برعاية معالي وزير العمل اللبناني الدكتور مصطفى بيرم، وحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أحيا  اتحاد نقابات عمال فلسطين- فرع لبنان الأول من أيار، عيد العمال العالمي بمهرجان سياسي دعمًا واسنادًا لأبناء شعبنا في فلسطين، وتمسُّكاً بالقوانين الدولية والثوابت الوطنية الفلسطينية، وذلك في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية- قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ظهر الخميس الثاني من شهر أيار 2024.

حضر المهرجان أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، أعضاء قيادة الساحة، أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان حسين فياض وأعضاء الإقليم، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل،  الأمين العام لإتحاد نقابات عمال فلسطين عبدالقادر عبدالله، رئيس الإتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر، رئيس اتحاد نقابات العمال الفلسطينيين في لبنان غسان البقاعي، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، أمناء سر المناطق التنظيمية في لبنان، ورؤساء الاتحادات والنقابات ونقابيون لبنانيون وفلسطينيون، ممثلو اللجان الشعبية والمؤسسات والجمعيات اللبنانية والفلسطينية.

بدأ المهرجان بقراءة سورة الفاتحة المباركة على أرواح الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين وفي مقدمهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات، تلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد العمال، ثم كانت كلمة لرئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر، بدأها بتوجيه التحية إلى فلسطين وعمالها في العيد العمالي العام، معتبرًا أن هذه الذكرى السنوية تحمل أبرز معاني النضال والوفاء للعمال، مشيداً بعمال فلسطين الذين لهم الدور الأكبر في صمود الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات. 

ورأى الأسمر أن ما يحصل اليوم في فلسطين يؤكد مبدأ التكبّر والعصيان والفاشية الذي يمارسه العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة، مؤكدًا أن للشعب الفلسطيني الحق في العيش بكرامة إسوةً ببقية الشعوب، مشدّداً أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، لأنه كيان قام على الظلم والقهر والعنصرية، معتبرًا أن الوحدة الفلسطينية هي الأساس لإسترجاع الحقوق ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، خاتمًا بتوجيه التحية إلى الشعب الفلسطيني. 

وكانت كلمة لرئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين - فرع لبنان غسان بقاعي، بدأها بتوجيه التحية من الطبقة العاملة الفلسطينية إلى الحضور وعمال لبنان والعالم، مشيداً بمواقف وزير العمل اللبناني الذي رسم الأمل على وجه الطبقة العاملة الفلسطينية في لبنان منذ توليه منصبه وإصدار قرارت محاولاً انصاف العامل الفلسطيني إلى حين تعديل قوانين العمل.

ورأى البقاعي أن يوم الأول من أيار هو مناسبة لحمل العامل الفلسطيني لمعاناته وطموحاته وتقييم المواقف والدعوة لتجاوز المحن والارتقاء ببعض الانجازات التي تخدم الطبقة العاملة، معتبراً أن عيد العمال يأتي هذا العام في ظل ما يجري في غزة والضفة بما فيها القدس وكل فلسطين من عدوان وحرب إبادة طالت كل مقومات الحياة بدون استثناء عبر أدوات العدو العسكرية المدمرة، وإنعكاس ذلك على المنطقة وخصوصًا لبنان الذي تحمّل نتيجة مواقفه المتقدمة والمشرّفة تجاه القضية الفلسطينية مقدّماً المئات من الشهداء، مما أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة بين الطبقة العاملة، وخصوصًا الفلسطينية وارتفاع نسبة الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، ودولرة كل الاحتياجات الأساسية من خدمات ومشتريات مقارنة مع تدنّي الأجور التي أضحت لا تفي بالاحتياجات اليومية للعامل. 

واعتبر البقاعي أنه أمام هذا المشهد الضبابي لا يسعه إلا أن ينظر نحو القيادة الفلسطينية الحكيمة التي تواجه كل ما يجري بحنكة سياسية دبلوماسية ومسؤولية وإرادة صلبة وإيمانها بدورها لمواجهة المرحلة ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، مؤكّداً على بقاء الأمل والإيمان بحتمية النصر والتحرير من خلال الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية والتمسّك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، خاتماً بدعوة المجتمع الدولي بتحمّل كافة مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والعمل على تطبيق جميع القرارت المتعلقة بالقضية الفلسطينية وخصوصاً وكالة "الأونروا" المسؤولة عن إغاثة أبناء الشعب الفلسطيني.

وألقى كلمة فلسطين، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، بدأها بتوجيه التحية إلى الحضور الكريم من قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، معتبراً أنه في ظل الرأسمالية المتوحشة يرزح العامل وعائلته تحت الضغط الإقتصادي المؤلم والموجع في ظل إنعدام وتلاشي القيمة الشرائية لرواتبه. 

ورأى أبو العردات أن العمال اللبنانيين والفلسطينيين يعانون اليوم من تدني الرواتب وإنعدام فرص العمل وعدم التكافؤ في سوق العمل والصرف التعسفي، وهو ما يُعتبر جريمة بحق العمال ويستأهل إعادة النظر على جميع المستويات بكافة السياسات المتبعة لإنصاف هؤلاء العمال ومعالجة مشاكل الطبقة العاملة على المستويات الإجتماعية والتربوية والحقوقية. 

وأكد أبو العردات أن منظمة التحرير الفلسطينية تولي أهمية كبرى لمسألة العمال، معتبراً أن العمال هم جزء لا يتجزأ من جوهر القضية الفلسطينية، فهم كما باقي أبناء الشعب الفلسطيني تعرّضوا للظلم والقتل على يد الاحتلال . 

وحيّا أبو العردات في كلمته التحرّكات الطلابية التي تحصل في أنحاء العالم، مطالباً ألا يستهان بهذه التحركات، مندّداً بالطريقة التي يتم التعامل بها مع هذا الحراك، وهو ما يؤكّد أن قضية فلسطين هي قضية العدالة وأن الشعوب ترفض الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة. 

وأكد أبو العردات أن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ستقوم شاء من شاء وأبى من أبى، لأن الفلسطينيين أصحاب حق وقضيتهم قضية حق، مطالباً بعدم اليأس لأن هذا ما تريده الحكومة الإسرائيلية المجرمة الذاهبة حتماً إلى الزوال. 

وفي موضوع الوحدة الوطنية، دعا أبو العردات كافة فصائل الثورة الفلسطينية إلى إنهاء الإنقسام والتوحّد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وصولاً إلى إعلان حكومة الوحدة الوطنية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية، والذهاب إلى الإنتخابات وإعادة إعمار غزة والضفة الغربية، خاتماً بتوجيه التحية إلى جميع الشهداء الفلسطينيين والعرب وكل من استشهدوا على درب فلسطين. 
في نهاية المهرجان كرّم اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان عميد النقابيين الفلسطينيين الأسبق حمزة محمود خليل.