تحقيق: سمية مناصرة/ خاص مجلة "القدس" العدد 342 تشرين الاول 2017

رغم محدوديّة الإمكانيّات، وصعوبة الظروف الاقتصادية في لبنان عمومًا، تبذل اللجان الشعبية في المخيَّمات والتجمُّعات الفلسطينية جُلَّ جهودها محاولةً النهوض بالواقع الحياتي والمعيشي الصعب للاجئين. ولعلَّ منطقة صور إحدى أكثر المناطق التي يتكثَّف فيها عمل اللجان الشعبية نظرًا لتعدُّد التجمُّعات والمخيَّمات فيها، ولكن رغم هذا العبء الملقى على كاهلها والعراقيل التي تُواجهها، إلا أنَّ اللجان الشعبية تمكَّنت على مدى سنوات عملها من تحقيق العديد من الإنجازات المهمّة للاجئين في المنطقة على المستويات كافّةً.

اللجان الشعبية في لبنان: تشكيلها ومهامها
يُشيرُ أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان إلى أنَّ اللجان الشعبية في لبنان هي مؤسّسة وطنية من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية شُكِّلَت عام 1969 بعد اتفاق القاهرة مابين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة اللبنانية، لافتًا إلى أنَّها تضمُّ ممثِّلين عن فصائل "م.ت.ف" كافّةً، وممثِّلين عن بعض مؤسّسات المنظمة كجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والاتحادات والمنظَّمات الشعبية، واتحاد المرأة، والكفاح المسلَّح، إضافةً إلى كفاءات مهنية أخرى.
ويوضح الشعلان أنَّ اللجان الشعبية تُعدُّ إدارةً محليّةً داخل المخيَّمات يرتكز دورها بشكل رئيس على رعاية مصالح اللاجئين الفلسطينيين، وتأمين حاجاتهم الحياتية من كهرباء، وماء، وبنى تحتية، إلخ، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والمؤسسات المحلية والدولية المعنيّة بالشأن الفلسطيني.
ويضيف: "لا يقتصر عمل اللجان الشعبية في المخيَّمات فحسب، وإنَّما يشمل أيضًا جميع التجمُّعات الفلسطينية غير المعترف بها من وكالة "الأونروا". لذلك شُكِّلَت لجنة شعبية في كلِّ تجمع، وهي جميعها تُؤدِّي دوراً  بالغ الأهمية في تقديم الخدمات للاجئين، وخاصةً بالنسبة للخدمات التي لا تعدُّها "الأونروا" من صلاحيّاتها".

اللجان الشعبية في منطقة صور ذاتُ دورِ متميِّز
يُنوِّه أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صور د.خليل نصّار، إلى أنَّ الدور الأساسي للجان الشعبية يقوم على خدمة ودعم المجتمع الفلسطيني، من خلال حلِّ المشكلات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في المخيَّمات والتجمُّعات، ولا سيما في منطقة صور، لجهة تأمين الكهرباء والماء، وسلامة البنى التحتية، إلى جانب متابعة القضايا التربوية، وإبرام عقود الإيجار، ونسج علاقات جيّدة مع المنظمات غير الحكومية.
وفي هذا السياق، يشير د.نصّار إلى أنَّ اللجان الشعبية حقَّقت إنجازاتٍ كثيرةً على هذه الصُّعد في مخيّمات وتجمُّعات منطقة صور بالتعاون والدعم من قِبل جمعيات وبرامج إنمائية دولية ومحليّة، فيقول: "على مستوى المخيَّمات الثلاثة في المنطقة، وهي الرشيدية والبص والبرج الشمالي، تمكَّنا من ترميم العديد من المنازل عبر التنسيق والمتابعة اليومية ما بين أمناء سر اللجان الشعبية في المخيَّمات ووكالة "الأونروا"، وإزالة التعديات من على جوانب شوارع المخيَّمات، وتعبيد الطرقات. وإلى جانب ذلك، تُجري اللجان الشعبية متابعة وتنسيقًا يوميًّا مع الجمعيات المحلية والدولية، وتعمل على حفظ الأمن في المخيَّمات عبر التنسيق المستمر مع الفصائل السياسية كافّةً.
