منذ عدة أيام، يواصل نشطاء سلام إسرائيليون تضامنهم في خيمة الاعتصام في قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، لإيصال رسالة لحكومتهم بأن ما جرى وما يحاك ضد القرية هو جريمة حرب، وأنه من حق الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة.

نشطاء السلام من منظمة "مقاتلون من أجل السلام" قرروا إيصال رسالة مختلفة هذه المرة إلى مستوطني "كفار أدوميم" المحاذية للخان الأحمر، والذين ضخوا بالأمس مياها عادمة تجاه أراضي القرية.

وكانت الرسالة بتعبئة زجاجات من المياه العادمة المتجمعة بجانب منازل المواطنين، والذهاب إلى المستوطنة المذكورة وإعطائها للمستوطنين، وهذا ما تم.

الدكتور الإسرائيلي المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط افنير فيشنيستير، قال: "أنا مؤمن بأنه سيتحقق السلام في يوم ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن الوضع الحالي لدى المواطنين في إسرائيل سيء من ناحية الإيمان بإمكانية السلام، وأن السنوات العشرة الأخيرة شهدت تراجعا لمعسكر السلام، وتناميا للكراهية تجاه الفلسطينيين.

وأضاف: "هناك أسباب كثيرة لهذه النتيجة مرتبطة بعدة عوامل منها سياسة الحكومة الإسرائيلية".

وناشد المجتمع الإسرائيلي والسياسيين لانتهاج طريق السلام ونبذ الكراهية والعنصرية وهدم البيوت.

من جانبه قال الناشط تولي فلينك: "أنا هنا لأنني مؤمن بأهمية إرساء حقوق الإنسان في كل مكان، وأنا كيهودي إذا أرادت حكومتي هدم مدرسة ومنازل في الخان الأحمر، يجب علي أن أقف ضد ذلك، لأنها جريمة حرب، ووجودي أكثر من المساهمة في وقف هذه الجريمة، وهذا واجبي".

وتابع: "أنا قلق على مستقبل المواطنين في إسرائيل نتيجة النهج المتبع من قبل حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو، ولدي تخوف من أن هذا العنف الممارس ضد الفلسطينيين سيمارس مستقبلا ضد المواطنين اليهود أنفسهم في إسرائيل".

وشدد فلينك على أن من حق الفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة، وأن نتنياهو يستغل التطرف القائم لتحقيق مكاسب شخصية له.

ولم تقلل الناشطة ميجال هوخبرج من أهمية وجودها في الخان الأحمر خاصة باتجاه إعطاء الفلسطينيين الأمل بحياة كريمة وعلاقة طيبة بين الشعبين، من خلال إقامة دولتهم المستقلة الى جانب دولة إسرائيل، وقالت: "أنا سعيدة لوجود يهود هنا يؤمنون بما أؤمن به، لان هذا هو الدعم الحقيقي للسلام وإحقاق الحقوق للشعب الفلسطيني".

وأضافت: "نتنياهو خلال سنوات رئاسته للحكومة في إسرائيل يستخدم التخويف والإرهاب السياسي والفكري على المواطنين، وهذا جعل الكثير من المؤمنين بالسلام في إسرائيل يترددون في طرح أفكارهم والتعبير عن آرائهم والانخراط في الأنشطة الداعمة للسلام بين الشعبين، وأن اي شخص يفكر خارج إطار عقلية اليمين يضعونه في خانة التخوين والعداء للدولة".

وتابعت: "اعتقد أن القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يبذلون جهودا كبيرة لتحقيق السلام، ولكن إسرائيل ترد باستمرارها في الاستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض".

ولفتت إلى أنها ونشطاء السلام يسعون لجلب أكبر عدد ممكن من نشطاء السلام والمناهضين للاحتلال للوقوف إلى جانب قرية الخان الاحمر.

أما الفنانة التشكيلية اوديل دوتيش فقالت: "أنا هنا لأن قلبي يؤلمني نتيجة ما يحدث بحق سكان الخان الأحمر، وأريد أن أحدث تغييرا إيجابيا، في ظل تنامي اليمين المتطرف في إسرائيل، وعدم الإنسانية ".

وأضافت: "أعتبر نفسي يهودية فلسطينية ولا بد من أن تكون دولة فلسطينية يعيش بها الفلسطينيون بحرية".