تحقيق: وسام خليفة

صوَّت الـمجلس التنفيذي لـ"اليونسكو" بتاريخ 13 و18 تشرين أول 2016 على قرار يؤكّد أنَّ المسجد الأقصى مكانُ عبادةٍ خاصٌّ بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به، تبعه بأسبوع قرار لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الذي يرفض إطلاق مصطلح "الهيكل المزعوم" على حائط "البراق" في مدينة القدس، وقد لاقى هذا القرار ترحيبًا فلسطينيًا وعربياً وإسلامياًّ لما يعنيه من إحقاق لأمرٍ طالما حاولت إسرائيل نسبه لنفسها، ما دفع رئيس حكومة الاحتلال لاستدعاء سفير إسرائيل في "اليونسكو"، كخطوة احتجاجية على القرارات باعتبارها "مناهضة لإسرائيل ولاساميّة"، بينما رأت فيه القيادة الفلسطينية انتصارًا آخر على الرواية الإسرائيلية المزيّفة.

انتصارٌ للرواية الفلسطينية وتحذيرٌ لإسرائيل
ينوّه مستشار الرئيس محمود عبّاس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية د.محمود الهباش بالأهميّة الكبيرة لقرار "اليونسكو" لافتاً إلى أنّه جاء نتاج جهد كبير على مدى الأشهر الماضية من قِبَل فلسطين ومن قِبَل المجموعة العربية والإسلامية في "اليونسكو" وبالذات الأردن باعتبارها تتولّى الأماكن التاريخية والمقدّسة في مدينة القدس، ويضيف متحدّثاً  للـ"القدس": "بعد كل هذا الجهد الذي بُذِل، رغم كل المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لإجهاض القرار، تبنّى المجلس التنفيذي لليونسكو هذا القرار الذي يمثّل بالنسبة لنا كفلسطينيين انتصاراً معنوياً وقانونياً للرواية الفلسطينية القائمة على قاعدة أنَّ القدس المحتلّة بكل أماكنها الدينية والتاريخية والجغرافية وبيوتها وآثارها هي أرضٌ محتلّة ينطبق عليها ما ينطبق من مواد القانون الدولي التي تجرِّم قيام سلطة الاحتلال بأي تغيير ديمغرافي وجغرافي في الأماكن الواقعة تحت الاحتلال، وهو ما تقوم به إسرائيل بالفعل. وبالتالي فهذا أولاً انتصارٌ للدول العربية وللدبلوماسية العربية، وانتصارٌ للتنسيق والعمل المشترك العربي والإسلامي في المنظمة العربية واليونسكو على وجه التحديد، وهو أيضاً يمثِّل تراجعاً للقدرة الإسرائيلية إذ ان إسرائيل حاولت فرض أمر واقع من خلال القوة العسكرية وقوة الاحتلال، وهذا القرار أيضاً يمكن أن يمثِّل مرتكزاً لأي قرار يتعلّق بمدينة القدس".
ويتابع: "إسرائيل تتصوَّر أنّها دولة فوق القانون، لكن القانون والعدل والانتصار للحضارة الإنسانية أهم، تغضب إسرائيل أم ترضى هذا أمرٌ لا يعنينا، فنحن نبحث عن حقوقنا ومصالحنا، ومن الواضح أن المجتمع الدولي ضاقَ ذرعًا بإسرائيل وكأن إسرائيل (مدلّلة) ولا يجب أن يغضبها أحد! التاريخ لا يعود للوراء، لقد أخذت إسرائيل أكثر مما تستحق وحظيت بدعم غير متناهٍ من الولايات المتحدة الامريكية ومن غيرها، ولكن حتى لو استطاعت أن تمتلك قدرات تأثير سياسية على مفاصل صنع القرار هنا أو هناك، فإنَّ الحق والعدل في النهاية ينتصران لأنَّ الشعوب والحكومات والدول تقرأ التاريخ بشكل مختلف عن إسرائيل، فهي ليست دولة فوق القانون، لذا إما أن تلتزم بالقانون الدولي، وإما أن تخرج خارج مظلة القانون الدولي، وهذا ما حملته رسالة اليونسكو وما حمله التصرف الإسرائيلي بعد قرار اليونسكو، واذا خرجت إسرائيل من مظلة القانون الدولي تصبح دولة مارقة، وعلى المجتمع الدولي حينها أن يفكر بطريقة مختلفة".
