عاشق الأرض المقدّسة، شجرة زيتون فلسطينية أصلها ثابت في الأرض وفرعها ينير السماء بالحق السلام، روح فلسطينية نُفِخَت في طينة فدائي، ليبشّر بالحُريّة هو أنتَ أخي "أبو طارق" زياد أبو عين.

آمنتَ يا أخي بالشعب الذي سيحمل بعد نزف الجراح المنجل.. فصرتَ كالهاديات نجمًا في السماء، لأهل أرض آدم الفلسطيني الأول والآخر عليها، أرض المهد والأقصى، والأرض التي يلتقي على نيّة السلام فيها أهل الدنيا من أركانها الأربعة.

بعد ألف وخمسمئة يوم إلّا أربع عشرات منها ما زالت روحك يا زياد تخرق الجاذبية، تصعد وقتما تشاء وتأتينا كلّما شئنا..

نرى ببصيرة روحك الوطن من مقعدٍ في الفردوس مرصّعٍ بأنقى الأسماء، مقعدٍ منحوتٍ من خشب زيتونة نحت آدم اسم حبيبته على تاجه.

التحقتَ بالقائد الرمز، بالرئيس الشهيد، بالختيار أبو عمّار، والتقيتَ في الخلود مع الصامت حتى الاستشهاد الخليل الوزير أبو جهاد، وعانقتَ قائد الجهر بالحق الصلاح أبو إياد، أراكَ وسمعتُكَ قد همست في أذنه أنّ التضحية من أجل شجر البرتقال في يافا وشجر الزيتون في ترمسعيا لم تعد وجهة نظر.

نراكَ يا زياد في الصبح وعند الغسق وعندما تتلألأ النجوم على رأس شعب من الشهداء، رسائله إلينا شهب، وصلتنا عند بوّابات الأقصى وعند كنيسة القيامة في القدس وبوابتيهما في الخان الأحمر، وتصلنا كل يوم في كفر قدوم، ونعلين وبلعين والنبي صالح، وبيت لحم والبلدة القديمة في الخليل، في غزة، والنقب والجليل، في نابلس وطولكرم والناصرة وطوباس، وقلقيلية وأريحا وجنين والجبال والسهول وفي الأغوار.

نعتقد يا أبو طارق أنّ الشهداء يرون الوطن بلا حدود.. فهل ترانا على يقين؟!! نحنُ كذلك يا أخي، وإلّا كيف نراكم في حبّات رمله وهوائه وفي كل قطرة نقية من ينابيعه وبحره، إذًا انتم في الجنة شهداء ونحن فيها أحياء.

رسم زياد الوطن بصورة صبية فلسطينية بلون الزعتر البري عيونها اللوزية، كلون القمح بشرتها عخدودها قطفة شقائق النعمان، ضفايرها مثل جذور التين والزيتون والسنديان، عاشقة تصلي وتسبح لربها، والرب أعطاها كل النعم والجمال، معطرة بماء ورد جوري، تغني نشيد السلام فدائي، فلسطين داري يا أرض الجدود.

تسألنا روح زياد كل يوم عن شجرة الزيتون المقدسية، هل ما زالت جذورها الطيبة في القدس حية وفرعها ينير السماء؟ فنُجيب وباليقين نَمْ قرير العين أبو طارق فقد أحرقنا أشرعة سفن الانكسار والانسحاب، وكما تعلم قرّرنا أن نقاوم، وها نحن على عهدنا بالوفاء للقَسَم. فشبابنا يا زياد كما عهدتهم في يمينهم حجر وفي يسارهم كتاب.

أبو طارق اسمك فلسطيني في ترمسعيا صار جبل، فهل أخبرك واحد من أحرار العالم الذين معك في دنيا الخلود أنّ عدوهم قد استطاع جرف جبل؟! حتما لا.. فالغزاة مصيرهم العودة إلى جحيم ولو بعد حين.

أخي زياد، أنتَ هناك وروحك هنا، ظلك يمتد على أرضك.. أرضنا، فسلام يا أخي سلام.

سلام عليك فاسمك حبّات تراب هالوطن أغنى وأغلى من الماس والذهب.

سلام عليك أخي زياد، وسلام على كلِّ مَن كان فدائيًّا مناضلاً فصار وزيرًا، وأعطى الأرض عمره فأصبح بطلاً.