ضمن برنامج عقد المؤتمرات وتنظيم الندوات السياسية والتنظيمية الحركية، ومواكبة للتطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية في الداخل والشتات، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتــح"_قيادة منطقة بيروت محاضرةً سياسيةً تنظيميةً توعويةً في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات -تجمع الداعوق- صبرا، مساء الثلاثاء 3/12/2019، حاضر فيها عضو قيادة الساحة اللبنانية جمال قشمر. 
وحضر الندوة أمين سر حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش، وعدد من أعضاء قيادة المنطقة، والشعبتين الغربية والرئيسية، ومفاصل العمل والأطر والمكاتب الحركية في شاتيلا والغربية. 
بدايةً تم الوقوف دقيقة صمت، ثم قراءة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح". بعدها ألقى الأخ جمال قشمر محاضرة سياسية، إستهلها بموجز عن الإستعمار الفرنسي والبريطاني ووعد بلفور وقال: "عرفت منطقتنا مطلع القرن العشرين استعمارًا لم تنجو منه دولة من دولنا وكانت الغاية منه هو نهب ثروات منطقتنا وتحويل دولنا إلى سوق استهلاكي، لذلك نجد أن لبنان وقع تحت الانتداب الفرنسي، ووقع العراق تحت السلطة البريطانية، وقسّمت المنطقة بموجب إتفاق سايكس بيكو، وحدها فلسطين شذت عن القاعدة إذ عرفت إستعماراً لم يعرفه العالم عبّر عنه بلفور "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أي تم التعامل مع فلسطين باعتبارها أرضاً خاوية لا شعب فيها، وشطب الشعب الفلسطيني، ولذلك لاحظنا بعد بلفور جاء الإنتداب والتقسيم والنكبة، وكلما سُئلنا كيف هو الوضع السياسي؟ كنا نجيب أنه صعب والموامرة كبيرة، شهدنا نكبة ومجازر ولجوء داخل الوطن وخارجه وتصفية حيثما يكون الشعب الفلسطيني". 
وعن تحويل الفلسطيني من لاجئ، وعن الوطن البديل، قال قشمر: "منذ وعد بلفور حتى هذه اللحظة وشلال الدم لا يتوقف وأشكال النضال لا تتوقف أرادوا لنا عناوين لثلاث نكبات، لاجئين وكرت أعاشة، أنتم من رددتم عليه قلتم من رحم النكبة تولد الثورة، فكانت الثورة التي أطلقها ياسر عرفات وحركة "فتح"، أرادونا طوابير لاجئين فحوّلنا شعبنا من طوابير لاجئين إلى طوابير فدائيين تحمل السلاح وتقاتل من أجل الوطن، أعطوا لنا عنوان كرت أعاشة أي خيمة وخبز ودواء، رددنا عليهم قضيتنا أبعد من البعد الإنساني، قضيتنا حرية ووطن عاصمته القدس، بينما ما أرادوه وما أردناه تلاحظون أننا نمشي من نصر إلى نصر ومن محطة إلى محطة.
وفي ظل أزمة لبنان دُفع ١٠٠ مليار دولار مقابل توطين الفلسطينيين والتهدئة والسلم مع اسرائيل، وهم لا يعلمون أننا لا نفرط بحبة رمل من تراب فلسطين ونرفض التوطين، ولا يمكن أن نقبل بعد التضحيات ووجهتنا فلسطين فقط. 
واستذكر قشمر المحطات النضالية الفلسطينية من الداخل الفلسطيني إلى الأردن وإلى جنوب لبنان، عدو واحد وصراع مع جيش الإحتلال الإسرائيلي والاتفاقات التي عقدتها منظمة التحرير وبناء المؤسسات داخل الوطن، والاستعداد لإكمال المعركة مع العدو الاسرائيلي، وما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وشهداء وأسرى ناضلوا بحريتهم من أجل الوطن. 

كما استذكر المحطات النضالية للقائد الرمز ياسر عرفات، ومدرسة الفتح وقال: "كنا نعتبر أن فلسطين هي الأغلى وعندما نخرج من معركة نعرف أن معركة أخرى تنتظرنا، وعندما نخرج من مؤامرة نعرف أن هناك مؤامرة أخرى تنتظرنا، أما صفقة القرن فهي مؤامرات تحاك ضد شعبنا، بدأت بإعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتبعها خطوة توطين الفلسطينيين، وهم لا يعلمون أننا لا نفرط بحبة رمل من تراب فلسطين، ونرفض التوطين ولا يمكن أن نقبل بعد كل هذه التضحيات، ووجهتنا فلسطين فقط. 
وأكد قشمر أن الأونروا هي العنوان الأساس السياسي لقضية اللاجئ، وبنظرهم يعتبرونها قضية إنسانية، هذا الاختلاف بين وجهتنا ووجهتهم، إن قضيتنا قضية عودة ووطن، وليست قضية إنسانية، نحن في هذا الصراع نستند إلى الساحات الدولية وقد نجحنا في أكثر من مكان. 
واعتبر أن أساس الصراع مع العدو الإسرائيلي هو صراع التشبّث بالأرض الفلسطينية، ورأى"أن بقاءنا وصمودنا فوق أرضنا فلسطين، رغم كل المحاولات الإسرائيلية، هو الثبات وهو معادلتنا وحراكنا على المستوى العالمي، وآخر مشهد رأيته أن القنصل الاسرئيلي كان مدعواً لإلقاء محاضرة حول قضية المستوطنات في اللحظة التي طُلب منه الصعود إلى المنصة خرج جميع المدعوين. إن التطبيع في بعض الدول العربية يشكل طعنة لكفاح الشعب الفلسطيني، إننا لا نقاتل من أجل فلسطين فقط، بل نقاتل من أجل الأمة بكاملها. 
وشدد قشمر على وحدة الشعب والذهاب إلى الإنتخابات شرط أساسي لإقفال صفقة القرن. واعتبر أن دولة فلسطينية في الضفة وغزة هي المدخل الوحيد لإعادة اللحمة بين الجغرافية الفلسطينية، وأن وحدة الشعب الداخلية تعطينا فرصة كبيرة للانتصار على عدونا.