ويؤكّد د.الهباش أنَّ هذا القرار يمثل انتصاراً من الناحية السياسية والمعنوية والقانونية مضيفاً: "ربما لا تمتلك اليونسكو كمنظمة منبثقة عن الأمم المتحدة أدوات تنفيذ، ولكنها محكومة بقانون دولي، وبالإمكان أن يكون تنفيذ قرارات اليونسكو من دوائر أخرى في الجمعية العامة أو في مجلس الأمن إذا لزم الأمر، لذا حتى هذا الانتصار المعنوي هو انتصار مهم ثبّت الرواية الفلسطينية والحق الفلسطيني في القدس من الناحية التاريخية والتراثية والدينية وهذا ليس أمراً شكلياً أو عابراً، بل هو شديد الأهميّة كونه جزءاً من الصراع في المحفل الثقافي والتراثي والتاريخي والقانوني، إضافةً إلى الصراع على الأرض، وهو الصراع الفعلي والعملي، وجزءٌ من صراع بين روايتَين؛ رواية الاحتلال المزيّفة المدَّعاة، ورواية الفلسطينيين المتشبّثة بالحق والتاريخ، ويجب ألّا نخسر أي معركة من معارك مواجهتنا مع الاحتلال سواء أكانت معركة معنوية أو مادية أو قانونية او سياسية، أو حتى في معركة الرواية التاريخية والدينية، وإن كنا نقول أنَّ أصل الخلاف بيننا وبينهم ليس تاريخيًّا أو دينيًّا وإنّما سياسي بسبب الاحتلال نفسه، ولكن علينا أن نكون مستعدين للمواجهة في أي ميدان. وقرار اليونسكو مثَّل نقطةَ انتصار لنا في مجال الرواية الدينية والتاريخية، واستطعنا أن نثبت ليس فقط كفلسطينيين، وإنّما كعرب ومسلمين أن روايتنا هي الأصدق، والدليل أن العالم تبنّى هذه الرواية وأنّه لا صحة لإدّعاء إسرائيل أنَّ لها حقوقاً تاريخية ودينية في الحرم القدسي أو في حائط البراق أو باب المغاربة، وغير ذلك من مرافق الحرم الشريف، وجزء من ادعاءات إسرائيل تستند إلى مزاعم دينية، وبلا شك ففي لحظة ما قد يصدق العالم ذلك لا سيما إذا كان صاحب الحق صامتاً، ومن هنا علينا أن نكون جاهزين لأي معركة قد يفتحها الاحتلال للرد بالأدوات والرواية القوية على الخرافات".