 أمَّا على صعيد التجمُّعات، وهي: (المعشوق والشبريحا والقاسمية وجل البحر والعيتانية والواسطة والبيسارية - عدلون وأبو الأسود –كفربدا والواسطة)، فقد حقَّقنا العديد من الإنجازات، منها: صيانة وترميم التجمُّعات من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمجلس النرويجي (NRC)، وتنفيذ مشروع المياه في تجمع المعشوق بالتعاون مع الـ(UNDP)، وتمديد شبكة مياه جديدة لتجمُّع المعشوق بالتعاون مع الـ(UNDP)، وتمديد خط صرف صحي رئيس من قِبَل مؤسسة (UNHABITAT)، وتعبيد أحد شوارع المعشوق عبر الـ(UNDP) ومؤسسة (UNHABITAT)، وإنشاء الملعب والنادي والبنية التحتية للصرف الصحي في الشبريحا، وتقوية محوّل الكهرباء "الترانس" في البرغلية وإتمام تمديدات خطوط الكهرباء، إلى جانب الانتهاء من حُفَر الصرف الصحي ومحطَّة التكرير وبناء خزّان جديد للمياه وتأهيل مضخّة المياه في القاسمية، وتزويد التجمُّع بمولِّد كهرباء جديد وتأهيل محطّة الكهرباء مع التمديدات من قِبَل الـ(NRC)، وترميم منازل في جل البحر من قِبَل الـ(NRC) وأخرى من قِبَل الصليب الأحمر الدولي. إضافةً إلى ذلك، تمَّ إصلاح البُنى التحتيّة في التجمُّعات وصيانة الطرقات وتعبيدها، وبناء جدران دعم وصيانة شبكات الكهرباء في التجمُّعات من قبل الـ(UNDP)، ولا يمكننا أن ننسى الدور الكبير والمهم الذي تؤدِّيه جمعية المساعدات الشعبية للإغاثة والتنمية (PARD) في التجمُّعات من جمع النفايات وتشكيل فرق للإسعافات الأولية، ورش المبيدات، وإنشاء محطَّات تعقيم المياه، والمساهمة ببعض دورات التدريب المهني، وتقديم المساعدات للمهجَّرين الفلسطينيين من سوريا".
ويختم د.نصّار كلامه قائلاً: "عمل اللجان الشعبية هو عمل تطوعي، ونأمل رفدها بكادر مختص وتفريغ الأعضاء، وتوفير الدعم لها من أجل الاستمرار بتقديم أفضل الخدمات لأبناء شعبنا، لأنَّ عمل اللجان هو كعمل البلديات، ويتطلَّب الدعم المالي لمواصلة العمل".

مخيَّم البرج الشمالي: بين الإنجازات والمعيقات
في سياق تسليط الضوء على نموذج من إنجازات اللجان الشعبية في مخيّمات منطقة صور للعام 2017، توجَّهت مجلة "القدس" إلى مخيّم البرج الشمالي، نظرًا لكثافة عدد سكانه وأوضاعهم المعيشيّة الصعبة، ممَّا يُضاعف المسؤوليات الملقاة على كاهل لجنته الشعبية. وبسؤاله حول ذلك، قال أمين سر اللجنة الشعبية في مخيّم البرج الشمالي أبو جمعة: "خلال العام 2017 أنجزت اللجان الشعبية في المخيّم عدة مشاريع، منها: تنفيذ مشروع إعمار المنازل بالتنسيق مع "الأونروا"، وإزالة التعديات على الشوارع والأزقّة في أرجاء المخيَّم كافّةً بالتنسيق مع الفصائل والبلدية والمؤسسات، وتركيب محطة كهرباء كبيرة لحي المغاربة بالتنسيق مع شركة كهرباء لبنان. كذلك أمَّنت اللجنة الشعبية كابل كهرباء (150 mm) من الألمنيوم المغلّف بالتنسيق مع شبكة حماية الطفل لحي الميايري، لأنَّ الكابل الذي كان موجودًا مصنوع من النّحاس، وقريب من المنازل، ويُشكِّل خطرًا على الأطفال والناس، وقامت اللجنة بإزالة كلِّ التعديات على شبكة المياه داخل المخيَّم، لأنَّ خطوط المياه كانت ممتدّة إلى البساتين. وبالتنسيق مع "الأونروا"، أشرفت اللجنة الشعبية على بناء ملعب على سطح مدرستَي جباليا والصرفند، وأمَّنت اللجنة محوَّل كهرباء لحي الساحة العامّة عوضًا عن الذي احترق جرّاء الأحداث الأخيرة التي حصلت في المخيَّم".
