تقرير: أبو عرب

   لمناسبةِ الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد الرّمز ياسر عرفات، نظَّم المكتب الحركيّ للشباب والرياضة في مخيَّم نهر البارد مهرجانًا رياضيًّا، يوم الأحد الموافق ٢٩-١٠-٢٠١٧ على أرض ملعب القدس في مخيَّم نهر البارد، شاركت فيه الأنديّة الرياضيّة في مخيَّم نهر البارد كافّةً بمختلف الفئات العمرية، إضافةً إلى قدماء نهر البارد وبلدة عكّار.

وقد حضرَ المهرجانَ كلٌّ من رئيس مصلحة الرياضة لتيار "المستقبل" في عكّار الأستاذ حسين مرعي، وأمين سرّ حركة "فتح" في مخيَّم نهر البارد أبو سليم غنيم، وأمين سرّ المكتب الحركيّ للشباب والرياضة في مخيَّم نهر البارد غسّان رمضان، وأمين سرّ اللّجنة الشعبية الدوري فرحان عبده، إضافةً إلى ممثِّلي فصائل المقاومة الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية، ومُمثِّلي أندية نهر البارد والجوار، فضلاً عن جمهورٍ عريقٍ من مخيمَي نهر البارد والبداوي وقرى الجوار.

وافتُتِح المهرجان بقراءة سورة الفاتحة لروح الشهيد ياسر عرفات وسائر شهداء الثّورة الفلسطينية، ومن ثُمَّ الاستماع للنشيدَين الوطنيَّين الفلسطينيّ واللبناني.

وبعدها ألقى الأستاذ حسين مرعي كلمةً استهلَّها بالتحية إلى روح الشهيد أبو عمار "الرجل الذي ناضل، وأبى إلّا أن يضع قدمه الشريفة على أرض فلسطين الحبيبة".

وتابع: "أتينا إليكُم من مدرسة الشهيد رفيق الحريري التي آمنت وعملت من أجل قضية الأُمَّتين العربية والإسلامية، قضيّة كلِّ إنسانٍ شريفٍ في هذا العالم، ألَا وهي قضيّة فلسطين، فألفُ تحيّةٍ من عكّار ونهر البارد إلى فلسطين".

وأضاف: "كما جمعَتْنا الرياضةُ اليوم، نتمنَّى أن تبقى الأُمّة العربية والإسلامية موحّدةً في وجه الأعداء وخصوصًا العدو الصهيوني الغاصب".

ثُمَّ خاطب مرعي الجمهور الفلسطينيّ قائلا: "أهلَنا الفلسطينيين الشرفاء، كُنتُم وما زلتم صورةً جميلةً من النسيج اللبناني الذي يظهر دائمًا في كلِّ المحطات، ندعوكم أن تبقوا على هذه المسيرة الطيّبة، وكُلُّنا ثقة بأنَّكم أهلٌ لذلك". ودعا أهالي نهر البارد بِاسم مصلحة الرياضة في تيار "المستقبل" للمشاركة في كلِّ النشاطات والمهرجانات، مُشيرًا إلى أنَّهم ركنٌ ومكوّنٌ أساسيٌّ من هذه المنطقة العزيزة على قلوب الجميع، وقلب دولة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري.

وأشار إلى أنَّ مشروع تيار "المستقبل" هو مشروع بناء الدولة والحفاظ على مؤسَّساتها الأمنية والعسكرية، مُثمِّنًا تضحياتِ الجيش اللبناني "الذي يدافع عنَّا جميعًا في محاربة الإرهاب الذي لا دين ولا طائفة ولا وطن له".

وختم كلمته مُتوجِّهًا بالتَّحية إلى كلِّ مَن ساهم وعمل من أجل إنجاح هذا اللقاء اللبناني الفلسطينيّ الأخوي، وإلى كبار شهداء هذه الأُمَّة الرّمز ياسر عرفات، والرئيس رفيق الحريري، وسائر شهداء الثّورة الفلسطينية.

 ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو لجنة شعبتها في نهر البارد فرحان عبده، إذ توجَّه بالتحيّة لروح الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الذكرى الثالثة عشرة على استشهاده معاهدًا إياه على التمسُّك بنهجه وبالثوابت التي ناضل من أجلها حتى تحرير كلِّ فلسطين من نهرها إلى بحرها، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 كما توجَّه بالتَّحية لأبناء الشعب اللبناني العظيم الذين يُشاركوننا في إحياء هذه الذكرى العطرة، والذين شاركونا لقمةَ العيشِ، وجميع المحطَّات النضالية، والخندق الواحد في التّصدي للعدو الصهيوني لدحره عن وطننا المحتل، مُتوجِّهًا بالتحيّة كذلك لقادة الفصائل الفلسطينية واللبنانية الحاضرين.