مستعدون لمواجهة إسرائيل في كل السّاحات
يؤكّد د.محمود الهبّاش أنَّ المزاعم الإسرائيلية المستندة للتاريخ والدين ما هي إلا خزعبلات وكلام فارغ لتسويق الرواية الإسرائيلية وتبرير الاحتلال، مؤكّداً الجاهزية العربية والفلسطينية لتفنيد هذه المزاعم بدليل قرار اليونسكو، إذ يقول: "لو لم نكن جاهزين وليس لدينا القدرة المستندة للحق وللعدل لدحض الرواية الإسرائيلية لما استطعنا أن نحقِّق هذا الانجاز، وبالتالي نحن جاهزون للرد على أيّة مزاعم إسرائيلية بالجواب المفحِم. هم يقولون أنَّ لهم حقوقاً دينية، وأنا أيضاً أردُّ بأنهم إن وُجِودوا في فلسطين قبل ثلاثة آلاف سنة فنحن موجودون قبل خمسة آلاف سنة، كم استمرّت دولتهم المزعومة إن كان لهم دولة هنا في فلسطين؟ 70 سنة؟ وأين ذهبوا  بعد ذلك؟ لقد تشتّتوا في العالم، وأنا منذ 5 آلاف سنة موجود هنا ولم أخرج، هناك وجود متواصل للفلسطينيين العرب الكنعانيين، والتوراة التي بين يديكم إن كنتم تستندون لها تقول إن هذه الأرض أرض الفلسطينيين، اقرؤوها جيّدًا. نحن أدّينا واجبنا بشكل جيّد وصائب، وروايتنا محبوكة ومحكمة ومواقفنا وردودنا محكمة، والدليل أنَّ العالَم أمام المنطقية الفلسطينية تقبَّل فكرة دولة فلسطينية في الأمم المتحدة، وتقبَّل دولة فلسطين في عضوية الأمم المتحدة في اليونسكو وفي محكمة الجنايات الدولية، وأنَّ الرواية الفلسطينية انتصرت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حتى في ظل الدعم الأمريكي والحرد الأمريكي على اليونسكو وذلك بفضل الدبلوماسية الحكيمة التي يقودها الرئيس محمود عبّاس والتي تنفِّذها القيادة الفلسطينية وحالة الوئام بيننا وبين الجهود العربية والإسلامية، وأنّنا استطعنا حشرَ إسرائيل وحلفائها في الزاوية بالمنطق وبالقانون وبالعدل وبالتاريخ الصحيح، كما أنّنا حصلنا على دولة مراقبة في الأمم المتحدة، وهناك الكثير من القرارات التي صدرت بحق الإسرائيليين وروايتهم المزعومة، وآخرها قرار اليونسكو الذي قال بالحرف الواحد أنَّ القدس والمسجد الأقصى وحائط البراق وباب المغاربة جميعها فلسطينية وأماكن عبادة فلسطينية فقط، والمسجد الابراهيمي مسجد إسلامي فلسطيني، وقبة راحيل التي أُخِذَت هي فلسطينية، وبالتالي فالرواية الإسرائيلية تتساقط وتتهاوى، وعلينا كعرب ومسلمين مواصلة العمل في الدوائر والمربّعات الأخرى من مربعات الصراع بنفس الدرجة حتى نستطيع أن نجمع الصورة الكاملة لتحقيق الانجاز المطلوب".
انتهاكٌ للمسجد الأقصى والمقدّسات الإسلامية على صُعُد شتى
تزداد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية بشكل كبير وعلى صُعد عدة. وللاطلاع على أبرز هذه الانتهاكات وأشدها خطورة التقت "القدس" الباحث والمؤرّخ عزّام أبو سعود الذي تحدّث عن أبرز ستة انتهاكات وهي:
محاولةُ تجذيرٍ المشاركة الزمانية
الدخول المكثّف لباحات الأقصى وخصوصًا في الأعياد اليهودية يُعدَّ تجذيراً لمحاولة المشاركة الزمانية للأقصى، لأنَّ دخول المستوطنين يتركّز من الصباح إلى الساعة الحادية عشرة والنصف ما قبل صلاة الظهر، ثم يعاودون الدخول مرة أخرى ما بين صلاتَي الظهر والعصر، ويتم إدخال السُّياح من باب المغاربة، وذلك بوجود قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية التي تقوم بحماية المستوطنين أثناء اقتحامهم لباحات الأقصى حيث يكون الجيش والمستوطنون مسلّحين، وأثناء وجود المستوطنين يُمنَع المواطن الفلسطيني من دخول الأقصى.