ويُضيف: "ولا يقتصر عملنا على خدمات الكهرباء والماء، فقد عملنا على متابعة وضع مستشفى الهلال الأحمر في المخيَّم، بسبب وجود بعض التقصير في الخدمات، وقد نفَّذنا عدة تحركات واعتصامات ولقاءات مع إدارة الهلال من أجل تحسين الخدمات الطبية في المستشفى، وبعد تحركات عديدة استجابت إدارة الهلال لمطالب اللجنة الشعبية، وأجرت تغييرًا كاملاً في المستشفى لجهة تفعيل الطوارئ، وتأمين كامل الخدمات الناقصة من دواء، وأجهزة أشعة، وتوفير معظم الاختصاصات الطبية داخله. كذلك أتمَّت اللجنة الشعبية المصالحة بين عائلتَين متخاصمتَين، وذلك بحضور العديد من فعاليات أهل المخيَّم".
وحول أبرز المعيقات التي تعترض عمل اللجنة الشعبية في المخيّم، يقول أبو جمعة: "عمل اللجان يتطلَّب جهدًا وموازنة مالية، ولكنَّ موازنة اللجان لا تلبي أبدًا احتياجاتها لتقديم الخدمة الكافية للأهالي، بل إنَّها لا تكفي حتى لشراء مستلزمات المكتب، لذلك نطالب رئاسة اللجان الشعبية برفع الموازنات التشغيلية للجان، وتخصيص موازنة لحالات الطوارئ لأيِّ حدث قد يطرأ في المخيَّمات. كما نُطالب الجهات المعنية ببناء مكتب خاص للجنة الشعبية في مخيَّم البرج الشمالي، لأنَّ قيمة الإيجار الذي ندفعه كفيلة ببناء بناءٍ كامل، خاصّةً أنَّ مساحة الأرض من أجل البناء موجودة.كذلك نُطالب باعتماد أعضاء اللجان الشعبية في الضمان الصحي لـ"م.ت.ف"، وأن يتمَّ التعاطي معهم كالمفرَّغين ضمن قوات الأمن الوطني".
وحول تواصل وتنسيق اللجان الشعبية مع البلديات والمؤسَّسات والأحزاب اللبنانية وعلاقتها مع المجتمع المحلي، يقول أبو جمعة: "هناك علاقة جيِّدة فيما بين البلديات واللجان الشعبية في المخيَّمات الفلسطينية، فنحن كلجنة في مخيَّم البرج الشمالي تربطنا علاقة جيّدة ببلدية البرج الشمالي، وهُم يُسهِّلون لنا أعمالاً تخصُّ المخيَّم كمساعدتنا في إدخال بعض مواد البناء للمقبرة. وكانوا قد ساهموا سابقًا في إصلاح الإضاءة في المخيَّم. أيضًا تربطنا علاقة جيّدة مع الأحزاب اللبنانية، ونتبادَل وإيّاهم الزيارات في المناسبات الاجتماعية.
أمَّا بالنسبة للأهالي، فتربطنا بهم علاقة جيِّدة، فاللجنة إلى جانب دورها الخدماتي، تساعد الأهالي أيضًا في العديد من الأمور الاجتماعية، كإنجاز المعاملات سواء أكانت خاصّةً بعقود الإيجارات أم بالأحوال الشخصيّة للاجئين".

