لقد نجحت ثورة الطلاب في العام ١٩٦٨ في وقف حرب فيتنام وإسقاط نيكسون، ونجحت ثانيةً بأواسط الثمانينات المساهمة في الدفاع عن حقوق الأفارقة الأميركيين أصحاب البشرة السوداء ولاحقًا إنهاء حكم الابرتهايد البغيض بجنوب إفريقيا.

* ما هي مؤشرات هذه الثورة الآن؟؟


١. الاحتجاجات الطلابية تعبير عن  الشرخ الكبير الحاصل في المجتمعات الغربية؛ الأول بين جيل الشباب والأجيال العمرية الأكبر، والثاني، بين متخذي القرارات مقابل الرأي العام الشعبي.


٢. الاحتجاجات عارمة وتعم معظم الجامعات في أكثر من بلد، إضافة إلى انضمام النقابات والمجتمع المدني بشكل متصاعد.


٣. الاحتجاجات تعدت بأهدافها وقف الحرب الإبادية على غزة، لتصل بكشف عمق أزمة الديمقراطية الزائفة الغربية، وصولاً إلى التشكيك بكل السياسات الغربية، الخارجية والداخلية.


٤. الاحتجاجات تأتي في ظل انهيار السردية الصهيونية وتراجعها الكبير، وارتفاع غير مسبوق إسنادًا للقضية الفلسطينية، الأمر الذي  يقلق المؤسسة الإسرائيلية بدرجة تهدد الأمن القومي الإسرائيلي.


٥. الاحتجاجات تأتي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانتخابات قريبة للبرلمان الأوروبي.

أمام ذلك، يبدو أن الأطراف المقابلة لهذا الاحتجاج لا تملك الكثير من الأوراق لاجهاضه، ولم يعد بالامكان تسويق ادعاء "معاداة السامية واليهود"، حيث نرى المشاركة الواسعة للمحتجين اليهود في هذه الاحتجاجات وبشحل فاعل.

ما يجري في الغرب هو ثورة بهندسة الوعي الجمعي في الغرب، وتأثيرها سيكون عميقًا ومستدامًا، وليس عابرًا وعاطفيًا، وسيكون لهذا الحراك دور مفصلي لوقف العدوان على شعبنا في غزة.