسؤوليات الحكومة المؤقّتة لدولة فلسطين.

وردًّا على سؤال عمَّا إذا كان الوضع الحالي، والذي يشهد توتُّرًا في العلاقات الفلسطينية بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني د.رامي الحمدالله، ينعكس على المخيَّمات في لبنان، أكَّد السفير دبور أنَّ الوضع في المخيَّمات مُتماسِكٌ جدًّا، وأضاف:"لقد أثبتت تجربتنا السابقة بأنَّ القيادات الفلسطينية الموجودة في لبنان تتمتَّع بالوعي الكامل، والحرص الدائم على عدم نقل أي خلاف أو تباين في وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية في لبنان الذي يحتضن الشعب الفلسطيني منذ أن هُجِّر قسرًا من وطنه وأرضه، وانطلاقا من ذلك، ووفاءً لهذا البلد، نعمل وبجهد كبير للحفاظ على أمننا وأمنه بجهد فلسطيني مشترَك من قطاعات شعبنا الفصائلية والشعبية والاطر والهيئات المحلية كافّةً، لذلك عملنا معًا ووصلنا إلى مرحلة مُتقدّمة جدًا من تعزيز واستقرار الوضع الأمني، وبات شعبنا الفلسطيني مثالاً يُحتذَى به من خلال حرصه ونشره ثقافة وطنية جامعة كاملة حول عدم التدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، والحفاظ على الأمن في لبنان وفي المخيّمات. وهذا باعتراف وبتقدير المرجعيات اللبنانية وعلى المستويات كافّةً".

وحول ما تنتظره فلسطين من القمّة العربية التي ستنعقد في السعودية، قال: "إنَّنا نعوّل أولاً على شعبنا الفلسطيني الذي أثبت من خلال مقاومته المستمرّة منذ النكبة وما قبلها وما بعدها بأنه متمسِّك بقضيته وثوابته، كما نثقُ بقيادتنا الفلسطينية التي أبهرت العالم بثباتها على الثوابت الفلسطينية وعلى الموقف والحقوق المشروعة والتي كفلتها القوانين والشرائع الدولية. ونأملُ من إخواننا العرب، عمقنا الإستراتيجي، الوقوفَ وقفةً جادّةً وحقيقيةً في ظلِّ الظروف التي نمرُّ بها حالياً في فلسطين خاصة لجهة ما يخطّط وينفذ من مشاريع ونطالب بأن تكون هذه القمّة (قمة فلسطين والقدس) لما تمثِّله في ضمير ووجدان كلّ حرٍّ وشريف في هذا العالم".

وشدَّد السفير دبور على أنَّ المقاومة الشعبية مستمرّة للوصول إلى تحقيق وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، ولفت إلى أنَّ ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات إعدام وقتل متعمَّد ضدَّ أبناء شعبنا من الأطفال والنساء والشيوخ والصحافيين الذين يخرجون بمسيرات شعبية جماهيرية سلمية في قطاع غزة تعتدُّ خرقًا فاضحًا وصارخًا لأبسط حقوق الانسان وفي حقه في التعبير عن رأيه وتمسكه بحقوقه الوطنية.

وأردف: "من هُنا نُجدِّد التأكيد على ضرورة تحرُّك المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا في مواجهة جيش الاحتلال الذي يُمارس إرهابًا منظَّمًا ومستمرًّا باستخدامه طرق القتل والقمع الممنهج في محاولة لإسكات صوت الحقِّ والعدل الفلسطيني".

وعن تقارب بعض الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة، التي هي الحليف التاريخي لـ(إسرائيل)، قال السفير دبور: "نتمنّى أن تكون المواقف العربية واضحة وصلبة إلى جانب الحق الفلسطيني الذي يُجسِّد الحق العربي والإسلامي والمسيحي".

وشدّد السفير دبور على أنَّ فلسطين تستحق من الجميع، ولها الحق على الجميع بالوقوف إلى جانبها ونُصرتها، ورأى أنَّ الموقف في الردِّ على الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني حتى الآن لم يرقَ للمستوى المطلوب والمأمول، مؤكِّدًا أنَّ القدس "لكلّ أحرار وشرفاء العالم"، وأنَّ "مثل هذه المخطّطات لن تمرّ بتصدي وصمود وبسالة وقدرة شعبنا على المواجهة".

وبسؤاله حول إمكانية وجود خوف على حياة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس "أبو مازن" بعد الحديث عن تهديدات وبدائل له، أجاب: "نعلم أنَّ كلَّ قائد فلسطيني اختار طريق النضال، والرئيس أبو مازن يُدرك تمامًا صعوبة وأخطار المسيرة، وهو الثابت على الحقِّ الفلسطيني، ومن الطليعة الأولى التي أطلقت شرارة الثورة الفلسطينية، وكرَّس حياته ونضاله في سبيلها، ولا نستبعد من العدو أيَّ شيء، ولكن لا يستطيع كائن من كان أن يفرض على شعبنا ما لا يقبل به، وقد أثبتت التجارب السابقة ذلك على الرغم من تخطي عدونا لجميع الخطوط الحمراء، فقد مارس الإرهاب، بكل ما للكلمة من معنى حيث أطلق الرصاص الحي على الأطفال، والشاب المقعد إبراهيم أبو ثريا، والمرأة الفلسطينية، واعتقل الطفلة عهد التميمي، وأصدر بحقها الأحكام، وهو ينتهك يوميًّا القوانين والأعراف الدولية، ولا نستبعد أن يُقدِم على أي عمل، والعالم أجمع شاهدٌ على ما جرى مع الرئيس الرمز ياسر عرفات، وحصاره في مقرِّ المقاطعة في رام الله".

وشدّد على أنَّ الرئيس أبو مازن يضع نصب عينيه هدفًا واحدًا ووحيدًا وهو "الوصول إلى حقوقنا الوطنية في وطننا فلسطين"، مؤكِّدًا بأنَّ "السيّد الرئيس يقِف سدًّا منيعًا في وجه المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية".

واستبعد سعادته أن يكون ما أُشيع عن رسائل نقلتها مصر حول إمكانية التعرّض للرئيس عبّاس صحيحًا، قائلاً: "بالتأكيد إخوتنا في مصر لا يمكن أن يقبلوا بنقل مثل هكذا رسائل".

ورداً على سؤال، أكَّد السفير دبور أنَّ انعقاد المجلس الوطني هو المحطّة الأساسية والمفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني خاصّةً في ظلِّ الظروف الصعبة التي تمرُّ بها القضية، وقال: "كُنا نتمنَّى انتهاء الانقسام الفلسطيني خاصّةً بعد توقيع اتفاق القاهرة في 12-10-2017، لتكون دورة المجلس هذه جامعة لإخوتنا الذين لم ينضموا لغاية الآن إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا".

وختمَ حديثه قائلاً: "عهدنا أنَّ نستمرَّ موحَّدين بثبات الخطى للدفاع عن قضيّتنا ومواجهة جميع الأخطار والمؤامرات التي نتعرَّض لها".

إعلام حركة "فتح" - لبنان