لجنة البيسارية: عمل قائم على التنسيق والجهود المشتركة
تتعدَّد التجمُّعات الفلسطينية في منطقة صور، ومن بينها تجمُّع البيسارية الذي يُعدُّ بعيدًا نسبيًّا عن البقعة الجغرافية لمخيّمات المنطقة، ممَّا يُضاعِف مسؤولية اللجنة الشعبية تجاه أهله. وبسؤاله عن الدور الذي تؤدِّيه اللجنة لأهالي التجمُّع، أجاب أمين سر اللجنة الشعبية في تجمُّع البيسارية محمد بقاعي: "استطعنا خلال هذه السنوات تنفيذ عدّة مشاريع عبر التنسيق مع بلدية البيسارية ومؤسَّسات وبرامج إنمائية، كان أبرزها: مشروع الصرف الصحي في الحي الأساسي؛ وتعبيد الطرقات للمرّة الأولى، حيثُ أنَّ هذه الطرقات لم تكن مؤهَّلةً قبل ذلك؛ وتعبيد الطريق الرئيس من أول البلدة وحتى آخرها تحت إشراف المهندس أحمد الحاج والـ(UNDP)؛ ومشاريع أخرى عبر الـ(UNDP) كتمديد شبكة مياه الشفة، وحفر مصرف للمياه، وهو عبارة عن قناة من أول الطريق إلى آخره لحماية إسفلت الطريق (الزفت) ومنع الضرر عن الناس، وتأهيل شارعين، وتوزيع معدّات للجنة الشعبية، إلى جانب مشاريع أخرى ستنفِّذها الـ(UNDP) خلال العام القادم إن شاء الله. ونحن ننتظر خلال فترة وجيزة أن يتمَّ تسليمنا كلجنة شعبية في منطقة البيسارية سيارتين من قِبَل الـ(UNDP)، وهُما عبارة عن شاحنة كبيرة فيها مكبس للنفايات، و"بيك أب" عبارة عن قلّاب، وهو الذي يجول في الأحياء لجمع النفايات. وكانت منظمة "أرض البشر" قد نفَّذت منذُ سنوات ضمن برنامج حماية الأطفال مشروع توزيع مستوعبات للنفايات في كامل المنطقة، ولا ننسى المساعدات التي كانت تُقدِّم لإخواننا الفلسطينيين المهجَّرين من مخيَّمات سوريا إلى مخيَّمات وتجمُّعات مدينة صور، وقد عَمِلَت اللجان الشعبية على توزيع مواد عينية على المهجّرين من سوريا بالتعاون مع جمعية (PARD)، ولكنَّ هذه المساعدات توقَّفت منذ نحو عام باستثناء توزيع مواد تنظيف بين الحين والآخر، ممَّا فاقم صعوبة أوضاعهم كونهم لا يتلقون مساعدات من جهات أخرى، وضاعف العبء على اللجنة الشعبية في البيسارية، علماً أن باقي التجمُّعات ما زالت تصلها المساعدات للمهجّرين من سوريا، لذا فإنَّنا نطالب المؤسسة بإعادة تقديم المساعدات، كما نُطالب أمانة سر اللجان في لبنان بالضغط على المؤسّسات لإعادة تقديم المساعدات لهم في تجمُّع البيسارية".
وحول طبيعة العلاقة ما بين اللجنة الشعبية والأحزاب والقوى اللبنانية في البيسارية يقول بقاعي: "نؤكِّد حُسن العلاقة بيننا وبين الأخوة اللبنانيين في قرية البيسارية على مستوى الأحزاب والبلدية، وعند حصول أي إشكال أمني فإنَّنا نتواصل ونُنسِّق مع البلدية والأحزاب والفعاليات اللبنانية من أجل حلِّ الإشكال بأسرع وقت، لذلك نتوجَّه بالشكر الجزيل لبلدية اليسارية لمساندتها وتعاونها الكامل مع لجنتنا، ولا سيما لجهة عملها على إزالة أي عائق من العوائق التي تحول دون إتمام أيِّ مشروع يُنفَّذ، ونشكر أهل هذه البلدة على حُسن الضيافة على مدى سنين طويلة، فنحن ضيوفٌ فيها إلى حين عودتنا إلى وطننا فلسطين، وحتى تتحقَّق هذه الأمنية سنبقى عنصراً فعالاً في البيسارية".
