خاص مجلة "القدس" العدد 342 تشرين الاول 2017/ إعداد: فاطمة الحلو 13/10/2017

لا تزال مجموعة مشروع (Just Walk to Jerusalem) "سيرًا على الأقدام إلى القدس"، الذي أطلقته منظّمة (Amos Trust) في لندن، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ورفضًا لوعد بلفور المشؤوم، ومطالبةً للحكومة البريطانية بتغيير الواقع التاريخي الذي فرضته في فلسطين، تواصل مسيرتَها في قطع الألفي ميل نحو القدس سيرًا على الأقدام، رافعةً شعارًا شبيهًا بشعار الرئيس الراحل ياسر عرفات، "على القدس رايحين حُجَّاج بالملايين".

وقد جاءت هذه المبادرة بشكل خاص ردًّا على قرار الحكومة البريطانية الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لوعد بلفور التي تصادف هذا العام، واستضافة بنيامين نتنياهو لحضور الاحتفال، بناءً على طلب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيثُ تخلَّى بعض من المشاركين فيها عن  عملهم ليتضامنوا مع القضية الفلسطينية، ويؤكّدوا رفضهم لموقف الحكومة البريطانية.
وفي التاسع من حزيران 2017 كانت انطلاقة رحلة السير من لندن إلى فرنسا، فسويسرا، ثُمَّ عبرت المجموعة الحدود الإيطالية مرورًا بمدينة بولونيا الإيطالية والبندقية وقراها مثل كاتالينا وفايينزا ومدينة سانت مارينا ومدينة أنكونا على الحدود الألبانية. ومن ثُمَّ قطعت الحدود الإيطالية مُتّجهةً إلى البانيا بحرًا، لتكمل رحلة المشي على الأقدام من ألبانيا لمقدونيا فاليونان عابرةً عددًا من مدنها وقراها كمدينة ثيسالونيكي وقرى وبلدات فلورينا وبيلا، وصولاً إلى الحدود اليونانية التركية وتحديدًا "تاكريداك" حتى تاريخه (13 تشرين الأول 2017)، على أن تواصل مسيرتها مشيًا نحو اسطنبول في تركيا، حيثُ سيستقل المشاركون الطائرة إلى العاصمة الأردنية عمّان، ليكملوا رحلة المشي من عمّان إلى القدس آملين الوصول إليها في أوائل شهر تشرين الثاني لهذا العام.

فكرة المشروع وأهدافه
حين وقَّع وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور وعد "بلفور" المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني من عام 1917 كانت فلسطين لا تزال تحت الحكم العثماني في ذلك الحين، وعلى أثره انتدبت بريطانيا فلسطين العام 1920، بعد ضعف الدولة العثمانية التي سُمِّيَت آنذاك بـ"الرجل المريض"، حتى وقوع النكبة عام 1948. وبناءً على ذلك احتُلَّت فلسطين من قِبَل عصابات الـ"هاجاناه" والـ"شتيرن" والـ"إرجون" الصهيونية بدعم واضح وصريح من بريطانيا، ما أسفر عن تدمير أكثر من 418 قرية فلسطينية، وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من ديارهم ليصبحوا لاجئين، حسب ما ذكره إيلان بابي في كتابه (The Ethnic Cleansing of Palestine) أو "التطهير العرقي لفلسطين"، وحسب ما ذكره الباحث والمؤرِّخ الفلسطيني وليد الخالدي في كتابه "كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمَّرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"، المنشور عام 2001.
وبناءً على هذه المعطيات، وشعورًا منها بالمسؤولية التاريخية التي يحملها الشعب البريطاني بسبب وعد "بلفور"، قرَّرت منظَّمة (Amos Trust) في بريطانيا تنفيذ مشروع "سيرًا على الأقدام إلى القدس"، والذي يشارك فيه أكثر من خمسة عشر مُتطوِّعًا ومتطوّعةً من مختلف الجنسيات، ومنها البريطانية والأسترالية والألمانية.
وفي هذا السّياق يقول صاحب فكرة المشروع الكاتب والممثّل البريطاني الشهير، جاستن باتشر: "في العام 2015 زرتُ فلسطين، ورأيت الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جرّاء الاحتلال الإسرائيلي. ففي أولِّ زيارةٍ لي، وعندما علموا أنَّني من بريطانيا، كانوا يسألونَني ماذا عن وعد بلفور؟! وكأنَّهم يقولون لي أنَّنا السبب في تهجير الشعب الفلسطيني. فبدأتُ أشعر بالمسؤولية الأخلاقية تجاه الفلسطينيين، وكنتُ أتساءَل ماذا يريد منّا الشعب الفلسطيني لتغيير هذا الواقع؟! فأتاني الرد منهم بأنَّنا لا نريدُ أن تُطعِمُونا أو تساعدونا بشيء، بل نريد الحُريّة". ويُضيف: "كان لهذه الكلمات أثرٌ كبيرٌ علي، فوعدتُهُم بأن أقوم بالمساعدة.. لا أعرف كيف، ولكنَّني وعدتهم".
