تقرير: يامن نوباني

أثرى المنخفض الجوي الأخير، معظم مناطق فلسطين بالمطر الغزير، الذي زاد خضرة الأرض، وغسل النباتات والأشجار، وانسابت المياه من شقوق الصخور والمرتفعات الجبلية.

عشرات المصورين وهواة التصوير، أطلقوا عدساتهم تجاه التلال والوديان، وساروا مع مسار المياه ومنابع تدفقها وتجمعها، ليلتقطوا مشاهد ساحرة من الطبيعة الخلابة والانسان الفَرِح بالمطر وانعكاسه على الأرض.

مرج صانور.. جنين

الصحفية شذا حنايشة، التقطت عشرات الصور لمرج صانور، قالت: "مجرد أن انتهى المنخفض الجوي الأخير توجه الناس في منطقة جنين للاستمتاع بمرج صانور وقد غمرته مياه الأمطار. يوم الجمعة الماضي توجّهت إلى هناك لتصوير امتداد المياه وغمرها مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، وتفاجأت بالأعداد الكبيرة من الناس الذين جاءوا من مختلف بلدات وقرى جنين رغم الأجواء الباردة، للاستمتاع بالمشهد".

وأضافت: قال لي أحد الأشخاص الذي جاء برفقة عائلته، إنه لم يرَ البحر في كل حياته لا هو ولا أولاده، "ها هو البحر جاء إلينا، لن أفوت الفرصة دون أن أُري أولادي كيف يكون البحر أو البحيرة".

وأوضحت: الأجواء بالقرب من المرج كانت جميلة فعلا، أصحاب العربات المتجولة يبيعون الذرة والترمس، ومن المتوقع مع نهاية الأسبوع سيمتلئ بالرحلات العائلية من جنين وأراضي الـ48، وربما سنجد قاربا صغيرا يحمل الناس في جولة مقابل بعض النقود".

مرج صانور يقع جنوب شرق جنين، وهو عبارة عن وادي محاط بجبال من كل جانب، يعد ثالث أكبر مرج في فلسطين وتبلغ مساحته 15000 دونم، لقرى وبلدات صانور، ميثلون، جربا، مسلية، صير، الجديدة، وسيريس. يستفيد منه المزارعون في فترة الصيف أي بعد جفاف المياه منه، وتعد أرضه خصبة جدا.

عين الهوية.. حوسان

في بلدة حوسان، 8 كيلو متر غرب مدينة بيت لحم، تنبع عين الهوية من نفق صخري، وتوزع مياهها على الأراضي الزراعية المحيطة، كما تعتبر متنزها طبيعيا للأهالي والزوار.

المصور محمد حمامرة، التقط عشرات الصور المدهشة للعين، تظهر فيها روعة المكان لحظة بزوغ الربيع وسقوط المطر.

تقول مرح محمد من حوسان، إن عين الهوية لا تُعوض زيارتها في الأيام الممطرة، وتمنح النفس راحة نفسية كبيرة، بعد أن تتنقل العين في نظرات في كل الاتجاهات، حيث الخضرة والماء الوفير والجمال الرباني للمكان.

يُشار إلى أن عين الهوية كانت قديما مصدر الماء الوحيد في حوسان، وتعتبر مقصدا للسكان المحليين وزوار البلدة، لما تحويه من جمال طبيعي وأراضي زراعية خصبة تظهر على شكل مدرجات ترابية.

واد علي ووادي اللبن الشرقية .. نابلس

في قرية اللبن الشرقية إلى الجنوب من نابلس، مارس شبان هوايتهم في ملاحقة الماء، من مجرى إلى مجرى، ومن واد إلى واد، فالمياه تجري في واد علي شرق اللبن الشرقية، وواد اللبن غرب اللبن الشرقية، قادمة من جبال وتلال سنجل وترمسعيا.

بين جبلين عامرين بالزيتون والسرو والصنوبر، والنباتات البرية والأشواك والصخور، تجري مياه وادي علي ووادي اللبن، في طريقها إلى بلدة عبوين المجاورة، ومنها إلى بلدات وقرى كثيرة، حيث ينتظرها الأهالي وخاصة الأطفال بالفرح والتقاط الصور التذكارية.

على امتداد المياه، اصطف الأهالي، بعضهم وصل بمركبته، وآخرون من الشبان والفتية، فضلوا المسير على الأقدام، غير آبهين بالوحل وبرودة الطقس والأمطار الغزيرة، وراح بعض الفتية يشعلون النار تحت صخرة كبيرة ليصنع طعاما في الهواء الطلق (قلاية بندورة، جبنة، بيض، شاي).

في العديد من الصور، التي نشرها المصور واجد نوباني، لمرج القرية وطبيعتها الخلابة، اعتلى شبان في مسير، جبل "الرأس" وجبل طاروجة والخربة غرب القرية، وساروا بين الأشجار المتشابكة ونوار اللوز الأبيض المائل للحمرة، قفزوا فوق المياه، وصور أخرى لشلالات صغرة مترامية هنا وهناك، حيث صوت الماء وارتطامه بالحصى وتعانقه مع النباتات.