تقرير: جويد التميمي

على بعد بضعة كيلومترات عن مكان سكننا، اقتلع مستوطنو ما تسمى مستوطنتي "متساد نيكوديم" و"اسفر" المقامتين على أراض محتلة شرق بلدة الشيوخ في محافظة الخليل، 600 شتلة زيتون من اراضينا التي ورثناها عن ابائنا واجدادنا بمنطقة خلة إسير شرق البلدة، قال المزارع فايز حامد عيايدة (58 عامًا).

واضاف عيايدة: "نحن زرعنا اشتالنا في مساحة 40 دونمًا تقريبًا، هذه ليست المرة الاولى التي يعدم بها المستوطنين اشتال زيتوننا، وسنواصل زراعة اراضينا ولن نبرحها مهما كلفنا الثمن".

وتابع عيايدة: ان اقتلاع المستوطنين أشتال الزيتون في اراضينا تكرر عدة مرات خلال الايام والأعوام القليلة الماضية، نحن نزرع وهم يخلعون، نستصلح ويخربون، نبني ويهدمون، يحاولون بشتى الطرق سرقة اراضينا ومنعنا دخولها، لتنفيذ مخططات استيطانية جديدة ولتوسيع المستوطنات المقامة على ممتلكاتنا.

وقال عيايدة: "هذه الأراضي التي يدعي الاحتلال أنها أراضي دولة، لدينا وثائق تثبت ملكيتنا لها بالطابو ودوائر التسجيل الرسمية منذ ما يزيد عن 300 عام، قدمنا عدة شكاوى بشأن اعتداءات المستوطنين، لكن لا حياة لمن تنادي، سلطات الاحتلال تتبادل الادوار مع مستوطنيها لسرقة أراضينا".

واردف: أراضينا نحن عائلتي العيايدة والوراسنة في خلة إسير تصل مساحتها إلى 450 دونمًا، عملنا على إصلاح 75 دونمًا منها عام 2017، وشيدنا فيها بمساعدة مركز أبحاث الأراضي 8 آبار لتجميع المياه، عدة مرات طردنا من قبل جنود الاحتلال وصودرت اشتالنا، فيما يسمح الجنود بقوتهم وقوة مستوطنيهم المدججين بالسلاح رعي ماشيتهم في اراضينا هذه وتخريب مزروعاتنا.

واضاف: بتاريخ 9-2-2019 وضعت سلطات الاحتلال عدة إخطارات اخلاء في اراضينا وبعدة عدة ايام من التاريخ المذكور وضعت إخطارات اخرى وسعت فيها مساحة الاراضي التي يجب اخلاؤها، وبعد ذلك اقتحم مستوطنيهم الارض وخلعوا اشتال زيتوننا، الاحتلال يتجاهل اوراقنا الثبوتية من أجل إنهاء الوجود الفلسطيني في خلة إسير.

من جانبه، اوضح المزارع يوسف وراسنة (47 عامًا) أثناء فلاحته أرضه بخلة إسير، أن المستوطنين بدأوا اعتداءاتهم على أراضينا في خلة إسفر يوم باشرنا عملية استصلاحها قبل 5 اعوام تقريبًا، ومنذ ذلك الوقت ومسلسل اعتداءاتهم متواصل خلع اشتال زيتون وبناء بركسات ورعي ماشية، نحن سنواصل اعمار أراضينا بمساعدة مركز أبحاث الأراضي وبلدية الشيوخ ووزارة الزراعة، سنبقى منغرسين فيها كما أشجار زيتوننا.

وقال وراسنة: أراضينا هذه من أخصب أراضي فلسطين لذلك يحاولون ارغامنا على هجرها، نحن هنا باقون وسنعمل على تسييجها باسلاك شائكة لحمايتها كي لا تبقى مرتع لهم ولماشيتهم، ونناشد كافة المؤسسات الوطنية والحقوقية والدولية بالتدخل الفوري والعاجل لمساعدتنا ووضع حد لهذه الممارسات الهمجية، التي تدل على بلطجة هؤلاء المستوطنين المدعومين من حكومتهم.

من جانبه، أكد رئيس بلدية الشيوخ شريف الحلايقة ، أن اعتداءات ومخططات الاحتلال ومستوطنيه في خربة إسير وغيرها من ضواحي وخرب البلدة، تندرج في اطار ارغام المواطنين على ترك اراضيهم لسرقتها وتهويدها بشتى الوسائل والطرق سواء ما يدعونها قانونية حسب رأيهم او غير قانونية، فالمحصلة التي ينظرونها وينتظروها واحدة بالنسبة لهم، والنتيجة هي سرقة المزيد من اراضي المواطنين وممتلكاتهم لتوسيع رقعة الاستيطان في كافة ارجاء محافظة الخليل والضفة الغربية برمتها".

وقال الحلايقة: "اعتداءات المستوطنين المتواصلة بشكل شبه يومي على اراضي المواطنين التي بحوزتهم أوراق "الطابو" التي تؤكد ملكيتهم لها، يوضح استمرار المخططات الاحتلالية الاستيطانية التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق بلدة الشيوخ والتي هدفها سلب مزيد من الأراضي وتهجير سكانها، لتوسيع المستوطنات التي شيدت على اراض مسروقة من الفلسطينيين، لكن اهلنا في بلدة الشيوخ وضعوا نصب أعينهم الاستمرار في إعمار اراضيهم وعدم السماح بتمرير مخططات الاحتلال في اي بقعه بالبلدة.

وناشد الحلايقة، المؤسسات الحقوقية والجهات الدولية المعنية بالعدالة الإنسانية في العالم، الخروج عن صمتها للجم الممارسات والانتهاكات الاحتلالية الاستيطانية المتمثلة باستباحة الأرض الفلسطينية".