ويُتابع: "عندما  عُدتُ إلى بريطانيا تواصلت مع منظمة (Amos Trust) الخيرية التي يُشرف عليها السيد كريس روز، وكنتُ قد عمِلتُ معهم في مشاريع أخرى في بريطانيا كبناء جدار -يشبه الجدار العنصري الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي- داخل مدينة لندن لنظهر للمجتمع البريطاني ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وما يشعر به تحت نير الاحتلال، حيثُ لقي الموضوع صدى إعلاميًّا كبيرًا. حينها خطرت لي فكرة تنظيم مشروع السير مشيًا على الأقدام من لندن إلى فلسطين، لنؤكِّد أنَّنا كبريطانيين لسنا راضين عن هذا الوعد، ونحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وقد حان الوقت للتغيير".
ويتابع باتشر: "كذلك يأتي المشروع في إطار الرد على قرار الاحتفال في بريطانيا بهذا الوعد المشؤوم، والذي قرَّرت رئيسة الوزراء السيدة تيريزا ماي إحياء ذكراه المئوية هذا العام ضاربةً بعرض الحائط ما نتجَ عنه من مأساة وهدرٍ لحقوق الشعب الفلسطيني منذُ لحظة توقيعه، وهو ما يعدُّ تكراراً لهذه الجريمة القانونية والأخلاقية، وإعادةً للنهج الاستعماري الإجرامي الذي لا يمكن لأحد تقبُّله في العصر الحديث، فهو يكيل بمكيالين، إذ كيف للحكومة البريطانية التي تدَّعي وترعى وتطالب بحقوق الإنسان والمساواة أن تقبل بمثل هذه الجريمة، لا بل وأن تُعاد مرة أخرى وتحت رعايتها".
ويختم حديثه قائلاً: "هدفُنا هو تغيير معايير التاريخ ومناصرة الشعب الفلسطيني في الذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم، وستكمل المجموعة رحلتها حتى تحقيق هدفها عابرين كل هذه الحدود مشيًا على الأقدام لنقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم.. وعلى القدس رايحين...".
من جهته، يُعرب المدير العام لجمعية (Amos Trust) كريس روز، والتي تعمل في عدة بلدان كالهند وبوروندا وإفريقيا وفلسطين، عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني، وموقف الجمعية الرافض لوعد "بلفور" الذي كانت له تداعيات سلبية كبيرة على الشعب الفلسطيني. ويُضيف: "جمعيتنا تعمل في كلٍّ من الضفة الغربية وغزة منذ عدة أعوام لدعم الشعب الفلسطيني، وقد قامت ببناء العديد من المنازل التي هُدِّمَت على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب قيامها بشكل دوري بمساعدة المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون، وحمايتهم من المستوطنين الذين يعتدون عليهم، خلال قطف محاصيلهم الزراعية بالتعاون مع مؤسّسات أخرى غير حكومية.
وحول دعم الجمعية لمبادرة مشروع السير إلى القدس، يقول روز: "أنا مَن يدعم حملة السير إلى الأراضي المقدّسة، ونحن نُصلّي ونتمنّى أن نرى المساواة قد تحقَّقت لكلِّ من يعيش في الأراضي المقدسة من اليهود وغير اليهود. هذه الحملة التي نُنفِّذها تهدف لوقف بناء لمستوطنات، ولإنهاء الاحتلال الذي طال لأكثر من خمسين عامًا. كما ندعم حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وخصوصًا اللاجئين منهم في لبنان. ويأتي المشروع في سياق الرد على وعد "بلفور" الذي أثَّر بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني وعلى الشرق الأوسط، وبكلِّ تأكيد نحن غير راضين عن احتفال بريطانيا بهذا الوعد واستضافتها بنيامين نتنياهو خلاله، لذا بدورنا نقوم بدعم هذه الحملة كخطوة لتغيير المعايير السياسية والتاريخية".

على مَساوِئِه.. لم يُطبّق الوعد بحسب نصه!
نصَّت المذكرة التي قدَّمها وزير الخارجية البريطانية حينها آرثر بلفور، ووافق عليها السيد روتشايلد عن طريق مجلس النواب البريطاني وملك بريطانيا، على منح اليهود وطنًا قوميًّا لهم في أرض فلسطين، مع مراعاة احترام وحفظ حقوق جميع المواطنين غير اليهود في تلك المنطقة. وبالتالي، فإنَّ هذه المذكرة أقرَّت حفظ الحق الاجتماعي والديني لغير اليهود في فلسطين، وقد شكَّل هذا المجتمع أكثر من 91% من الشعب المقيم في فلسطين حينها، فيما كان يُشكِّل المجتمع اليهودي 9% فقط. ولكن هذا الحق لـ91% من المجتمع الفلسطيني لم يُحترَم من قِبَل بريطانيا واليهود الصهاينة منذُ توقيع الوعد حتى يومنا هذا، وإنَّما قامت بريطانيا بتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين منذُ أواخر العام 1917، وأنشأت مستعمرات يهودية سُمِّيت بـ"الكيبوتس" (مستوطنات تعاونية). ومعظم الذين هاجروا من اليهود إلى فلسطين في تلك الحقبة كانوا من اليهود الروس. وحسبَ ما ذكره الباحث والبروفيسور اليهودي من أصل ألماني إيلان بابي في كتابه (The Rise and Fall of a Palestinian Dynasty: The Hussinies 1700-1948) "ظهور سلالة فلسطينية وسقوطها: آل الحسيني 1700-1948"، فإنَّ بريطانيا لم تكتفِ بتمييز اليهود عن الفلسطينيين غير اليهود، بل رفضت الدولة المنتدِبة أن تعترف باللّجنة العُليا التنفيذية للمؤتمر الثالث الفلسطيني كممثِّل شرعي لشعب فلسطين، وعلى رأسها مفتي القدس والأراضي المقدّسة حينها الحاج أمين الحسيني. وفي المقابل، قدَّمت العطف وحُسن المعاملة والمناصرة لقيادات اليهود الصهاينة، وعلى رأسهم السير اليهودي البريطاني هربرت صموئيل، ورئيس الجالية اليهودية في بريطانيا روثتشايلد، وتعاملت معهم على أنَّهم هُم الحكومة المحليّة. وعلى الرغم من تقديم المندوب البريطاني النصيحة لحكومته ومحاولته إقناعها بالتعامل مع أعضاء اللجنة العُليا الفلسطينية، وإبقاء العلاقة معهم -رغم أنَّ هذه العلاقة مع الفلسطينيين لم تكن بالمستوى الكافي- ولكن دولة الانتداب قامت بحملة تشويه لصورة اللجنة العليا والحاج أمين الحسيني شخصيًّا، ولا تزال هذه الحملة مستمرّة حتى يومنا هذا.
ويتوافق ما ورد في كتاب إيلان بابي مع ما ذكره الكاتب الفلسطيني إلياس نصر الله في الفصل الثاني من كتابه "شهادات على القرن الفلسطيني الأول" (دار الفارابي الطبعة الأولى تموز 2016)، حيثُ قال إنَّه وجد وثيقةً حول الدور الذي أدَّته بريطانيا في تشويه صورة مفتي القدس الحاج أمين الحسيني والتشكيك به لئلا يلتفَّ الشعب الفلسطيني حوله، وقد استطاع إلياس نصر الله الحصول في العام 2003 على ملفٍّ سريٍّ من وزارة الخارجية البريطانية يتضمَّن وثائق تفضح حملة التشويه التي شنَّتها بريطانيا ضدَّ مفتي القدس حينها. وبقيَت هذه الوثائق السرّية طيَّ الكتمان طوال هذه السنوات.  كما أشار نصر الله إلى أنَّ ما قاله نتنياهو مؤخّرًا حول توصيف الحاج أمين الحسيني بأنه معادٍ للسامية، وأنَّه كان مُناصرًا للنازية، هو أكبر دليل على أنَّ الحملة ضدَّ مفتي القدس ما زالت مستمرة (الصفحة601 من الكتاب).

من فصول اللجوء
يروي الكاتب إلياس نصر الله في كتابه "شهادات على القرن الفلسطيني الأول"، قصة عودة عائلته بعد التهجير من بلدته شفا عمرو في قضاء حيفا الجليلية عام 1948، وكيفية لجوئهم آنذاك لمنزل أقاربهم في لبنان أثناء النكبة، وقرار عائلته العودة إلى فلسطين، والتي كانت رحلةً محفوفة بالمخاطر كادت العائلة كلّها أن تهلك خلالها قتلاً على أيدي عصابات الـ"هاجاناه" والـ"شتيرن" الذين تصدَّوا وقتلوا من أراد العودة من اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حينها، ثُمَّ كيفية تمكُّن العائلة من الاختباء والمناورة في طريق العودة إلى شفا عمرو.
