صلاح الطميزي

يعتبر "طور بدو" الواقع في خربة "بيت البان" ببلدة إذنا غرب الخليل من أضخم كهوف فلسطين، وشاهدا على حضارات عريقة وارث تاريخي وأثري يمتد لألفي عام.

يحتوي الكهف الذي تزيد مساحته على 300 متر مربع محفور من الصخر التباشيري على العديد من الزوايا والسراديب، وفيه العشرات من طوق الحمام التي تزين أحد جدرانه، وساحة كبيرة، ويمتاز بوجود مناور خاصة في الأسقف تسمح لأشعة الشمس الدخول لعمقه، كما تساهم في عمليات التهوية والانارة.

"خربة "بيت البان" تتميز بوجود 20 مقلعا من الحجارة الضخمة، بالإضافة للكهوف المنتشرة فيها، والتي استخدمت كمنشأة صناعية على مر العصور، كما يوجد فيها معاصر للعنب والزيتون، وتحتوي على عدد من القبور وبقايا الأبنية التاريخية". يقول مفتش دائرة الآثار في مديرية آثار وسياحة الخليل أيمن الرجوب لـ"وفا".

وتابع، استخدم الكهف في العصر البيزنطي مقلعا للحجارة لتدشين المنشآت في هذه الخربة، وبقي قائما حتى بداية التسعينيات حيث كان رعاة الأغنام يستخدمونه مسكنا لهم، ومأوى لأغنامهم.

وأشار إلى أن الكهف في العصر الروماني كان يستخدم كمبانٍ سكنية محفورة في الصخر، وبقيت آثار الغرف والسراديب المحفورة في الصخر شاهدة على التقنيات التي توصل اليها السكان المحليون آنذاك، بعمق نحو 20 مترا تحت الأرض.

من جهته، دعا الناشط الشبابي صهيب أبو جحيشة (الذي تعود ملكية الكهف لعائلته) إلى ضرورة المحافظة على هذا المعلم التاريخي والأثري من قبل الزوار، ليكون مقصدا سياحيا آمنا ونظيفا، معربا عن أمله بأن يدرج على خارطة المسارات البيئية والتاريخية في فلسطين.

من جانبه، قال رئيس بلدية إذنا محمود سليمية، إن البلدية تولي اهتماما كبيرا في الأماكن الأثرية، وتقوم بشكل متواصل على تنظيفها وترميمها أكثر من مرة، داعيا إلى ضرورة مشاركة الجميع في الحفاظ عليها.

وأشار إلى أن بلدية إذنا قد أبدت استعدادها بالتعاون مع لجنة الحماية التي تم تشكيلها مع الجهات المختصة بالعمل على ترميم طور بدو، وإدراجه ضمن الأماكن السياحية في فلسطين، ليكون مقصدا للزوار والأهالي.

هذا المعلم التاريخي لم يسلم من بطش سلطات الاحتلال، حيث أوقفت أعمال الترميم فيه العام الماضي، وهددتهم بالاستيلاء على المعدات في حال استمر الترميم، أو جرى شق الطرق وتوسيعها في هذه الخربة التي تبعد عن جدار الفصل العنصري نحو كيلومتر.

وأوضح سليمية ان بلدة إذنا تحتوي على الكثير من المعالم الأثرية التي ضمها الاحتلال داخل جدار الفصل العنصري من بينها خربة "قصة الأثرية"، وخربة "بيت علام" "وخربة الرأس"، وغيرها من الأماكن الأثرية التي تمتد على أراضي البلدة، وصولا لقرية بيت جبرين.