وأكَّد أنَّ أطفال وأشبال وشباب فلسطين المشاركين اليوم في هذا المهرجان الرياضي هُم جيلُ المستقبل والنّصر والتّحرير، وشدَّد على ضرورة تنشئةِ جيلٍ فلسطيني حضاريّ رياضي متعلِّم مثقّف وحمايته من الانجرار وراء الآفات، ليكونَ جيل النَّصر الذي يستكمل مسيرة النّضال والتّحرير، وهنّأ الفائزين بمباريات الدورة، مُنوِّهًا بالمهارة والروح الرياضية العالية التي سادت المهرجان الرياضي، وبتحدّي المشاركين واقعهم الصعب عبر ممارسة أسمى أنواع الرياضة في مخيّم نهر البارد الجريح الذي حُرِمَ أبسط حقوقه حتى في استعادة ملعبه الذي دفعَ ثمنَهُ دماء وشهداء.

وتطرَّق عبده إلى آخر المستجدَّات حول موضوع ملعب "الشهداء الخمسة" في نهر البارد، فقال: "كُلُّنا يعلمُ أنَّنا استلمنا الملعب بعد نضالٍ مع الجهات الأمنية والجهات القضائية اللبنانية، وبدورنا قُمنا بمراسلةِ العديد من المؤسَّسات لتجهيز الملعب لأنَّنا لا نملك الإمكانيات اللازمة لذلك. وقبل أسبوع من اليوم جاءنا عرضٌ من جمعية الصليب الأحمر الدولي لتجهيز جزءٍ من الملعب بقيمة 70,000$، ونحن رحَّبنا بالعرض، وشكرنا إخوتنا في الجمعية لأنَّها ستكون بداية الانطلاق لهذا الملعب ليؤدّي دوره الرياضي في احتضان أكثر من 20 نادٍ رياضيٍّ، وبعد 24 ساعة تبلَّغنا من مؤسسة "أنيرا" اهتمامها بتجهيز هذا الملعب بمواصفات عالمية بقيمة نحو 250,000$، ولا بدَّ أن نشكر هذه المؤسّسات لاهتمامها بجيلنا وشبابنا ورياضيينا".

وأوضح عبده أنَّ قيادة حركة "فتح" تبذُل جُلَّ جهودها لتذليل آخر عقبة تقف أمام افتتاح الملعب في الربيع القادم، وهي تتعلَّق بمسألة عالقة أمام القضاء اللبناني، وتسعى لإنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن.

وختم كلمته بتوجيه الشكر للشهيد رفيق الحريري الذي كانت له اليد البيضاء في دعم الثورة والقضية الفلسطينية حتى النَّفَس الأخير، ولنجله الرئيس سعدالدين الحريري الذي سارَ على نهجِ والده في دعم قضيّتنا، ولمكتب الشباب والرياضة الذي قام بإنجاز هذا المهرجان الرياضي، وللأندية الفائزة.

ثُمَّ بدأت المباريات بين الأندية المتنافسة على لقب "كأس الشهيد ياسر عرفات" بمختلف الفئات العمرية، والتي انتهت على الشكل الآتي:

- الفئة العمرية (٢٠٠٤-٢٠٠٥)

المركز الأول: نادي الضّفة الرياضي

المركز الثاني: نادي النّصر الرياضي

 -الفئة العمرية (٢٠٠١-٢٠٠٢)

المركز الأول: نادي بيت لحم الرياضي

المركز الثاني: نادي العودة الرياضي

- فئة الدرجة الأولى:

المركز الأول: نادي رام الله "أجيال فلسطين" الرياضي

المركز الثاني: نادي اليرموك الرياضي

- فئة قُدماء الرياضة:

تعادل قدماء نهر البارد وقدماء عكّار بنتيجة ٤-٤

جائزة أفضل لاعب: هيثم سعيد "أبو جابر".

وفي نهاية المهرجان، وُزِّعت الكؤوس على الفائزين، وقدَّم رئيس مصلحة الرياضة لتيار المستقبل في عكار درع محبَّة وتقدير بِاسم تيَّاره إلى حركة "فتح"، كما قدَّم أمين سرّ حركة "فتح" في نهر البارد درع القدس إلى تيّار "المستقبل"، وقدَّم أنصار الشهيد رفيق الحريري في نهر البارد درع شكر وتقدير إلى تيار "المستقبل".