يوم خالد بدأ بميلاد رسول السلام والمحبة المجيد عيسى المسيح عليه السلام، ويوم ميلاده تشرق روحه علينا مع سكون وسلام لصبح جميل.. ويشع اسمه كالشمس في الكون، نجم لمن اراد الاهتداء الى سبيل المحبة يوم اضيئت في ليله منارة تنبئنا أن وطن الانسان في قلبه وروحه، فيهما قطبا الحياة الدنيا والآخرة، المجد والخلود لمن عمل بوصايا الخالق وفاز، يوم يصل فيه المبحر وعينه على شاطئ الأمان.
حمل صليبه ونزفت جبهته المقدسة من أجل الحق والعدل والسلام.
تنذرنا تضحيته وتفتح عيوننا وبصائرنا وتنبهنا من اخطار الهيمنة والظلم بسلاح القهر والفقر والتجويع.
المؤمنون شهداء مع وقف التنفيذ حتى يمنح القدير الاذن بارتقاء الأرواح المحببة اليه، والشهداء مؤمنون، تصنع اقدارهم ذاكرتنا الوطنية، فتتجلى صورة الانسان المؤمن الشهيد على قيم الحق والعدل والحرية والسلام، والشهيد المؤمن الحي الذي تحبه الحياة ان يبقى في دنياها الى الأبد.
ميلاد مجيد يا شعب فلسطين، تتمجد فيه الحكمة والمعرفة والعلم والمنطق والروح المتسامحة، فيصير للسعادة والسلام كينونة لا يدركها ولا يلمسها الا المؤمنون بأن للمسيح وطنا وأن للوطن مسيحا هو أنا وانت وهي وهو ..
ما اعظم ميلادك.. يقولون لنا علمنا المسيح الشهيد الأول، الفدائي الأول أن المحبة منهج، وان الحياة وفيرة بالخير فابحثوا عنه حتى اللحظة الأخيرة، انه آية من آيات الله على الدنيا.. بلا نهاية.
ولد المسيح فقام الشعب، وفتحت السماء عيونها وأبراجها، فامتزجت دموع فرحنا بالميلاد المقدس ببركات قيامة الثورة والوطن..
تحضر روح المسيح في يومه العظيم «كطير نوح» مبشرة برسالة السلام، تهدي العارفين بأصول الوفاء، وترفرف كمظلة للصابرين باخلاص.
يذكرنا رسول المحبة ان الوطن ضمير، وان الضمير ايمان بلا حدود، وان انسان الشعب ليس مجرد رقم..
يقول لنا صاحب الميلاد المجيد بعد ان جاب رحاب الكون وعلم الأسرار المخبوءة وراء الأفق ان الحدود الحقيقية للوطن هي علامات الحكمة الفاصلة بين الحرية والعبودية، فاختار حمل صليبه ومشى في درب الآلام من أجل ان تتحرر البشرية من آثامها، وتفاضل بعقلها الذي وهبته لها السماء بين أفكار الانسان ورغبات الآدمي الشيطانية.. بين العلم واليقين بقدسية الانسان والجهل الذي يدفعه للهلاك.
علمنا صاحب الميلاد المجيد ان الوطن خالد في قلوب المؤمنين، سياجه المحبة، تهزم بساطير وأساطير الجاهليين. وعلمنا ان حدود الوطن حيث تحيا وتنمو شجرة العلم وتثمر قيم الأخلاق.. فهل من هناء وسلام اعظم ما في دنياك وجنتك الأزلية ايها الانسان، فكل ما في روحك وكرامتك وحريتك وحقوقك مقدس فانتصر لنفسك بالسلام والمحبة.