انطلقت أعمال المؤتمر الحادي عشر لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية في العاصمة المغربية الرباط تحت عنوان "السلام والتضامن ركيزتان للتنمية المستدامة" والذي تجري وقائعه في الفترة ما بين 14-16 من الشهر الجاري بمشاركة شخصيات قانونية وحزبية ومسؤولين سياسيين وخبراء وناشطين من الدول الأعضاء في المنظمة، فيما يمثل دولة فلسطين في المؤتمر نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمر وسفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي.

رئيس المنظمة حلمي الحديدي، أكد في كلمته بافتتاح المؤتمر "إن الدول الأعضاء في المنظمة تؤكد دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وضرورة تكثيف وتضافر الجهود لمناصرة وإسناد القضية الفلسطينية وتثبيت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقراراته التصفوية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل وتقوض مصالح وأحلام الشعوب الآسيوية والإفريقية في العيش بأمن وسلام".

بدوره طالب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو خلال كلمة ألقاها في حفل الافتتاح، دول وشعوب قارتي إفريقيا وآسيا الوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله، وتقديم كافة وسائل الدعم له حتى يتمكن من الصمود على أرضه في مواجهة محاولات اقتلاعه وسلب القدس وتهويدها، مشيرا إلى "أن الاستعمار لم يرحل بعد عن المنطقة بل ما زال قائما عبر فرضه لمجموعة من الارتباطات مع دول إفريقيا وآسيا تقوم على الهيمنة والاستغلال، والتي يجب أن تنتهي وتستبدل بعلاقات قائمة على الاحترام والمصلحة والمنفعة المتبادلة، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا عند نيل الاستقلال الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية والذي يشكل مفتاحا لأمن وسلامة وتطور المنطقة وازدهارها".

من جانبه أكد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، الذي إلتقى أيضا بنائب رئيس الوزراء أبو عمرو والسفير الشوبكي في لقاء خاص على هامش أعمال المؤتمر، التزام المغرب الثابت ملكا وحكومة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية والعمل على توفير كل سبل الدعم والحشد على المستوى القاري والدولي لمناصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، داعيا المشاركين في المؤتمر إلى تفعيل كل آليات العمل الجماعي لبلورة موقف واضح ومؤثر إزاء الانتهاكات الإسرائيلية ووضع خطط عمل مشتركة لمناصرة الحق الفلسطيني.

وفي جلسة خاصة حول القضية الفلسطينية عقدها المؤتمر ضمن جدول أعمال اليوم الأول، قدم سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي مداخلة تحدث فيها عن التحديات الراهنة التي تواجه الوضع الفلسطيني في ظل سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث قال "تعتقد الإدارة الأمريكية أن بالإمكان هدم الكيانية الفلسطينية ومحو مشروع الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، ولكن هذا المخطط يجابه بكل أدوات المواجهة فلسطينيا وفي مقدمة هذه الأدوات ثبات وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه رغم كل محاولات الاقتلاع والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي وسياسات التهويد المدعومة من الإدارة الأمريكية المنحازة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي. إن الموقف الدولي يتبنى الحق الفلسطيني وملتزم به، وكذا فإن الأشقاء العرب ورغم ما تروج له تل أبيب بفتحها علاقات مباشرة مع بعض الدول العربية إلا أن العرب ملتزمون ببنود مبادرة السلام العربية وفقا لما أكده الأشقاء في القمة العربية الأخيرة (قمة الظهران)، لكن واشنطن تتجاوز هذا الإجماع الأممي على شكل الحل، وتتجاهل قرارات الشرعية الدولية، وهو ما سيضر في المحصلة بأمن واستقرار المنطقة وتوازن النظام الدولي، وهنا لا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تستمر في تعاطيها مع دولة الاحتلال كأمر واقع لا مفر منه، بل إن المطلوب إحلال علاقات قائمة على مبدأ الحل على أساس الدولتين والاعتراف بإسرائيل المشروط باعتراف إسرائيلي واضح بدولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يحتاج إلى نضالات وجهود حثيثة من كافة الشعوب والدول الحرة لتحقيقه".