 ويختم بالقول: "نحن كلجنة شعبية في تجمُّع البيسارية نتوجَّه بالشكر الجزيل لقائد حركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله على الدور الكبير الذي يقوم به لحلِّ أي أزمة من خلال تواصله مع الفعاليات السياسية اللبنانية والفلسطينية، وإلى أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان وأمين سر اللجان في منطقة صور د.خليل نصّار، للجهود التي يبذلانها. كما نشكر برنامج الـ(UNDP) إدارةً وموظَّفين على المشاريع التي أنجزوها في البيسارية، والمشاريع التي ستُنفَّذ في المستقبل القريب إن شاء الله، وجمعية (PARD) ومديرتها السيدة ريتا حمدان والسيد رشيد المنسي، وجميع العاملين فيها، والشكر موصول إلى الدول المانحة المموِّلة لهذه المشاريع".

ملفا الصحة والتربية الأكثر تعقيدًا
عمدت "الأونروا" منذُ نحو عامين لاتِّخاذ عددٍ من القرارات التي قلَّصت بموجبها خِدماتها في لبنان ولا سيما في الجانبين الصحي والتربوي، ممَّا كان له أثرٌ سلبي بالغ على واقع اللاجئين الفلسطينيين. ومن هنا، سعت اللجان الشعبية عبر الحوار واللقاءات مع "الأونروا" وعدد من الجهات المعنية لبلسمة معاناة الأهالي وتخفيف حِدّة انعكاسات هذه الإجراءات، محقِّقةً عددًا من الإنجازات في هذين المجالَين.
فعلى الصعيد الصحي، يقول مسؤول الملف الصحي للجان الشعبية في منطقة صور حسين عثمان: "بعد إنهاء اجتماعات لجان الحوار مع الأونروا بالتنسيق مع اللجان الشعبية أحرزنا تقدُّمًا في بعض القضايا، ومنها: رفع سقف التغطية للمريض الفلسطيني من 4,200دولار إلى 5000 دولار عمومًا ولمريض السرطان من 8,000دولار إلى 12,000دولار، والاتفاق على تغطية كلفة علاج المريض في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني بالكامل؛ وتغطية الولادة الطبيعية عبر "الأونروا" من مؤسّسات أخرى، وإعطاء كلِّ ولادة طبيعية تحويلاً بقيمة 275,000 ل.ل وللمريضة حرية اختيار المستشفى والطبيب، هذا من ناحية "الأونروا". أمَّا بالنسبة للصليب الأحمر الدولي فتمَّ الاتفاق والتنسيق على أنَّ تتم معالجة أي إصابات تقع نتيجة حادث إطلاق نار أو إشكال بين أشخاص على نفقة الصليب الأحمر الدولي في مستشفى "حيرام" في صور".
ويتابع: "على مستوى التنسيق ما بين اللجان والمؤسسات، تمكَّنا بالتنسيق من الحصول على تغطية إجراء عدة عمليات في مستشفيات كبيرة "الأونروا" غير متعاقدة معها، فمثلاً: الطفل بلال حسنين خضع لعملية القلب المفتوح في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بلغت تكلفتها 25,000دولار، وذلك بالتنسيق مع "الأونروا" وجمعية (Brave Heart) ومؤسستَي "الرعاية" و"الضمان الصحي الفلسطيني" وجمعية "أطفال فلسطين". والمريضة فاطمة سليمان أُجريَت لها عملية زرع كلية تبرَّع بها شقيقها في مستشفى "أوتيل ديو"، وبلغت تكلفة العمليّتَين لها ولشقيقها 40,000دولار، وتمَّ ذلك بالتواصل مع "الأونروا" وجمعية "أطفال فلسطين" و"الرعاية" و"الصندوق الكويتي" و"الهلال الأحمر القطري" ومؤسسة "الضمان الصحي الفلسطيني". أيضًا وبالتنسيق مع "الأونروا" و"كير" و"الضمان الصحي الفلسطيني" و"الرعاية" و"أطفال فلسطين" و"الهلال الأحمر القطري" أُجريَت للطفلة حنان الزيني عملية لتركيب جهاز في العمود الفقري للوقاية من الشلل في مستشفى "أوتيل ديو" بتكلفة 32,000دولار. كما تابعنا حالات العديد من المرضى لحماية حقوقهم، وأخصُّ بالذكر المريض "أ.ف" من  مخيّمات صور، والذي تابعنا حالته في أحد مستشفيات بيروت، وأُعيدَ له بعد خروجه من المستشفى بثلاثة أيام مبلغ 3,000دولار بالتواصل مع "الأونروا" ووزارة الصحة اللبنانية".
