إحياءً لذكرى معركة الكرامة، وتكريمًا للأُم الفلسطينية في يومها لدورها الرائد في المسيرة النضالية، نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - الشُّعبة الجنوبية، احتفالاً تكريميًّا في مركز شهداء مخيَّم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، عصر السبت 23-3-2019.

وحضر الاحتفال أمين سر الشُّعبة الجنوبية وأعضاؤها، وممثِّلو المؤسّسات الأهلية، وعددٌ من الأمهات المكرَّمات.

بدأ الاحتفال التكريمي بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلا ذلك الاستماع للنشيديَن الوطنيّين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

وألقى كلمة حركة "فتح" عضو قيادة الشُّعبة الجنوبية نظيم ديراوي، ممّا جاء فيها: "ما يجمعنا في آذار انتصارات وحياة، فالأُم هي الأخت والزوجة والحبيبة، وهي رمز لاستمرار الحياة، ويوم الأم ليس فقط في الـ21 من آذار، بل علينا أن نحترم ونُكرِّم الأم على مدار السنة. وفي هذا الشهر أشرقت شمس الانتصار، وأعيدت الكرامة العربية بعد هزيمة حزيران عام 1967، حيث اندلعت معركة الكرامة في قرية الكرامة في الأغوار بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني من جهة وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، وتكبّد فيها جيش الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.

ومن معركة الكرامة إلى عملية كمال عدوان البطولية التي نفّذتها الشهيدة البطلة دلال المغربي ورفاقها الذين رفعوا عَلَم فلسطين، وأعلنوا الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية".

وأدان ديراوي الممارسات الحمساوية بحقِّ شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة، من قتل وضرب وتعذيب واعتقال، طالت جميع الفئات العمرية، وقال: "حركة "فتح" قدَّمت الاستشهادي الأول والاستشهادية الأولى، وهي اليوم تتابع مسيرتها بقيادة الرئيس أبو مازن، لتُعلن بأنها عصية على مَن يستهدفها، فلا المعتقلات تُعيقنا ولا التنكيل يهزُّنا، ويا جبل ما تهزّك ريح. وها هي "فتح" اليوم تُقدّم الشهيد عمر أبو ليلى ورفيقيه شهداء على مذبح القضية".

وختمَ كلمته بتوجيه التحية إلى المناضلات المرابطات في القدس ورحاب المسجد الأقصى، وإلى غزّة هاشم، وإلى القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن، بطل الانتصارات الدبلوماسية والسياسية.

كلمة المرأة ألقتها عبير أبو عرب قالت فيها: "أيتها الأم الفاضلة لا نَخُصّك بيوم بل كل أيام السنة هي عيدك، تستحقين مليون تكريم، بل كل كلمات العالم لا تفيكِ حقكِ. فإن تحدّثنا عن الحب والحنان أشرنا إلى قلبك الأبيض، وإن شعرنا بالأمان نكون بقربك، والطمأنينة ابتسامتك. إنَّ الأم التي تهزّ السرير بيمينها تهز العالم بيسارها، فما بالكم إن كانت الأم فلسطينية صابرة صامدة، وصاحبة جرح نازف، تتألَّم بصمت، تفرح ودمعها بعينيها".

وتابعت أبو عرب: "أُمهات الشهداء كلَّ عام وأنتن أشدُّ صبرًا، كلَّ عام وأنتن رافعات رؤوسكن، فتحية تقدير لكنّ أينما وجدتن في مشارق الأرض ومغاربها، تحيّة إلى أمهات الأسرى، وتحية معطّرة إلى أمهاتنا في مخيّمات الصمود واللجوء. تحية إلى أُم سمعت خبر استشهاد ابنها فبدأت بالزغاريد وكأنَّها تزف عريسًا ببدلتهِ السوداء، فوق شفتيها جملتها الشهيرة (الابن غالي بس الوطن أغلى وفلسطين بدها رجال) تنحني رؤوسنا خجلاً منك يا عظيمة يا وقورة".

وأضافت: "شهر آذار يحمل مُناسبتَين ترتبط بهما الحب والعاطفة الأبدية (الأم والطفل) فالأطفال هُم زينة الحياة وهم شباب المستقبل الذين يقع على عاتقهم بناء الوطن، ووجَّهت التحية إلى أطفال الحجارة والتبريكات إلى الأم الفلسطينية.

وفي نهاية الاحتفال، قدّمت فرقة الكرامة الكشفية رقصة فلوكلورية تراثية بعنوان "أنا دمّي فلسطيني"، وقصائد وطنية فاح منها عُطر الأمل بالعودة إلى الوطن الحبيب، وقُدِمت هدايا رمزية للأمهات الكريمات.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان