تقرير: صلاح الطميزي

الحرية أو الشهادة، خياران لا ثالث لهما، لإنهاء معاناة الأسير مقداد القواسمة (24 عامًا) المضرب عن الطعام لليوم 96 على التوالي.

عائلة الأسير القواسمة تعيش أصعب حالاتها بسبب خطورة وضع نجلها الصحي، الذي يتهدده خطر الموت بأي لحظة.

ورغم كل النداءات المتواصلة والمطالبات على الصعد كافة لإنقاذ حياته وزملاءه الخمسة، الذين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري. لم يعد الاحتلال يكتفي بإيصال الأسرى المضربين لمرحلة صحية خطيرة تستنزف أجسادهم، وتسبب لهم مخاطر صحية يصعب علاجها لاحقًا، بل إن لديه نية لقتل أحدهم بتواطؤ من محاكم الاحتلال.

القواسمة المعتقل منذ شهر كانون الثاني/ يناير العام الجاري، هو أسير سابق تعرض للاعتقال عدة مرات، وأمضى مع مجموعة في سجون الاحتلال نحو أربع سنوات، بين أحكام واعتقال إداري، وبدأت مواجهته لعمليات الاعتقال منذ عام 2015، وقراره بمواصلة الاضراب جاء رفضًا لقرار محكمة الاحتلال "تجميد" أمر اعتقاله الإداري، ومطالبته بإنهائه.

وفي رسالة للقواسمة قبل تدهور وضعه الصحي، قال: "لن أرجع عن قرار الإضراب حتى أنال حريتي كاملة ولا أرضى بقرار تجميد الاعتقال، ولن أتناول أي طعام، ولا ملح، ولا سكر، ولا فيتامينات، ولو اضطر الأمر أن أضرب عن الماء أيضًا سأفعل، ولن أتراجع حتى حصولي على قرار (إنهاء أمر اعتقال)".

وأضاف: "رغم خطورة وضعي الصحي ومواجهتي خطر الموت في أي لحظة لن أفك إضرابي عن الطعام حتى انتزاع حريتي لأكون بين أهلي وأحبابي، ومستعد للتضحية ودفع الثمن من أجل الحرية والكرامة".

وفي مشهد مؤثر كان اللقاء الأول للأسير القواسمة بوالديه، بعد تدهور وضعه الصحي، ونقله إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، فقد حاول رسم ابتسامة على وجهه، لكنها كانت واهنة، وذراعاه لم تقويا على احتضانهما.

والدته إيمان بدر تقول: "ابني يحتضر من أجل الكرامة، وبحاجة لوقفة الشرفاء والأحرار.. صدمت عندما رأيته أول مرة، لم أميزه من شدة نحوله، فقد خسر الكثير من الوزن، ومع كل لحظة تمر يزداد وضعه خطورة".

وتضيف بصوت يشوبه القلق: شعرت خلال زيارته أن "أطرافه باردة مثل الثلج ووجهه أصفر"، وإدارة المستشفى تتعامل معه كأسير، وتحرمه من كثير من حقوقه، ويعاني من الإجراءات التعسفية.

أما والده الذي يرافقه في المستشفى، فلم يقوَ على الكلام، ويردّد فقط "الحمد لله رب العالمين"، داعيًا للوقوف بشكل جدي ومخاطبة كافة المؤسسات الحقوقية والدولية لإنقاذ حياة ابنه الذي يصارع الموت.

عم الأسير شفيق القواسمة، قال: "مقداد خاض معركة الاضراب مع زملائه الخمسة الآخرين لينتصر على السجّان، ورفضًا لسياسة لاعتقال الإداري غير قانوني"، داعيًا أبناء شعبنا بكافة أطيافه وفصائل العمل الوطني والمؤسسات المحلية والدولية بالوقوف بشكل جدي للتدخل، والافراج عن القواسمة، ورفاقه الذين يرفضون القهر والظلم، ويدافعون عن أبسط حقوقهم المتمثلة بالعيش بحرية وكرامة.

وأشار الناطق الاعلامي لنادي الأسير أمجد النجار إلى الأسير القواسمة دخل مرحلة الخطر الشديد، ويرفض تناول المدعمات والأدوية.

وأوضح أن هناك سلسلة من الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين، وذلك ضمن برنامج وطني بمشاركة القوى الوطنية والمؤسسات المحلية والرسمية على مستوى محافظات الوطن.

والأسرى المضربون إلى جانب القواسمة، هم: الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 103 يوم، وعلاء الأعرج منذ (79 يومًا)، وهشام أبو هواش منذ (70 يومًا)، وشادي أبو عكر منذ (62 يومًا)، وعياد الهريمي منذ (33 يومًا).