أمَّا على الصعيد التربوي، فيُشير مسؤول الملف التربوي للجان الشعبية في منطقة صور محمد رشيد "أبو رشيد" إلى أنَّ اللجان الشعبية تحرص على متابعة عمل جميع مدارس "الأونروا" في المخيَّمات وخاصّةً الصفوف المكتظَّة بالطلاب، والمدارس التي تعاني نقصًا في المعلِّمين. ويُضيف: "في العام الماضي، أصدرت "الأونروا" رزمةً من الإجراءات التربوية المجحِفة بحقِّ طُلّابنا ومؤسَّساتنا التربوية، وأبرزها رفع سقف عدد الطلاب في الغرفة الصفيّة الواحدة إلى 50 طالباً، ممَّا ترتَّب عليه إيقاف عدد كبير من المدرِّسين والإداريين عن العمل، وبالتالي أدَّى لزيادة مستوى البطالة المرتفِع أصلاً في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، والحاجة لتوفير مزيد من التجهيزات المدرسية بما فيها الكتب، وانعكس ذلك سلبيًّا على واقع المدارس ومناخات التعليم داخل الصفوف الدراسية في مدارس "الأونروا"، والتي يُقدَّر عددُها بنحو 700 مدرسةٍ في الأقطار الخمسة منها نحو 78 مدرسة في لبنان. وبناءً على ما تقدَّم، نفَّذنا كلجنة تربوية في اللجان الشعبية في منطقة صور، وبالتعاون مع المجتمع المحلي بفئاته كافّةً، مجموعةً من التحركات والاعتصامات، وأصدرنا بياناتٍ توضيحيّةً حول الموضوع التربوي والحال التي آلت إليها مدارسنا بعد القرارات والإجراءات التعسُّفية من قِبَل "الأونروا"، واتَّخذنا إجراءات لمتابعة الوضع التعليمي، وعلى رأسها: زيارة المدارس للاطلاع على الوضع الميداني، ويشمل (أعداد الطلاب، نتائج الامتحانات، نسبة التعليم الفعلي ومدى الالتزام بها بحسب أعداد الطلاب في الصف، متابعة الطلاب المتسربين، المشاكل السلوكية، الدعم التعليمي المدرسي لطلاب الشهادات الرسمية، الوظائف الشاغرة، تحديد عدد الصفوف التي تأثَّرت بعملية الدمج)؛ وإرسال مذكِّرات للمدير العام تتضمَّن شرحًا حول الوضع التربوي والتعليمي في مدارس منطقة صور؛ ومتابعة نتائج الاختبار التجريبي لصفوف الشهادات؛ وعقد اجتماعات للجنة التربوية باستمرار لمتابعة أمور الطلاب ومسألة اكتظاظ الطلاب في الصفوف والعمل على حلِّها. وبطبيعة الحال، هناك تعاون مستمر فيما بين اللجنة التربوية للجان الشعبية في صور و"الأونروا" لأنَّ المصلحة واحدة وهي رفع المستوى التربوي والتعليمي.
من جهة ثانية، جرى عقدُ اتفاق ما بين اللجنة التربوية للجان الشعبية والجامعة الأمريكية للتكنولوجيا في منطقة صور تمنح بموجبه الجامعة للطلاب الفلسطينيين منحًا دراسيةً وتخفيضات على الأقساط تفوق الـ50%، إضافةً لتسهيلاتٍ لحالات العسر الشديد. كما تمكَّنت اللجان التربوية عبر التنسيق والتواصل مع المعاهد في المنطقة من توفير خصومات وتسهيلات للطلاب الفلسطينيين، ومنها معهد العلوم للتكنولوجيا للأستاذ أحمد طيبا الذي يمنح طلابنا تخفيضات تصل إلى 50%، والمعهد اللبناني التقني للأستاذ سامر الأمين".