خليك بالبيت.. الرأي قبل شجاعة الشجعان. رأي الخبراء والمختصّين إنه أسهل وأنجح وأرخص طريقة للنجاة من فيروس كورونا هو الحجر والعزل في البيت وعدم الاختلاط بالناس. صعب إنه الإنسان يتقبّل فكرة الاعتكاف في بيته، خاصةً شعبنا المعروف بحب التواصل وتبادل الزيارات وعشق الحياة، والمعروف بحبه لأرضه، خاصة الآن مع بدايات فصل الربيع: كل فلسطين بتتحول لسجّادة بتزيّنها أجمل أنواع الأزهار والحنّون، صعب الواحد يشوف هيك منظر من الشباك ويظل قاعد في بيته. لكن فكّر بالموضوع بهدوء، شو الفايدة انك تطلع من بيتك وتمرض أو تجيب المرض معك لأهلك وأولادك؟ لازم تتذكر إنه الأرض بحاجتكم كلكم مثل ما كانت محتاجة لسيدك وستّك ولأجدادهم من أيام الكنعانيين. يمكن لو إنها الأرض بتحكي كان قالت لك: خليك بالبيت!

 

خليك بالبيت.. إحنا الشّعب الوحيد في العالم اللي بيتعامل مع الحجر كاستراحة، يمكن الناس في بلدان العالم كلها بعدّوا الأيام حتى يخلصوا من قعدة البيت ويرجعوا يستمتعوا بشغلهم أو يسافروا لبلد ثاني يقضوا إجازة.. تغيير جو يعني. إحنا ملتزمين بعزل أنفسنا حتى نحافظ على شي كبير! أكيد الهدف الأول هو حماية أنفسنا وأهلنا من المرض، بس في أشياء ما بتقل أهميتها عن حياتنا ومستقبلنا الشخصي. إحنا بنتعامل مع الأزمة كنفق إجباري لازم نمر منه بأمان حتى نكمل مشوارنا بالصمود وحماية أهدافنا الوطنية، وأولها الصمود في أرضنا والتشبث بكل شبر منها، الأرض هي حياتنا وحمايتها واجب يستحق إنه كل واحد فينا يحمي نفسه من فيروس كورونا. الأرض بحاجة لكل واحد من شعبنا، بلاش نخذلها ونضيّع أرواحنا ببلاش!

 

خليك بالبيت.. الحكومة والشرطة والأمن وكل المسؤولين والعاملين في القطاع الصحي بعملوا كل اللي في طاقتهم وزيادة حتى شعبنا يثبت للعالم إنه رغم الاحتلال ورغم قذارة المستعمرين قادر على حماية نفسه من الوباء والتصرّف بمسؤولية عالية ومش ممكن يسمح لحدا إنه يعمل حاله وصي عليه. تجربتنا حتى الآن أفضل دليل على تماسك شعبنا ووعيه، وبالتأكيد إنه أهم حافز بشجّع الناس على الالتزام بالإجراءات الوقائية رغم صعوبتها هو إصرارنا على النجاح وتحدّي العالم كله وخاصّة عدونا اللي بينتظر فشلنا ويتمنّاه. صراعنا مع عدونا صراع طويل بحاجة لاستخدام قدراتنا وطاقاتنا بشكل ذكي وبحاجة إنه كل واحد فينا يحافظ على نفسه وعلى أهله، لأنها أرض فلسطين -أطهر بقاع الأرض- بحاجة لنا أحياء. 

 

خليك بالبيت.. خصص هاي الليلة للحديث مع أولادك عن الأرض.. بكرة ٣٠ آذار.. الذكرى ٤٤ ليوم الأرض. كلنا عارفين إنه إحياء هاي الذكرى مثلما تعودنا كل سنة مسألة مستحيلة، عشان هيك إحتفل إنت وأهل بيتك بيوم الأرض بطريقتك الخاصة: إحكي لهم عن سخنين وطرعان وعرابة وشفا عمرو ودير الأسد والبعنة ومحمود درويش وسميح القاسم وعن الناصرة وتوفيق زياد وعن الطيبة وام الفحم وبير السبع.. إحكي لهم عن شهداء يوم الأرض الستة. شعبنا لا يمكن ينسى أبطاله..

 

*خليك بالبيت.. الاحتفال المركزي هذا العام لإحياء الذكرى ٤٤ ليوم الأرض سيتم تنظيمه في بيتك وفي كل بيت فلسطيني.