قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة، يمثل تحديا رئيسا لجهودنا، وذلك بالاستيلاء على مواردنا الطبيعية، وتدمير محاصيلنا الزراعية واقتلاع أشجارنا وعدم تمكيننا من استكمال البنية التحتية الحيوية لدولتنا، وإلقاء النفايات بأنواعها في أراضينا، وتلويث مياهنا الجوفية، في إطار نظام تمييز عنصري مخالف للقانون الدولي.

وأضاف سيادته، في كلمته بمؤتمر باريس للمناخ، اليوم الاثنين، أن دولة فلسطين، التي هي عضو كامل في العديد من الهيئات والمعاهدات الدولية، ستواصل تحضيراتها للانضمام للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، متطلعين في ذات الوقت للمساهمة الإيجابية، وتحمل المسؤولية كدولة عضو في المستقبل القريب.

وتابع أن فلسطين اتخذت خطوات عملية وجدية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، وقد حققت تقدما كبيرا باعتماد القوانين والاستراتيجيات اللازمة لعملها.

وقال الرئيس إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، وعبر قرار من مجلس الأمن وضمن سقف زمني محدد، مؤكدا 'أننا لن نقبل بحلول مؤقتة أو جزئية'.

 

وفيما يلي نص كلمة سيادته في مؤتمر باريس للمناخ COP21 المنعقد في الفترة من 30/11/2015 - 11/12/2015 في لوبورجيه - باريس  

بسم الله الرحمن الرحيم

 فخامة الرئيس فرانسوا هولاند،

معالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة

معالي السيد لوران فابيوس، رئيس المؤتمر

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

 

بدايةً نتقدم بخالص الشكر وعميق التحية والتقدير لفخامة الرئيس فرانسوا هولاند، وللحكومة والشعب الفرنسي، على الدعوة لهذا المؤتمر، ونحن إذ نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب الفرنسي الصديق، وتعازينا لجميع الدول التي تضررت من الإرهاب، لنعبر عن إدانتنا القاطعة لتلك الأعمال الهمجية والإرهابية، مما يستدعي من الجميع، بذل جهود حقيقية، لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وفي جميع أنحاء العالم.

 

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

 إن مسألة التغير المناخي، أصبحت تحدياً وطنيا لكل دول العالم، وإن دولة فلسطين، التي هي عضو كامل في العديد من الهيئات والمعاهدات الدولية، ستواصل تحضيراتها للانضمام للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، متطلعين في ذات الوقت للمساهمة الإيجابية، وتحمل المسؤولية كدولة عضو في المستقبل القريب.

لقد اتخذت فلسطين خطوات عملية وجدية لمكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، وقد حققت تقدما كبيرا باعتماد القوانين والاستراتيجيات اللازمة لعملها.

إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالحفاظ على البيئة، يمثل تحديا رئيساً لجهودنا، وذلك بالاستيلاء على مواردنا الطبيعية، وتدمير محاصيلنا الزراعية واقتلاع أشجارنا وعدم تمكيننا من استكمال البنية التحتية الحيوية لدولتنا، وإلقاء النفايات بأنواعها في أراضينا، وتلويث مياهنا الجوفية، في إطار نظام تمييز عنصري مخالف للقانون الدولي.

 

 السيد الرئيس، السيدات والسادة،

إن فلسطين لا زالت تعيش تحت حراب الإحتلال الإسرائيلي، وجرائم مستوطنيه البشعة، وانتهاك لمقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس، التي تمر جميعها، هذه المخالفات، دون عقاب.

وبهذا الصدد، فإنه لم يعد من المفيد تضييع الوقت، في مفاوضات من أجل المفاوضات، خاصة بعد أن أفشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل فرص السلام، وهذا ما يجعلنا نؤكد مجددا بأنه لا يمكننا الاستمرار في الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات وحدنا.

 

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

 يأتي اجتماعنا هذا اليوم مع مرور 68 عاما على صدور القرار الأممي 181، القاضي بتقسيم فلسطين التاريخية، لنذكركم بمسؤولياتكم لتنفيذ هذا القرار، وتمكين شعبنا الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله في دولته الخاصة به.

إن المجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بتوسيع المشاركة الدولية لتحقيق السلام، وفق ما جاء في المبادرة الفرنسية، وتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، وعبر قرار من مجلس الأمن وضمن سقف زمني محدد، ونؤكد بأننا لن نقبل بحلول مؤقتة أو جزئية.

أود هنا أن أعبر عن تثميننا العالي للدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وإننا ندعو الدول التي تؤيد حل الدولتين في بلادنا، ولم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك.

 

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

إن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام مع جيراننا، السلام العادل والقائم على الحق، وطبقا للقانون الدولي، وسنواصل بناء دولتنا على أسس عصرية وديمقراطية، وأن شعبنا لن يقبل باستمرار الوضع الحالي والعيش في ظل الاحتلال والاستيطان.

وهنا أؤكد لكم بأنه لم يعد أمامنا الكثير من الوقت لإضاعته، ولا أبالغ إن قلت لكم أنها تكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لتحقيق حل الدولتين وجعل السلام واقعاً ملموساً، تجني ثماره الأجيال القادمة في منطقتنا والعالم.

 مرة أخرى أحييكم وأتمنى لهذا المؤتمر أن ينجح في تحقيق الهدف النهائي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.

والسلام عليكم،