اعتقالُ وإبعادُ المصلين وحرّاسِ الأقصى
سياسةُ الاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى هي وسيلة ينفّذها الإسرائيليون لإخلائه، حيث تقوم إسرائيل بإبعاد بعض حرّاس المسجد الأقصى أو المصلين والمصلّيات مِن الذين يتواجدون بشكل دائم للصلاة ومنعهم من دخول باحاته والصلاة فيه، وأحد الأسباب قول المصلين عبارة (الله أكبر) اثناء اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى، والتي تستفز المستوطنين الذين يمارسون طقوسهم الدينية.
الصلاةُ في باحات الأقصى
يؤدّي المستوطنون صلاواتهم التلمودية أثناء اقتحام الأقصى على أبواب المسجدَين المرواني والأقصى، وخاصةً على الأبواب الشرقية للأقصى وذلك بحماية من الشرطة الإسرائيلية.
تزويرُ التاريخ
يتحدّث أدلّاء السياحة الإسرائيليون، الذين يأخذون السُّياح إلى المسجد الأقصى، عن المسجد وكأنّه مكان مقدس فقط لليهود، وليس مكاناً أساسيا في قدسيته للمسلمين، ويتعمَّدون تسمية منطقة الأقصى وباحاته بجبل الهيكل، وبالطبع فكلمة الأقصى مستثناةٌ من قاموسهم السياحي.
تحديدُ سِن المصلين في الأقصى
يُمنع المصَلون المسلمون من الدخول إلى المسجد الأقصى في أيام معينة من الأسبوع، وتُحتجَز هويات المصَلين الداخلين للمسجد الأقصى، بالإضافة لتقليص عدد المصَلين من خلال تحديد سن الدخول للأقصى، حيث يسمحون بالدخول فقط للرجال فوق الخمسين عامًا وأحياناً الستين عاماً، ويمنعون مَن هم دون هذه السن من أداء صلاة الجمعة، وقد أثَّر هذا على عدد المصَلين، وساهم في زيادة عزلة الأقصى.
عرقلةُ عمليّات ترميم الأقصى
تجبرُ السلطات الإسرائيلية دائرةَ الأوقاف على أخذ الإذن منها لإجراء أيّة ترميمات للمسجد الأقصى، ونتيجة لهذا القرار يُمنَع إدخال مواد البناء إلى ساحات الأقصى، ولو بكميات صغيرة ولأغراض مستعجَلة، ولهذا نجدُ العديد من الأماكن التي تتعطّل عملية صيانتها أو تتأخّر بسبب هذه الممارسات.
التصعيدُ الإسرائيلي ردًا على قرار اليونسكو
يشير الباحث عزّام أبو سعود إلى أنَّ "قرار اليونسكو عرَضَ للانتهاكات الإسرائيلية المذكورة كسياسة الاعتقال وإبعاد المصلين وحراس الأقصى، وكأنَّ إسرائيل تنصِّب نفسها في موقع يسمح لها بانتقاء مَن يصلي ومَن لا يصح له ذلك، وتطرّق لموضوع الملكية وأنَّ منطقة الأقصى منطقة إسلامية وليس لليهود أثر ديني في ساحات الأقصى، بل هو مكان مقدس للمسلمين، وهذا أثار غضب الإسرائيليين من الكُتّاب والسياسيين وكافة الإسرائيليين بشكل عام".
