وفاءً للشهيد أبو عمار، والشهيد زياد أبو عين وجميع الشهداء، نظم العمل الإجتماعي الفلسطيني لحركة "فتح" في لبنان بقيادة الأخت أم ساري رحلة تحت عنوان "رحلة الوفاء للشهداء"، التي أقيمت الأحد 14/12/2014، بمشاركة 3 مناطق تنظيمية لحركة "فتح" هم  بيروت، صيدا، صور، التي توجهت باتجاه الحدود الفلسطينية في عمق الجنوب اللبناني، حيث كانت المحطة الأولى في معلم مليتا الجهادي السياحي حيث كان باستقبالهم ممثلين عن حزب الله، وقام الوفد بالتجول داخل معلم مليتا والتعرف على المواقع الجهادية التي كانت بمواجهات دائمة مع العدو الإسرائيلي، ومن ثم انتقل الحشد الفتحاوي إلى منطقة مارون الراس المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة.

بدايةً ألقى كلمة حزب الله مسؤول العلاقات العامة للحزب في الجنوب سماحة الشيخ أحمد مراد الذي أشاد بمواقف حركة "فتح" وتاريخ هذه الحركة وحاضرها المتمثل بسيادة الرئيس أبو مازن وحكمته في إدارة الأمور، كما أكد على ضرورة مواجهة العدو الإسرائيلي وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية.

 تلاها كلمة الأخت عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان أم ساري وجاء فيها: "أتوجه بالتحية لسيد المقاومة سماحد السيد حسن نصر الله وإلى جميع من ساهم في إنجاح هذا النشاط الإجتماعي، من على منبر المقاومة أحييكم تحية فلسطين تحية العودة تحية الفتح والشهداء تحية أبو عمار تحية زياد أبو عين، ارحب بكم ترحيبا خاصا كلٌّ باسمه ومكانته وما يمثل، من هنا من على هذه الأرض التي ارتوت بدماء شهدائنا جميعاً اسمحوا لي أن اعرفكم عن نفسي وما أشعر،  انا فلسطين أنا فلسطينية أنا سنية أنا شيعية أنا درزية أنا مسيحية، ولجميع هذه الطوائف والأديان قضيتي هوية، أنا فلسطين وهذه هي ثقافتي الوطنية، أنا فتحاوية".

أشعر، واسمحوا لي بهذا الشعور أكاد أرى قوافل الشهداء الذين سقطوا فوق هذه الأرض يقفون الأن معنا، بيننا، أرواحهم حولنا، أراهم أمامنا وخلفنا، أراهم هناك حيث يقفون في المكان الصحيح باتجاه فلسطين حيث البوصلة الحقيقية، هناك عند الشريط الحدودي متجاوزين حدود اللامكان بأعلى أصواتهم يصرخون، يا قدس إنا قادمون، ليجيبهم أبو عمار من رام الله أرادوني أسيرا أو طريدا أو قتيلا أجبتهم شهيدا شهيدا شهيدا.

أبو عمار أيها الغائب الحاضر بيننا، غبت جسدا وحضرت روحاً فكراً ثقافة وثورة، أبو عمار الذي قال نحن لسنا وحدنا في الميدان، نحن معنا كل أحرار العالم، رحلتنا رحلة الوفاء لفلسطين، رحلة الوفاء للشهداء، رحلة الوفاء للدماء الزكية التي سالت لتروي الأرض، لتهزم العدو الغاصب، لتجعله يتقهقر أمام إرادة الكرامة والمقاومة والعزة والشهامة، رحلتنا رحلة أبو عمار الذي اوصانا بنقل جثمانه إلى القدس محررة.

القدس، لأنها القدس التي تعيش في دمنا، ولأنها القدس التي تزين ذاكرتنا وذاكرة أطفالنا لأنها عاصمة الأرض والسماء، القدس التي تغتصب وتهود على مدار اللحظة من رعاع قادم من كل جهات الأرض ليعبثوا بأرقى وأقدس القيم الإنسانية والدينية أمام مرأى ومسمع العالم أجميع، فهل هناك أبشع من حرق أطفالنا أحياء؟!!

إن ما يجري في القدس من عمليات استشهادية نوعية ما هي إلا ردة فعل طبيعية على ما يقوم به قطعان المستوطنين من أعمال وحشية وإجرامية ضد أبناء شعبنا في القدس، من حقنا أن نقاوم من حقنا أن ندافع عن اعراضنا وعن بيوتنا ومقدساتنا، نعم لتفعيل المقاومة الشعبية بجميع أشكالها، يقول نتنياهو بأننا شعب يحب الموت، وأقول لنتنياهو بأننا شعب يعشق الحياة بكرامة ليس بينها وبين الله حجاب، ومن أجل هذه الكرامة نعشق الشهادة، ومن أجل هذه الكرامة سقط بالأمس زياد أبو عين شهيداً.

الإحتلال الإسرائيلي يقتل زياد أبو عين عمداً، إسرائيل لا تريد من أحد أن يتكلم ويرفع صوته، فكان الشهيد دائم الصراخ في وجه المحتل في وقت صمت فيه البعض، ونحن كشعب فلسطيني علينا أن نعيد قضيتنا إلى عمقها العربي الوطني بمواقف يفتخر بها الإنسان الفلسطيني قبل غيره، فلا تنسيقاً ولا أمنا ولا أمان لا لوزير ولا لأمير، لا يوجد أمان على أرض فلسطين سوى للشهداء.

زياد أبو عين، يا شهيد الزيتونة والإستيطان، أيها الصارخ أبدا لن تمروا القدس لنا، ولن تمروا فلسطين لنا، ولن تمروا.. صوتك اليوم هديراً للملايين الذين يهتفون في قلب وعقل كل منهم، يعيشون يعملون وسيعملون بالقيم التي من أجلها استشهدت، نم شهيداً يا حبيب فلسطين والزيتون، فلن تنام أعين الجبناء، بالأمس أغمضوا لنا عينا ولكننا والله سنفق لهم ألف عين، فنم واسترح لأنك نلت ما تمنيت ومبارك لك استشهادك. فاشهد أيها العالم، أننا شعب الشهداء.

وأضافت: "نحن هنا اليوم لنأكد من جديد من على حدود فلسطين بأن البوصلة الحقيقية والصحيحة هي فلسطين والقدس، وبأن كل ما يجري من حولنا ما هو الا تضليل للطريق الصحيح وحرف البوصلة عن اتجاهها، ونؤكد أيضا بأن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت وستبقى القضية المحورية والجوهرية، شاء من شاء وأبى من أبى.

ومن هنا من أرض الجنوب الطاهر نتمنى للبنان الحبيب كل الأمن والأمان والاستقرار.

وأخيرا أتوجه بالتعازي إلى عائلة الشهيد زياد أبو عين وإلى حركة فتح وعلى رأسها سيادة الرئيس الأخ محمود عباس. معاً وسوياً حتى إعلان الدولة وعاصمتها القدس. المجد والخلود لشهداؤنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى.