بقلم: فاطمة ابراهيم

منذ عشرة أيام لم تفارق قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي منزل رافع رفيق أبو الرب في قرية جلبون شرق جنين، بعد تحويله لنقطة عسكرية، منعت عائلته من الوصول إليه، واقتحمت قوات الاحتلال قرية جلبون ونصبت نقاط تفتيش على مختلف مداخلها، محولة إياها الى سجن كبير، فيما جرفت آلياتها العسكرية الطرق الزراعية والشوارع الفرعية، ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

وقال رئيس المجلس القروي إبراهيم أبو الرب: أنه "منذ 10 أيام يستمر اقتحام جلبون بشكل يومي، وعلى مدار 24 ساعة تتواجد قوات الاحتلال وآلياته في القرية، ويتم تبديل المناوبات بين الجنود بشكل مستمر"، واصفًا حال المواطنين بالبلدة في ظل الاقتحام الإسرائيلي المستمر بـ"الصعب جداً"، فقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لا تتوقف، والجنود يمنعون الناس من الخروج من القرية، فيما يمنع المزارعون من الوصول إلى أرضهم على امتداد 5000 دونم على طول جدار الفصل العنصري المحيط بالقرية، مشيرًا إلى أنه قبل السابع من أكتوبر كانت قوات الاحتلال تقتحم القرية بشكل متكرر، وتبقى ليوم او يومين ثم تغادر، لكن بعد السابع من أكتوبر أصبح الاقتحام بشكل يومي، وهي اقتحامات طويلة، يستولون على المنازل ويقيمون نقاط عسكرية ونقاط تفتيش، كما يقومون بإلقاء قنابل الصوت والغاز السام ليلاً ونهاراً.

وليلة أمس قامت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتخريب الطرق الرئيسية في جلبون، إضافة لتجريف الطريق القريب من المستوطنات المحيطة بها وفتح طرق ترابية، فيما خربت الجرافات العسكرية أعمدة الإنارة، وطال الضرر جزءًا من شبكة المياه الرئيسية التي تغذي القرية.

وبحسب مجلس قروي جلبون، فإن الاحتلال لم يبلغ الارتباط الفلسطيني عن موعد انتهاء اقتحامه للبلدة ومغادرتها، ما يعني أن يعيش الناس على أعصابهم طوال الوقت.

ويدرس في جلبون حوالي 1000 طالب موزعين على 3 مدارس، منهم 150 طالبة في المدرسة الثانوية التي تتركز عمليات جنود الاحتلال المقتحمة للقرية بالقرب منها.

وتفقد محافظ جنين كمال أبو الرب، اليوم الأثنين، الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في الشارع  الرئيسي لقرية جلبون، ووقف على احتياجات القرية في ظل الحصار المتواصل عليها، وقد التقى أبو الرب برئيس المجلس القروي إبراهيم أبو الرب وفعاليات ومؤسسات القرية، مشيدًا بصمود الأهالي رغم كل الصعوبات والتحديات التي يعيشونها مع استمرار الحصار واعتداءات الاحتلال  المتواصلة بحقهم، مؤكدًا أن وقوف جميع  المؤسسات إلى جانب المواطنين في مواجهة التحديات الراهنة  تعزيزا لصمودهم مع تسخير كافة الامكانيات لإعادة تأهيل ما دمرته آليات الاحتلال.  

ويحيط بجلبون ثلاث مستعمرات وهي: "معالي جلبوع، وميراف، والملك يشوع" وكلها أقيمت بعد عام 1976، كما أقيم جدار الفصل والتوسع العنصري على أراضيها عام 2004، بعد الاستيلاء على قرابة 1500 دونم من أراضي المواطنين لبناء الجدار الذي حرم غالبية أهالي القرية من أراضيهم، ويمنع الاحتلال أهالي القرية من إقامة أي نشاط عمراني في حدود الـ3000 دونم القريبة من الجدار، حيث تعرض عدد من منازل القرية للهدم في تلك المنطقة، كما أُخطر عدد آخر بوقف البناء والعمران فيها، كما يمنع الاحتلال وصول المزارعين إلى أراضيهم الواقعة خلف الجدار، حيث يحرم الأهالي من دخول أراضيهم وزراعتها وإعادة استصلاحها والتي تبلغ مساحتها أكثر من 350 دونما مزروعة بأشجار الزيتون.

ويقول أبو الرب: "في موسم الزيتون، يضطر الأهالي إلى إصدار تصاريح لدخول أراضيهم وجني ثمار الزيتون، وللأسف، لا يحصل كل المزارعين على التصاريح، ما يعني حرمان عدد من المواطنين من دخول أرضهم وجني ثمار الزيتون، مضيفًا أنه لا يقتصر الأمر على المنع، فالمستعمرون يعتدون باستمرار على أشجار الزيتون ويسرقون ثمارها، كما يقومون بتكسيرها وحرقها، فضلاً عن إفلات مواشيهم وأبقارهم عليها لتحطيمها".

ويبلغ عدد سكان جلبون 3500 نسمة، فيما بلغت مساحتها التاريخية 34 ألف دونم حتى عام 1948، وتم الاستيلاء على الجزء الأكبر من أراضيها لتصبح مساحتها بعد بناء جدار الفصل والتوسع العنصري عام 2004 حوالي 8 آلاف دونم فقط.