 ويُردف: "من أهم ما تناوله القرار هو التأكيد على أنَّ حائط البراق ملك إسلامي وليس لليهود أي ارتباط به، ومَن يراقب على الأرض يلاحظ السباق الإسرائيلي مع الزمن لهدم أيّة آثار تشير إلى الأحقيّة الإسلامية بالمكان مثل الآثار التحتية والتي تشير إلى الفترة الأموية، ونتيجة للقرار قامت إسرائيل بالتصعيد مؤخّراً أثناء الأعياد اليهودية، وخاصة في عيد العُرش أو ما يُسمَّى (المظلة) الذي كان منذ عدة أيام حيث تكثَّفت الدعوات لاقتحامات أكبر للمسجد الأقصى، وهي دعوة شارك فيها وزراء في حكومة نتنياهو وأعضاء في الكنيست من الأحزاب الدينية المتطرّفة، وقد ازدادت أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى حيثُ كان معدل الاقتحام اليومي من 80-100 مستوطن، ليصل بعد التحريض إلى 300-400 مستوطن اقتحموا الأقصى، وواكبَ ذلك إجراءات تمثّلت بمنع بعض الشخصيات من دخول المسجد الأقصى وساحاته، واعتقال عدد من الحرّاس، كما هدَّدت إسرائيل بالانسحاب من اليونسكو، وتحاول إعادة التصويت من أجل تغيير النتيجة لصالحها او تخفيف صيغته، وهنا نصل لموقف قديم جدًا وهو أنَّ إسرائيل لم تلتزم بأي قرار للأمم المتحدة كان ضد ما تريده، وهي دائمًا تضرب بهذه القرارات عرض الحائط".
قرار لجنة (شو) والاعتراف بأحقية المسلمين بحائط البراق
مِن أهم القرارات التي تؤكّد أحقية المسلمين بحائط البراق هو قرار لجنة (شو) التي شكّلها الانجليز أثناء انتدابهم لفلسطين من كبار القادة والمؤرّخين نتيجةً للأحداث التي حصلت في ثورة البراق العام 1929. وبعد سنتين من البحث أصدرت اللجنة قرارًا بأنَّ الأحقيّة بحائط البراق هي للمسلمين، وهي أوقاف إسلامية بالرغم من أنَّ بريطانيا هي التي سعت لإقامة وطن لليهود في فلسطين وساعدتهم على احتلالها، وكافة الحفريات التي قام بها الإسرائيليون تحت المسجد الأقصى ومنطقته لم تُظهِر أي دليل واحد على أحقيّتهم بالمكان، ولكنّهم كعادتهم يتمسّكون بما يريدون بدون وجود دليل واضح كونهم يريدون السيطرة على الأرض بكل الأساليب المتاحة لهم.
ويرى وزير الأوقاف والشؤون الدينية سماحة الشيخ يوسف ادعيس أنَّ "قرار اليونسكو هام وعظيم يمثّل انتصاراً للحقيقة، وتأكيداً للحق الإسلامي بالمسجد الأقصى المبارك من خلال اعتراف هذا القرار بقدسية الأقصى وباحاته بالنسبة للمسلمين، ونفي أي علاقة تاريخيّة لليهود بالمكان"، ويضيف: "علينا كعرب ومسلمين استثمار هذا القرار في المحافل الدولية لحماية المسجد الأقصى الذي يتعرّض للاقتحامات اليومية، وهذا القرار رسالة للمجتمع الدولي ليتحمل مسؤوليّاته تجاه الأقصى والقدس وما يتعرَّضان له من انتهاكات يومية، ونؤكّد واجب العالم العربي والإسلامي بضرورة نُصرة الحق من خلال المواثيق والمعاهدات الدولية لأولى القبلتَين وثالث الحرمَين الشريفين".
أمّا عن ردة الفعل الإسرائيلية على القرار فيقول: "ردة فعل إسرائيل كانت متوقّعة، فكل قرار يضمن الحق الفلسطيني والإسلامي هو قرار مزعج للأكاذيب الإسرائيلية، وهي دائمًا تلجأ لعرقلة أي قرار لا يصب في مصلحتها، ومَن يراقب ردة فعل إسرائيل على الأرض يلاحظ ازدياد وتيرة اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين وحتى على الأراضي التابعة لهم، وزيادة اقتحامات المستوطنين للأقصى كتحدٍّ واضح للقرار، وقد قلَّصت عدد المصلين المسموح لهم بالدخول وتقوم بالاعتداء عليهم بالضرب والحبس والغرامات المالية".