فصلٌ آخر من التغريبة الفلسطينية يتجلَّى في قصة زينب شحادة "أم فؤاد" التي ما زالت تعيش مع عائلتها معاناة اللجوء في مخيَّم الجليل في بعلبك جرّاء وعد بلفور. وتروي زينب كيف كان الجنود البريطانيون، خلال فترة الانتداب على فلسطين يرهبون الأهالي، وكيف كانت تجري عمليات التخريب والتنكيل ببيوتهم وممتلكاتهم، بل وإخراجهم منها أحيانًا تحت حجة أنَّ هناك مخرّبين مُطاردين يعملون لصالح الثورة العام 1936 بقيادة الشيخ عز الدين القسّام. وتقول: "كنا يومًا في منازلنا، وإذ بالجنود البريطانيين يدخلون بلدتنا الياجور الواقعة على سفح جبل الكرمل، جنوب شرق مدينة حيفا، وبعد أن أمرونا بمغادرة بيوتنا، شرعوا بالعبث بممتلكاتنا وخلطوا كل المونة التي نحصدها خلال السنة من سكر وأرز وزيت مع بعضها البعض، وكانوا يفعلون ذلك كلّما حضروا للتفتيش عن الثوار".
وتردف أم فؤاد: "كان لجارنا "أبو عبدالله الزقطة" ابن وحيد يُدعى عبدالله، وكان ابنه من خيرة الشبان. وعندما بدأ الجنود البريطانيون بإبلاغ أهل البلدة بالخروج من منازلهم، بقي عبدالله ينتظر والدته لتنهي صلاتها، فدخل الجندي البريطاني وسأله غاضبًا لما أنتَ ما زلت هنا؟ فردَّ عليه أنَّه ينتظر والدته لتُنهي صلاتها. وبدأ يتشاجر معه إلى أن قام الجندي البريطاني بقتله".
وحول أحداث النكبة ورحلة التهجير تقول: "عندما بدأت الحرب عام 1948 كنا في منازلنا، فبدأ الجنود البريطانيون بدخول البلدة، وأخذوا يصرخون عبر مكبرات الصوت: (اهربوا سيأتون للاعتداء عليكم وقتلكم كما فعلوا في بلدات أخرى مثل دير ياسين). فبدأ الذعر والخوف يسيطر على النساء والرجال من أهل البلدة، إذ لم يكن لدينا أي سلاح لحماية أنفسنا، وفوق ذلك كانت بلدتنا محاطةً من كل الجهات بـ"الكيبوتسات" المملوءة باليهود المهاجرين مثل "نيشر" التي أُقيمَت على أراضي بلدتنا بعد أن صُودِرَت بعض أراضي البلدة من قِبَل الانتداب البريطاني".
وتتابع: "بعد سقوط مدينة حيفا، قرَّرنا أن نذهب إلى منزل قريبنا في بلد الشيخ، وهي البلدة المجاورة لنا. وحينها أحضر الجنود البريطانيون سياراتهم وشرعوا بترحيلنا إلى بلدة شفاعمرو. بقينا هناك أيامًا نُقيم تحت أشجار الزيتون، ولكن الجنود البريطانيين بدؤوا بقصفنا بطائراتهم، ففررنا. إلّا أنَّ بعض الجنود عادوا وأقلونا بسياراتهم، وأوصلونا إلى قرية حرفيش على الحدود اللبنانية، فأكملنا طريقنا حتى وصلنا إلى بنت جبيل، حيثُ مكثنا مدة في العراء تحت الشجر، وعندما أوشكت قريبتنا التي كانت برفقتنا على الولادة طلبنا من الجيش اللبناني إعطاءنا خيمة لنسترها وهي تضع طفلتها الأولى، والتي فقدتها للأسف بعد عدة أشهر بسبب الحالة المزرية التي كنا نعيشها، وانتهى بنا المطاف باللجوء إلى مخيَّم الجليل في بعلبك"، وتختم بالقول: "كلُّ هذه المعاناة، وكل ما ذقناه من مرارة وتهجير وأسى، كل هذا، سببه وعد بلفور!".

مناهضةً للاحتفال بمئوية بلفور.. مظاهرة مليونية تنطلق في لندن
تقوم جمعية "التضامن مع الشعب الفلسطيني" بتنظيم حملة برلمانية تدعو عبرها البرلمانيين البريطانيين لعدم السماح لبريطانيا بالاحتفال بذكرى بلفور المشؤومة. وقد أعلنت الجمعية تنظيم مظاهرة حاشدة في لندن في الرابع من تشرين الثاني 2017، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومناهضةً لاحتفال بريطانيا بذكرى الوعد، ولمطالبة بريطانيا بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني، يُرجَّح أن يفوق عدد المشاركين فيها مليون متظاهر. إلى جانب ذلك، تُنظِّم الجمعية حملة لجمع مذكرات فردية من أفراد من المجتمع البريطاني تُرسَل إلى النواب البريطانيين تحثُّهم على دعم الحملة ضد وعد بلفور الذي يُسيء إلى سمعة بريطانيا تاريخيًّا، كما سيُسيء إليها في الوقت الحاضر، إذا أصرَّت بريطانيا ورئيسة وزرائها على الاحتفال بذكرى الوعد.